مرة أخرى، تعود إلى الواجهة مأساة الانتهاكات الصينية ضد أقلية الإيغور المسلمة، خصوصاً بعد أن قرر “تويتر” إغلاق حساب سفارة الصين في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تغريدة عن نساء من الإيغور، واعتبرت هذه التغريدة “غير إنسانية”.

الولايات المتحدة الأمريكية، شنت خلال اليومين السابقين من خلال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو هجوماً على سياسات الصين حول أقلية الإيغور المسلمة، نتيجة للانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها هذه الأقلية حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب أفرادها الذين فروا إلى دول مختلفة منها أستراليا بسبب ما يعانونه من اضطهاد وظلم وانتهاكات لا إنسانية على يد الحزب الشيوعي الصيني.

“تويتر” أصدر تصريحا انتقد فيه ما قامت به السفارة الصينية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث قام حساب السفارة الصينية، بالتغريد بأن “نساء الأويغور قد تم تحريرهن من كونهن آلات إنجاب أطفال”، فيما ذكرت رويترز أن “التغريدة نقلت عن دراسة نشرتها صحيفة تشاينا ديلي الحكومية”.

وقالت “تويتر” إنها “أغلقت حساب سفارة الصين في الولايات المتحدة بسبب هذه التغريدة التي انتهكت سياسة الشركة ضد نزع الصفة الإنسانية”.

وكانت منظمات حقوقية قالت إن الصين احتجزت ما يصل إلى مليون شخص من الإيغور خلال السنوات القليلة الماضية داخل ما تطلق السلطات الصينية عليه “معسكرات إعادة تأهيل”.

الإيغور

تغريدة السفارة الصينية حول أطفال الإيغور – رويترز

ودائما ما تتعرض الصين لانتقادات واسعة بسبب آلية تعاملها مع أقلية الإيغور، إذ أعربت الأمم المتحدة بشكل مستمر عن بالغ قلقها بسبب حملات الاعتقال الجماعية التي تنفذها السلطات الصينية ضد شعب الإيغور، لا سيما هؤلاء المحتجزين فيما يسمى بـ”معسكرات التأهيل”، وهو ما تنفيه السلطات الصينية وتؤكد أن “هذه المعسكرات هي بمثابة مدارس داخلية وأن تواجدهم داخلها لتثقيفهم كونهم من المتشددين”.

وكانت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أكدت أكثر من مرة تلقي العديد التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون شخص من أقلية الإيغور في “مراكز مكافحة التطرف”.

وكانت تقارير إعلامية قالت إن “السلطات الصينية أمرت الإيغور بتسليم جميع المصاحف وسجّادات الصلاة أو غيرها من المتعلقات الدينية، وإلا فإنهم سوف يواجهون عقوبة”، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية  عن مصادر إيغورية بالمنفى عام 2017، كما منعت إطلاق اللحى وارتداء النقاب في الأماكن العامة ومعاقبة من يرفض مشاهدة التلفزيون الرسمي.

عمليات إجهاض وتعقيم

ومن أبرز الممارسات اللا إنسانية التي كانت تقوم بها السلطات الصينية ضد شعب الإيغور، وفق تقارير للأمم المتحدة، قيام السلطات الصينية بإجبار نساء الإيغور على تناول حبوب منع الحمل، فضلاً عن إجبارهن على الخضوع لعمليات إجهاض وعمليات تعقيم نهائية تجعلهن غير قادرات على الإنجاب نهائياً.

كما تشير التقارير سواء الإعلامية أو الحقوقية الصادرة عن المنظمات المتخصصة أن السلطات الصينية تقوم بفصل الأبناء عن أسرهم بعد وضع الآباء والأمهات في معسكرات داخلية، ما يمنعهم من رؤية أطفالهم وفصلهم عاطفيا عنهم لغايات إدماج الأطفال في مجتمعات أخرى.

الخلفية العرقية للإيغور

وتعود أصول الإيغور إلى الاقتراب من شعوب آسيا الوسطى، ويبلغ عددهم في الصين نحو 11 مليون شخص ويشكلون ما نسبته 45% من سكان إقليم شينجيانغ.

ويعد هذا الإقليم الواقع في شمال غربي البلاد هو أكبر إقليم في الصين، ويتمتع بالحكم الذاتي كما هو الحال بالنسبة للتبت، ويجاوره كل من الهند وأفغانستان ومنغوليا.

وسكن الإيغور تقليديًا في سلسلة من الواحات المنتشرة عبر صحراء تكلامكان التي تضم حوض تاريم، وهي منطقة خضعت لسيطرة العديد من الحضارات تاريخياً بما في ذلك الصين والمغول والتبت.

وبدأ الإيغور بالدخول في الإسلام في القرن العاشر ودخلوا الإسلام بشكل كبير بحلول القرن السادس عشر إذ لعب الإسلام دورًا هامًا في ثقافة وهوية الأويغور.

مازال 80٪ من إيغور شينجيانغ يعيشون في حوض تاريم، ويعيش البقية منهم في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ، والتي تقع في منطقة دزنغاريا التاريخية، كما يوجد أكبر مجتمع من إيغور الذين يعيشون في منطقة أخرى من الصين في مقاطعة تاويوان، شمال وسط خونان.