تراجع حجم التجارة بين الصين وكوريا الشمالية بنسبة 80٪ العام الماضي إلى 539 مليون دولار

أدى إغلاق الحدود بين كل من الصين وكوريا الشمالية إلى ضرر كبير للاقتصاد الكوري الشمالي، وشكل اختباراً حقيقياً حول مدى التزام بيونغ يانغ في ضرورة الاعتماد على الذات ومواجهة ما تعانيه من نقص في الأغذية والكهرباء والسلع الضرورية ما أنتج أزمة اقتصادية حادة يخشى أن تضرب مفاصل الدولة.

وانتقدت مصادر كورية شمالية، قبل نحو شهر من الآن، ما تعانيه كوريا الشمالية من انعكاسات بسبب النظام القمعي هناك، حيث تعيش كوريا الشمالية في ظلام دامس، بصورة عامة، لكن السلطات الرسمية تبقي على تماثيل الأسرة الحاكمة مضاءة طوال الليل، وهو ما نقلته إذاعة “آسيا الحرة”.

ووفق تقرير أعدته صحيفة “asia.nikkei” الكورية الشمالية، فإن كوريا الشمالية تنتج نحو مليون طن من الحبوب الغذائية، وهو رقم أقل من الطلب السنوي البالغ نحو 5.5 مليون طن، وفق ما كان أعلنه سابقاً جهاز المخابرات الوطني في كوريا الجنوبية، الجارة الأكثر عداءً لكوريا الشمالية.

وقال تقرير للصحيفة، إن “كوريا الشمالية تقوم بإيقاف عمليات التجنيد للجنود لنحو عام أو عامين وذلك من أجل إرسال المزيد من العمال إلى مواقع الإنتاج”، وذلك وفقا لما كانت أعلنته وكالة المخابرات الوطنية في كوريا الجنوبية.

وكان مصنع كبير للأسمدة وغاز الفحم اضطر للإغلاق بسبب نقص قطع الغيار، والنقص في الكهرباء؛ حيث لا يحصل سوى ربع الكوريين الشماليين على الكهرباء، وفق بعض التقديرات؛ إذ تعد الصين أكبر شريك تجاري في كوريا الشمالية.

كوريا الشمالية

تمثال الزعيم الكوري الشمالي – أرشيفية

وتصل نسبة التجارة بين البلدين إلى نحو 90٪ من إجماليها، لكن هذه التجارة بين البلدين تراجعت بنسبة 80٪ العام الماضي إلى 539 مليون دولار، في حين أشار مراقبون إلى أن “بيونغ يانغ ستضطر إلى اللجوء لطلب المساعدة من بكين”.

وتعد العلاقات الصينية الكورية الشمالية من العلاقات الودية بصورة عامة، رغم حالات التوتر التي كانت تنتابها أحيانا بسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية، كما تشترك الصين وكوريا الشمالية في حدود بطول 1,146 كيلومتر تتوافق مع مجرى نهري يالو وتومين.

وكانت مصادر اقتصادية قالت إن “الصين استقبلت قبل نحو عامين ما نسبته 63 % من صادرات كوريا الشمالية، ونحو 96 % من وارداتها، الأمر الذي يجعل من الصين الشريك التجاري الأول لكوريا الشمالية؛ حيث تواصل الصين دعم الاقتصاد الكوري الشمالي على الرغم من العقوبات وأدت إلى خفض العقوبات الاقتصادية وسط محادثات تؤدي إلى نزع السلاح النووي.

تقرير صادر عن اتحاد التجارة الكورية الذي نشر أواخر العام الماضي كشف أن حجم التجارة بين البلدين شهد تراجعا بنسب متفاوتة وصلت إلى نحو 92% شهريا بسبب أزمة كورونا، حيث شهد إجمالي حجم التجارة بينهما خلال الـ10 أشهر الأولى من العام الماضي تراجعا بنسبة 76% مقارنة بذات الفترة من العام الذي سبقه.

وجرى وقف صادرات بعض المنتجات الكورية الشمالية، مثل الساعات والباروكات والأحذية، بينما تم تصدير كمية بسيطة من الكهرباء المولدة بالطاقة المائية والغرافيت إلى الصين، فيما توقفت كوريا الشمالية عن استيراد المواد الغذائية والأدوات الطبية من الصين، كما استوردت منها كمية بسيطة من المواد الخام لإنتاج الملابس ومواد الإنشاءات.

وتشير أرقام التقرير إلى أن حصة الصين من إجمالي حجم تجارة كوريا الشمالية الخارجية تجاوزت ما نسبته 95% في العام الماضي، بعد أن كانت 17% في عام 2001، و90% في عام 2014.

