يقترب العام 2020 من نهايته، ومن غير المرجّح أن يجد المرء إنساناً واحداً لم يتأثر بفيروس “كورونا” المسجد، أو ربّما يمكن أن لا يشمل ذلك بيل غيتس وجورج سوروس، لأنهم هم الذين يقفون وراء ما حصل، وذلك وفقاً لنظريات المؤامرة التي جرى الترويج لها.

ونشر موقع “euvsdisinfo” الإلكتروني قائمة بالأمور التي لم تحدث في العام 2020. وتوضيحاً، فإن هذه القائمة تُبرز مجموعة من الأمور التي لا يمكن تصديقها حرفياً والتنبؤات المستحيلة والسخافات التي لم تتحقق، وذلك مهما حاولت وسائل الإعلام الموالية للكرملين اقناعنا بخلاف ذلك، مع العلم أن هذه المنافذ ساهمت بشكل كبير في الترويج للكثير من المعلومات المضللة وعمدت إلى تحريف الكثير من الحقائق بقوّة خلال العام 2020.

“وباء المعلومات” ضرب العام 2020

حصاد 2020.. تنبؤات لم تشهدها البشرية خلال عام ”كورونا“

صورة تبرز كلمة “أخبار مزيفة”. المصدر: getty

ولا يمكن أبداً تجاهل وباء “كورونا” الذي أثر على العالم. ومع ذلك، فقد تفاقمت هذه الجائحة بسبب “وباء المعلومات” والذي يرتبط بالمحاولات المستمرة لنشر معلومات كاذبة لتقويض استجابة الصحة العامّة.

وفي ما يلي بعض الأمثلة للإدعاءات والتنبؤات الكاذبة والسخافات المرتبطة بـ”كورونا” والتي جرى الترويج لها في العام 2020 وهي لم تحدث خلاله:

1- جاء فيروس كورونا إلى الأرض من الفضاء عبر نيزك وانتشر عبر الرياح.

2- إنّ فيروس “كورونا” هو تجربة للسلاح المروع الحقيقي.

3- لقد جرى اعتقال أستاذ بجامعة “هارفرد” لصنعه “كورونا”.

4- إن فيروس “كورونا” هو سلاح بيولوجي يجعل سكان الكوكب يعانون من العقم.

5- لقد جرى اختراع “كورونا” من قبل روكفلر ومنظمة نادي روما.

وبالفعل، فإنّ كل هذه الأمور مُضحكة بشكل كبير، لكن ما لا يمكن التغاضي عنه هو أنّ أزمة “كورونا” جعلت المعلومات المضللة أكثر فتكاً من أي وقتٍ مضى.

وقبل العام 2020، بدا التهديد بالمعلومات المضللة مجرّداً إلى حد ما. ومع ذلك، في هذا الوباء، بدأ الناس، تحت تأثير هذه المعلومات المزيفة، في تجربة المواد الخطرة وحتى تم إبلاغهم أن “غسل اليدين لا فائدة منه.

وغالباً ما تم الترويج لأن فيروس كورونا هو “اصطناعي”، في حين برزت الكثير من الحالات التي تقلل من خطر “كورونا”. كذلك، يتحدث الأطباء عن مرضى يعانون من “كورونا” رفضوا قبول حقيقة الإصابة بالفيروس حتى وهم يحتضرون.

وخلال الفترة الماضية، شهدنا تركيزاً مُتزايداً على اللقاحات. وواقعياً، فإن الإعلام الروسي كان يحاول بشكل كبير لضرب مصداقية اللقاحات الغربية في مقابل تعزيز ورفع مكانة اللقاح الروسي “سبوتنيك في”.

وأطلقت وسائل الإعلام الروسية خلال العام الجاري 2020 حملة تشويه للقاح الذي طوّره علماء جامعة أكسفورد، زاعمة أنه سيحول الناس إلى قرود لأنه يستخدم فيروس موجوداً في قرود الشمبانزي.

وتداولت وسائل إعلام روسية، من بينها برنامج تلفزيوني شهير يسمى “Vesti News”، صوراً ومقاطع فيديو تشير إلى أن اللقاح المصنوع في المملكة المتحدة سيكون خطيراً؛ نظراً لاعتماده على عينة من الفيروس المسبب لنزلات البرد تصيب الشمبانزي عادة.

وانتشرت هذه الادعاءات على مواقع التواصل الاجتماعي الروسية على نطاق واسع أيضاً، وتداول رواد هذه المواقع صوراً ساخرة تظهر شمبانزي يرتدي معطف الأطباء الأبيض في مختبر تابع لشركة الأدوية العملاقة “أسترازينيكا” التي تعاونت مع جامعة أكسفورد لتطوير اللقاح، كما شارك الرواد صوراً أخرى تظهر سياسيين بريطانيين تحولوا إلى قرود بعد الحصول على اللقاح.

ومن الواقعي أن ندرك أن شبكة المعلومات المضللة الموالية للكرملين، إلى جانب العديد من الشبكات الأخرى، ساهمت في نشر نظريات المؤامرة وتشجيع عدم قبول تدابير الصحة والعزل التي كان من شأنها حماية الأرواح. إلى ذلك، فقد صوّرت وسائل الإعلام الروسية فيروس “كورونا” كذريعة للأوليغارشية العالمية للسيطرة.

وإزاء كل هذه الأمور، فقد تبيّن أن المنافذ الإعلامية التابعة والموالية للكرملين لعبت دوراً كبيراً في التضليل والتشويه وتحريف الحقائق، حتى أنها ساهمت بنشر روايات وأكاذيب طالت جهات عديدة مثل وكالة الدواء الأوروبية، إذ جرى ترويج أن الأخيرة تقيم مفاوضات مع مُطور اللقاح الروسي لبيعه في الأسواق الأوروبية، في وقتٍ حاولت أيضاً هذه الوسائل الإعلامية توصيف لقاح “فايزر-بيونتك” بأنه قاتل للبشرية، وذلك بعد وفاة 6 أشخاص شاركوا في تجارب اللقاح.

الصين وكورونا.. جيوش الكترونية لإخفاء “الحقيقة المرة” على الصعيدين الرقمي والميداني

أفضل نظام للمعلومات المضللة في العالم ليس في موسكو، بل في بكين. ويُظهر تسريب جديد كيف سحبت بكين البرامج المتخصصة، والرقابة والمتصيدون والمخبرون، وكذلك الشرطة للسيطرة على نشر أخبار فيروس كورونا، في حين أنّ الضوابط كانت تستهدف الجمهور الصيني في المقام الأوّل، وكان المسؤولون على دراية بسعيهم إلى استخدام الرقابة للتأثير على الآراء في الخارج.