انتخاب مدعيا عاما للمحكمة الجنائية الدولية

انتُخب الحقوقي البريطاني كريم خان الجمعة مدعيا عاما جديدا للمحكمة الجنائية الدولية، وهو منصب يتطلب عملا شاقا، خلفا لفاتو بنسودا التي فرضت عليها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات.

فاز خان (50 عاما) الذي قاد تحقيقا للأمم المتحدة في الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش، في الجولة الثانية من التصويت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بدعم من 72 دولة، أي بعشر دول أكثر من الـ62 دولة المطلوبة لتأمين فوزه بالمنصب الرفيع.

وكان خان يتنافس مع ثلاثة مرشّحين من إيرلندا وإيطاليا وإسبانيا لخلافة بنسودا المنتهية ولايتها والتي قادت تحقيقات واجهت اعتراضا.

وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت أنّ خان هو المرشّح الأوفر حظا للفوز بالمنصب ويتقدّم على الإسباني كارلوس كاستريسانا والإيرلندي فيرغال غاينور والإيطالي فرانشيسكو لو فوي.

وعلى الرّغم من محاولات عدّة في الأسابيع الأخيرة، فشلت الدول الأعضاء في المحكمة الجنائيّة الدوليّة في التوصّل إلى توافق بشأن تعيين مدّعٍ عام جديد، وتوجّب عليها حسم قرارها خلال تصويت في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.

ومن المقرّر أن تستقيل بنسودا المولودة في غامبيا، في حزيران/يونيو بعد تسع سنوات قضتها في واحد من أصعب المناصب في القضاء الدولي، تاركةً وراءها سجلا متفاوتا من الإنجازات في محكمة لاهاي.

الجنائية الدولية تشهد تعيين ثالث مدع عام 

وسيكون خان، وهو ثالث مدع عام للمحكمة منذ إنشائها في 2002، مسؤولا عن ملفّات ضخمة وقضايا معقّدة، في محكمةٍ يتمّ باستمرار التشكيك في شرعيّتها.

ترأس خان، المحامي البريطاني المتخصّص في حقوق الإنسان، مؤخّرا تحقيقا خاصّا للأمم المتّحدة حول جرائم تنظيم داعش، ودعا إلى إجراء محاكمات شبيهة بتلك التي خضع لها القادة النازيون في نورمبرغ.

أمّا القاضي الإسباني كارلوس كاستريسانا، فقد ترأس في السابق لجنة تابعة للأمم المتّحدة حول مكافحة الجريمة والفساد في غواتيمالا، لكنّه استقال في 2010، مؤكدا أنه يتعرض “لهجمات منهجيّة” من جانب موظفين متعطشين للسلطة.

من جهته، كان الإيرلندي فيرغال غاينور قد مثّل ضحايا جرائم في المحكمة الجنائيّة الدوليّة، بما في ذلك في إطار التحقيق حول الحرب في أفغانستان وكذلك في قضيّة ضدّ الرئيس الكيني أوهورو كينياتا.

وفي ما يتعلّق بالمدّعي فرانشيسكو لو فوي المتحدّر من صقلية، فقد سبق له أن عمل في قضايا ضد المافيا الإيطاليّة وشبكة كبيرة من مهرّبي البشر.

والمحكمة الجنائية الدولية هي المحكمة الدائمة الوحيدة لجرائم الحرب في العالم. وقد تعرضت لانتقادات مرارا لتركيزها على شؤون البلدان الإفريقية.