مؤسسة إعلامية إيرانِيّة حكومية ستتلقى أكثر من 100 مليون دولار!

في الوقت الذي يتشاجر فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني مع برلمانيين حول الميزانية الوطنية للعام المقبل، من المقرر أن تحصل إذاعة جمهورية إيران (IRIB) الحكومية على تمويل كبير، وفق ما ذكر موقع “asiatimes” الالكتروني.

إذاعة جمهورية إيران تحتكر بشكل مطلق الخدمات الإعلامية في البلاد

وأثارت مسودة مشروع قانون الميزانية للسنة التقويمية الإيرانية القادمة والتي تبدأ في 21 مارس/آذار، ضجة حول اقتراح زيادة بنسبة 35% على أساس سنوي لميزانية “IRIB”، التي تديرُ ما يزيد عن 100 محطة إذاعية وتلفزيونية محلية ووطنية ودولية، وتحتكر بشكل مطلق الخدمات الإعلامية في البلاد، وتلعب دوراً رئيسياً في التأثير على الرأي العام.

وتوظف المجموعة الإعلامية العملاقة ما يصل إلى 50000 شخص، وتعتمد على التمويل الحكومي والإعلانات التجارية لتغطية تكاليف التشغيل اليومية، بحسب “asiatimes”.

ويتم تعيين رئيس “IRIB” من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، وفعلياً، فإنها معفاة من المساءلة بشأن محتواها من جميع المكاتب والهيئات التنظيمية المنتخبة.

وبصرف النظر عن البرامج المحلية، فإن شبكات “IRIB” الدولية الرئيسية هي “Press TV” و “Al-Alam” و Hispan” TV”، والتي تبث أفلاماً وثائقية عن الثقافة الإيرانية وتقدم قصصاً إخبارية دولية.

واقترحت إدارة روحاني أن تتلقى “IRIB” مبلغاً ضخماً يبلغ 28.35 تريليون ريال (118 مليون دولار أمريكي) لهذا العام المالي، أي ما يعادل الميزانية التراكمية لـ 10 من أصل 31 محافظة إيرانية.

وستتمكن محطة الإذاعة من الوصول إلى 150 مليون دولار من احتياطيات العملات الأجنبية المتأتية من صندوق التنمية الوطني الإيراني، وهو صندوق الثروة السيادية في البلاد.

وصندوق التنمية الوطني هو مستودع لعائدات تصدير النفط المخصصة لمشاريع البنية التحتية أو نفقات الطوارئ، ولا يمكن سحب الأموال منه إلا بضوء أخضر من المرشد الأعلى.

ووفقاً لمسودة الميزانية، فإنه من المفترض أن تقوم “IRIB” بتخصيص الأموال لتطوير برامجها “نوعياً وكمياً”، بما في ذلك الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

ومع ذلك، أثارت أنباء زيادة الميزانية غضب الإيرَانيين المحبطين مما يرون أنه أولويات في غير محلها نظراً للأزمات الاقتصادية الخطيرة التي تواجه الشعب.

وإلى جانب هذا، يرى المواطنون على نطاق واسع أن “IRIB” هي مؤسسة إعلامية غير تمثيلية وغير ديمقراطية تروج برامجها للدعاية المعادية للغرب ونظريات المؤامرة والأساطير المعادية للعلم والتطرف الديني.

وفي استطلاع أجرته وكالة استطلاعات الطلبة الإيرانية الحكومية (ISPA) العام الماضي، قال 32.6% فقط من المستجيبين أنهم يعتقدون أن برامج “IRIB” تعكس واقع المجتمع الإيراني.

وحتى مع القيود الصارمة على البرامج الأجنبية، والرقابة على الإنترنت التي تؤثر على الآلاف من المواقع الإخبارية، فإن أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع، أو 45.8%، اعتبروا “IRIB” على أنها مصدر أساسي للمعلومات.

ومع هذا، كشف استطلاع أجرته “ISPA” في أعقاب الاحتجاجات التي عمّت البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أنّ 11% فقط من الإيرَانيين وافقوا “إلى حد كبير” على أن أداء “IRIB” كان موضوعياً في تغطيتها للاحتجاجات التي اندلعت إثر الزيادة الكبيرة على أسعار النقود بنسبة 300%، وقد شاركت فيها طبقات العمال والفقراء بشكل أساسي.

وتقول الصحفية الإيرانية ميرا غربانيفار: “يسيطر فصيل سياسي متطرف على IRIB، ونظراً لأنها لا تعتمد على المساهمات المالية من الجمهور للبقاء، فإنها تتجاهل مصالحهم بسهولة”. وتضيف: “إن IRIB تتجاهل آراء جزء كبير من المجتمع”.

خبير في الشأن الإيرَاني لـ “أخبار الآن”: العرب الأحواز يناضلون منذ 9 عقود وعزل إيران ممكن