خلال أقل من عام على بدء تفشي الوباء، ظهرت مجموعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وهو ما يعد زمنا قياسيا؛ فكيف يمكن الوثوق بها؟ أو معرفة مدى الكفاءة، وآخر المستجدات الخاصة باللقاحات؟

تحدثنا في “أخبار الآن” إلى أخصائية طب الأسرة الدكتورة رشا العاني، لفهم كل الأمور المتعلقة بـ لقاحات كورونا التي يتم تداولها في العالم حاليا.

ما هي آخر المستجدات؟

الأسبوع الماضي، أظهرت شركتان جديدتان نتائج واعدة بشأن لقاحات كورونا وهما نوفاكس وجونسون آند جونسون.

وتقول شركة نوفاكس، وهي شركة أمريكية مقرها ميريلاند، أن نسختها من اللقاح المضاد لكوفيد 19، فعالة بنسبة 90 %، وذلك خلال تجارب المرحلة الثالثة، التي أجريت في المقام الأول في المملكة المتحدة والتي وصلت فعالية اللقاح خلالها إلى 89.3 %.

وتؤكد نوفاكس أن لقاحها فعال كذلك ضد سلالة كورونا المتحورة سواء في جنوب إفريقيا أو المملكة المتحدة، وهي النتائج التي تم التوصل إليها بعد تجربة جرعتي اللقاح على ما يقرب من 20000 شخص

هل أنت حائر بسبب لقاحات كورونا.. إليك تفاصيلها جميعا

طريقة عمل لقاحات كورونا

أما شركة جونسون آند جونسون فأعلنت أن لقاحها فعال بنسبة 66 % ضد الفيروس خلال الوقت الحالي، لكن اللقاح الوليد أحادي الجرعة، الأمر الذي حمل الشركة على الشروع في تجربة إذا ما كان إعطاء جرعتين سيعني مزيدا من الحماية.

وستحتاج الشركتان إلى موافقات دولية من قبل المنظمات والهيئات الصحية قبل بدء تداول اللقاح، لكن المملكة المتحدة، قد استبقت ذلك بحجز 60 مليون جرعة من لقاح نوفاكس.

على الصعيد العربي، وافقت دولة الكويت على الاستخدام الطارئ للقاح أسترانزينكا-أكسفورد، ومن المتوقع أن تصل الدفعة الأولى من اللقاح خلال أيام قليلة، لتأتي الكويت إلى جوار سلطنة عمان التي بدأت بالفعل في استخدام اللقاح ذاته.

وتسبب الوباء في ظهور حالة من التنافس العالمي على الحصول على اللقاحات، الأمر الذي دفع بعض الدول إلى استخدام لقاحات بشكل طارئ رغم أنها لا تزال قيد التجربة.

ففي الهند أنتجت شركة محلية تسمى “Bharat Biotech” لقاحها الخاص تحت اسم “Covaxin” وبدأت السلطات الصحية في استخدامه على المستوى الشعبي بالفعل، غم أنه لا يزال في طور التجربة.

الأمر ذاته تكرر في وقت سابق حين استخدمت روسيا والصين لقاحي “سبوتنيك” و”سينو فارم” وهما في مرحلة التجربة.

أخصائية طب الأسرة لأخبار الآن: علينا الاستمرار بارتداء الكمامات إلى حين انتهاء كورونا

كيف تُحدد كفاءة اللقاح؟

 

أواخر يناير/كانون ثاني، المنصرم، تم إعطاء أكثر من 94100000 جرعة لقاح في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعادل 1.2 جرعة لكل 100 شخص.

وبالنظر في الأمر، نجد أن الدول الغنية، تتيح لها إمكاناتها الحصول على النصيب الأكبر من لقاحات كورونا، مقارنة بالدول منخفضة الدخل، وهو ما يشير إلى أن القارة الإفريقية هي الأكثر تضررا في هذا الصدد.

 

 

كما نرى في الرسم البياني، أعطت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والبحرين والولايات المتحدة، أكبر عدد من الجرعات لكل 100 شخص، وهذا يشمل الأشخاص الذين تم تطعيمهم جزئيًا أو كليًا.

في الوقت نفسه، تتصدر إسرائيل والإمارات العربية المتحدة أيضًا النسبة الأكبر من الأشخاص الذين تم تطعيمهم، بنسبة 37.4٪ و32.26٪.

 

 

كيف يتم إنتاج لقاحات كورونا

هناك ثلاث طرق لإنتاج اللقاحات، الأولى تستخدم الفيروس أو الباكتيريا بشكل كامل، أما الثانية فتعمل على الاستعانة بأجزاء من الجراثيم التي تحفز جهاز المناعة، فيما يتم استخدام المادة الوراثية للجرثومة الموجودة في الفيروس، في الطريقة الثالثة لإنتاج اللقاح.

وتستخدم “اللقاحات الحية” شكلاً ضعيفًا من الجراثيم المسببة للمرض، لأنها تشبه إلى حد كبير العدوى الطبيعية التي تساعد على منعها، إذ تخلق استجابة مناعية قوية وطويلة الأمد، ويمكن أن توفر جرعة واحدة أو جرعتين حماية مدى الحياة.

وتستخدم “اللقاحات المعطلة” النسخة المقتولة من الجرثومة المسببة للمرض، وهي عادة لا توفر حماية قوية مثل اللقاحات الحية، لذلك قد تحتاج إلى عدة جرعات بمرور الوقت من أجل الحصول على مناعة أفضل.

هل أنت حائر بسبب لقاحات كورونا.. إليك تفاصيلها جميعا

طريقة عمل لقاحات كورونا

تستخدم أنواع أخرى من اللقاحات أجزاء معينة من الجرثومة أو الفيروس، ويمكن أن تؤدي إلى استجابات مناعية قوية جدًا في الجسم لأنها تستخدم جزءًا معينًا من الجراثيم.

تستخدم “لقاحات السموم” مادة سامة تنتجها الجراثيم المسببة للمرض، هذا يعني أن الاستجابة المناعية تستهدف السم بدلاً من الجراثيم بأكملها.

في الوقت الحالي، نادرًا ما يتم استخدام اللقاحات التي تحتوي على مادة وراثية للفيروس، لكن شركة فايزر وموديرنا كانتا قادرتين على استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة لإنتاج لقاحهما.

وتعد هذه التكنولوجيا الجديدة بمثابة الاختراق، ببساطة لأنها سريعة للغاية في التعامل مع الأمر، ويشير تقرير من موقع The Conversation إلى أن “تطوير اللقاح التقليدي”، على الرغم من دراسته جيدًا، يستغرق وقتًا طويلاً للغاية ولا يمكنه الاستجابة على الفور ضد الأوبئة الجديدة مثل COVID-19، ولكن يمكن للقاحات mRNA تخطي عقبات تطوير اللقاحات التقليدية.

لقد أجبر هذا الوباء أفضل العقول في مجالات الطب والصيدلة، على التكاتف معا لمواجهته، ولكن ماذا ستكون النتيجة النهائية لهذه اللقاحات؟ علينا الانتظار لمعرفة الإجابة.