أثيرت مؤخراً الكثير من التساؤلات حول أمر خفض رتبة كيم يو جونغ، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في المؤتمر الحزبي لحزب العمال الحاكم، إذ لم يتمّ إدراج اسمها كعضو أو عضو نائب في المكتب السياسي للحزب.

ومع هذا، فقد أشارت إذاعة “آسيا الحرة” إلى أنه تم منح يو جونغ لقباً جديداً، ويقول الخبراء أن قوتها النسبية لا تزال قائمة في السلطة، وذلك رغم استبعادها من قائمة المكتب السياسي للحزب الحاكم التي تعدّ أعلى هيئة لصنع القرار في كوريا الشماليّة.

وحالياً، فإنه يجري تقديم يو جونغ بصفة نائبة رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال، بينما كانت تقدم في وقت سابق بصفة “نائبة أولى لرئيس اللجنة”.

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تتمتع بدور رئيسي في بلادها

خبراء يكشفون: شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحتفظُ بسلطتها رغم تخفيض رتبتها

صورة أرشيفية لكيم يو جونغ إلى جانب شقيقها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. المصدر: getty

وفعلياً، فقد جذبت قضية شقيقة زعيم كوريا الشمالية اهتمام وسائل الإعلام الدولية على الفور، وبدأ المراقبون في التكهّن عمّا إذا كانت المرأة التي اعتبرتها المخابرات الكورية الجنوبية ذات مرة “القائد الفعلي الثاني” الذي يدير شؤون البلاد، قد تراجع دورها بين مستويات السلطة العليا.

وفي هذا الإطار، يقول لي إنباي، مدير معهد الأمن التعاوني ومقره في كوريا الجنوبية لإذاعة آسيا الحرة “rfa” إن “خفض رتبة يو جونغ ربما يكون بسبب سلسلة من تهجّمها الكلامي خلال الفترة الماضية على سيول والكوريين الشماليين الذين فروا إلى الجنوب”.

وبعد مرور يومين من خفض رتبتها، ظهرت يو جونغ بتصريحات جديدة “استفزازية” عبر وسائل الإعلام الحكومية. وبحسب صحيفة “شوسن إلبو” الكورية الجنوبية، فإن يو جونغ وصفت مسؤولي الجنوب بـ”غريبي الأطوار” و”الأغبياء”.

وجاء هذا التصريح من قبل شقيقة الزعيم، رداً على تقارير بشأن عمل هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية على رصد العرض العسكري الذي أقيم في الشمال، خلال الأسبوع الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية عن شقيقة الزعيم قولها، إن “كوريا الجنوبية كشفت عدائية في تصرفاتها الأخيرة بشأن عرض بيونغيانغ العسكري”.

واعتبرت حرص كوريا الجنوبية على رصد العروض العسكرية في الشمال بمثابة “مؤشر على مقاربة سيول العدائية تجاه زعيم كوريا الشمالية”.

وإزاء هذه التصريحات، فقد اعتبر العديد من المراقبين أنّ تصريحات يو جونغ دليل على سلطتها القوية، وأن الرتبة لا تؤثر على ذلك وأكبر دليل التصريحات النارية الأخيرة، ما يعني أنها ما زالت تتمتع بدور رئيسي في بلادها.

وقال كين غوز، من مركز أبحاث “CNA” ومقره فرجينيا: “لا يمكنك الحكم على عائلة كيم من خلال الرتب الرسمية، وكيم يو جونغ لا تزال لاعبة رئيسية”.

وظهرت كيم يو جونغ في العام 2018، حيث رافقت أخيها قائد البلاد في ثلاثة لقاءات قمة بين الكوريتين، بما يشمل لقاء القمة التاريخي بقرية بانمونجوم الحدودية في أبريل/نيسان من العام 2018.

كذلك، اكتسبت يو جونغ اهتماماً عالمياً بعد قيامها بقيادة الوفد الكوري الشمالي إلى سيول في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2018.

وتدير كيم يو جونغ العلاقات بين الكوريتين كنائب أول لمدير اللجنة المركزية لحزب العمال منذ أواخر عام 2019، وأعيد تعيينها عضواً بديلاً في المكتب السياسي في أبريل/نيسان 2020.

وجذبت يو جونغ الاهتمام مرة أخرى العام الماضي عندما أشاع غياب الزعيم المطول عن أعين العامة إشاعات حول صحته، وأثار تكهنات حول إمكانية توليها منصبه إذا أصبح غير قادر على إدارة البلاد.

وأشار محللون إلى احتمالية أن يطلق الشمال وكالة جديدة، ومنح الشقيقة الأصغر للزعيم موقعاً رئيسياً في هذه الوكالة، وفق ما ذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.

كذلك، تتوجه الأنظار إلى ترقية جو يونغ وون، أحد كبار مسؤولي الحزب، الذي كان دائماً ما يُشاهد في رفقة القائد خلال جولاته الميدانية العام الماضي، إلى عضو هيئة رئاسة المكتب السياسي، المنصب الذي لا يشغله حاليا سوى 5 أفراد، بما يشمل القائد كيم جونغ أون.

رغم تفشي كورونا.. كوريا الشمالية تعقد احتفالا جماهيريا حاشدا في ساحة كيم إيل سونغ

الدعم والولاء لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية وللزعيم، هدف تجمع من أجله هذا الحشد الكبير في ساحة كيم إيل سونغ. يأتي هذا التجمع الجماهري، بعد يوم واحد فقط من العرض العسكري الكبير، ولكن هذه المرة ارتدى الجميع الكمامات ولكن غاب التباعد الأجتماعي.