وكان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون أقر سابقاً بحدة نقص الطاقة التي تواجه البلاد، في اجتماع لـ “اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم”، وذلك في الفترة الواقعة ما بين 8 إلى 11 فبراير، كما انتقد كيم مسؤولين بسبب خططهم الاقتصادية المفرطة في التشاؤم، في حين أقال مسؤوله الاقتصادي الكبير، الذي تم تعيينه قبل شهر واحد فقط، وانتقده بصورة كبيرة أيضاً نظراً إلى أن الخطة الاقتصادية الخمسية التي تم تحديدها في مؤتمر الحزب في يناير الماضي، تؤكد على ضرورة “الاعتماد على الذات” والاكتفاء الذاتي”. من جانبه، قال تاي يونغ هو، النائب الكوري الجنوبي: “في ظل هذه الظروف، لا يمكنهم التغلب على الأزمة من خلال الاعتماد على الذات”.

بسبب كورونا.. إغلاق الحدود بين الصين وكوريا الشمالية يضرب اقتصاد بيونغ يانغ في مقتل

استعراض عسكري لقوات كورية شمالية – أرشيفية

صناعة الأسلحة

وعلى الرغم من الضائقة المالية الشديدة التي تعيشها البلاد، إلا ان كيم جونغ أون ما يزال يأمر بصناعة الأسلحة والذخائر من خلال “تحقيق وتنفيذ شامل” لخطط هذا العام، وعلى الرغم من أن الحوار مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تبدو غير مرجحة حتى الآن، إلا أن “بيونغ يانغ” ترى أن القدرات النووية والصاروخية المعززة هي ورقة أساسية تريد أن تمسك بها كوريا الشمالية.

يشار إلى أن النظام الكوري الشمالي مهتم بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار منذ سبعينيات القرن الماضي، فيما أشارت معلومات إلى أن كوريا الشمالية لديها أسطول صغير من الطائرات بدون طيار مخصص للمراقبة والاستكشاف والهجوم (غير المتطور نسبيا)، إلى جانب نظام القيادة والتحكم لإدارة تلك الطائرات بدون طيار.

ويخضع الجيش الكوري الشمالي حاليًا إلى مناورات شتوية سنوية، ذلك أنه قبل وقت قصير من بدء التدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كانت واشنطن تراقب أي استفزازات من “بيونغ يانغ”، كما أرسلت طائرة استطلاع وسفينة تتبع الصواريخ إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية، وفق تقارير إعلامية.

ورغم ما تعانيه البلاد من فقر، نقلت تقارير أوردتها قناة “روسيا اليوم” أن لدى كيم حوالي 17 قصراً، يمتلك في إحداها مهبطاً للطرائات على مساحة تقدر بـ 500 متراً، كما أن لديه محطة قطار خاصة به، و أنفاقا تربط ممتلكاته ببعضها البعض ومن قبل تم تصوير كيم وزوجته على يخت فخم يبلغ ارتفاعه نحو 95 قدما.

كوريا الشمالية

زوجة زعيم كوريا الشمالية – واشنطن بوست

فقر البلاد وزوجة كيم

كشفت تقارير إعلامية أن زوجة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعيش حياة ثرية جداً وباذخة ابتداء من ثروتها التي تقدر بنحو 5.6 مليار دولار، إلى الألبسة الفاخرة والعدد الكبير من الملابس التي تضمها في منزلها، وفق تقارير كشفت أسرار الزوجة المختفية عن الإعلام قبل نحو عام من الآن.

وبحسب التقارير، فإنه وبالرغم من حياة الفقر المدقع التي يعيشها الكوريون الشماليون، إلا أن زوجة الزعيم الكوري الشمالي تمتلك ساعة يد تقدر قيمتها بنحو ثمانية ملايين و200 ألف دولار، فضلاً عن عدد كبير من الإطلالات من ماركة شانيل والتي تصل إلى نحو 12 ألف دولار للإطلالة الواحدة.

وعلى الرغم من كل ما يتم تناقله في وسائل الإعلام حول الحياة الباذخة لزوجة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، إلا أن حياتها أحيطت بهالة واسعة من السرية ومنعت العديد من وسائل الإعلام من التدخل بها بشكل أو بآخر.

نشرَت صحيفة "ديلي ستار" تقريراً جديداً كشفت فيه عن حياة البذخ التي تعيشها ري سول جو، زوجة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والتي كانت ظهرت مؤخراً بعد مرور أكثر من عامٍ على اختفائها. 

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مع زوجته ري سول جو. المصدر: getty

وظهرت مؤخراً زوجة الزعيم الكوري الشمالي في مناسبة برفقة زوجها الزعيم الكوري الشمالي، وبحضور عدد كبير من المسؤولين، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي من تدابير الحماية من تفشي فيروس كورونا، مثل استخدام الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي.

وكانت “بيونغ يانغ” قررت سابقاً عزل نفسها بشكل كبير من أجل منع تفشي فيروس كورونا في البلاد خصوصاً وأن لكوريا الشمالية تعاملات كبيرة مع الصين، والتي تفشى فيها فيروس كورونا لأول مرة.