إمكانية لتأجيل انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان

تحدث مسؤولون عسكريون أمريكيون وباكستانيون كبار الجمعة في إسلام أباد حول إمكانية تأجيل قرار انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي تنكب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مراجعته.

وجاء في بيان للجيش الأمريكي أن قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي شكر باكستان على “المساهمة في مسار السلام الأفغاني الداخلي” وتعهّد “بحث مجالات تعاون جديدة” معها.

وأضاف البيان أن قائد أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا أعاد تأكيد “التزام باكستان بجهود السلام في أفغانستان لأهميتها في السلام” الداخلي.

وتأتي هذه المشاورات في وقت يُنتظر أن تصدر إدارة بايدن في الأيام المقبلة قرارها حول الانسحاب العسكري من أفغانستان المقرر في أيار/مايو وفق بنود الاتفاق التاريخي المبرم مع جماعة طالبان في شباط/ فبراير 2020.

مشاورات باكستانية أمريكية قبل موعد الانسحاب العسكري من أفغانستان

ضابط شرطة أفغاني يراقب موقع انفجار قنبلة في كابول بأفغانستان/ رويترز

أفغانستان.. مراجعة للاتفاق مع طالبان

وخُفّض عديد القوات الأمريكية في البلد إلى 2500 عنصر مطلع 2021، لكن أعلنت إدارة جو بايدن مراجعة الاتفاق مع طالبان لا سيما “لإعادة تقييم” التزام المتمردين بتعهداتهم.

واعتبر الجنرال ماكينزي أنه لم يتم استيفاء شروط الانسحاب الذي قد يؤدي إلى ازدياد نفوذ الجماعات المتشددة في أفغانستان ويهدد بإطاحة الحكومة الأفغانية.

وقال المسؤول العسكري قبل وصوله إلى إسلام أباد “لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يحدث”.

كما أكد في تصريحات أدلى بها في الطائرة أثناء التوجه إلى باكستان إن طالبان التزمت بموجب الاتفاق بخفض منسوب العنف، لكن ذلك لم يحصل. وأضاف أن تنظيم داعش “شنّ بالتأكيد هجمات، لكنها لا تقارن بما تفعله طالبان”،

ودان “هجماتها في أنحاء البلاد ضد القوات الأفغانية والاغتيالات الموجَّهة في بعض المدن”.

واعتبر أن المسؤولية ملقاة على “طالبان، لا يمكن أن يكون أي طرف آخر”، وأكد أن ذلك “واضح جداً”.

وشجّعت باكستان جماعة طالبان على التفاوض مع حكومة كابول، كما ستتلقى بترحيب تأجيل انسحاب القوات الأجنبية من جارتها أفغانستان، وفق مصادر عسكرية باكستانية.

لكن أكد مسؤولون باكستانيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن التأجيل يجب أن يجري بالتفاوض مع طالبان لتجنب تصعيد النزاع، وأشاروا إلى قرب مضي عام دون أن يسجل الجيش الأمريكي خسائر بشرية في القتال بأفغانستان، وهو أمر غير مسبوق منذ عقدين.

ولم يعلن الجيش الأمريكي موقفه من مسألة الانسحاب، إذ يعود القرار إلى البيت الأبيض، لكن لا يخفي العسكريون الأمريكيون في أحاديثهم الخاصة قلقهم من أن تسيطر الجماعات المتشددة من جديد على كابل بمجرد انسحابهم كليّاً من البلاد.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لحلف شمال الأطلسي التزام الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أفغانستان، مؤكدا في الوقت نفسه أنها لن تقوم بانسحاب “متسرع أو غير منظم” من هذا البلد.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان إن أوستن أبلغ الحلفاء بأن واشنطن ما زالت “ملتزمة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب”.

وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أن أوستن طمأن الدول الحليفة أيضا إلى أن “الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب متسرع أو غير منظم من أفغانستان”.

سحب القوات الأمريكية

وكان الحلف الأطلسي أعلن في اجتماع الخميس أنه لم يتخذ “أي قرار نهائي” بشأن مستقبل مهمته في أفغانستان، بينما تدرس إدارة الرئيس جو بايدن مسألة سحب القوات الأمريكية من هذا البلد مع اقتراب موعد نهائي حدد في الأول من أيار/مايو لذلك في اتفاق بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وطالبان.

وتنتظر الدول الأعضاء في الحلف بفارغ الصبر قرار بايدن بشأن إنهاء عقدين من الالتزام في أفغانستان، لكنها تؤكد أنها مستعدة للبقاء في هذا البلد إذا بقيت الولايات المتحدة إذ إنها تعتمد على القدرات الأمريكية لمواصلة المهمة.

وكان مسؤولون أمريكيون ذكروا أن وزير الدفاع الجديد لويد أوستن الحريص على تنشيط العلاقات مع الحلفاء بعد سنوات من التوتر في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، سيستمع إلى الحلفاء وينقل مساهماتهم إلى بايدن.

وقالت واشنطن إن وزير الخارجية أنطوني بلينكن ناقش الوضع مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في اتصال هاتفي الأربعاء وتعهد أن تجري الولايات المتحدة مشاورات “بشأن الطريق التي يجب السير فيها قدما”.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي “نواجه معضلات كثيرة وليست هناك خيارات سهلة”.