أعلنت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ المباحثات حول اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست ستتواصل. وقال المسؤولان في بيان مشترك: “نعتقد أنّ المضي قدماً في هذه المرحلة هو أمر مسؤول”، في وقت يبدو أنّه ستكون هناك عواقب اقتصادية وخيمة في حال خرجت بريطانيا من الإتحاد الأوروبي من دون اتفاق. وأضافا: “لذلك كلّفنا مفاوضينا مواصلة المباحثات ورؤية ما إذا كان ممكناً التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة المتأخرة”.

إلّا أنّ جونسون أكّد بعيد ذلك أنّ فشل المفاوضات يبقى السيناريو “الأكثر ترجيحاً”، بينما بقي المسار في الأيام السابقة سلبياً. وقال زعيم حزب المحافظين للتلفزيون البريطاني: “عليّ أن أكرّر أنّ الأمر الأكثر ترجيحاً الآن هو بالتأكيد أنّه علينا الاستعداد (لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بشروط منظمة التجارة العالمية” في الأوّل من يناير.

المفاوضات شهدت منذ مارس الكثير من التقلبات

وحذّر سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون من أن تمديد المباحثات مجددا “لن يتجاوز بضعة أيام كحد أقصى. فنحن بتنا الآن في الوقت الإضافي”. وأكّد رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن الذي تقع بلاده في خط المواجهة في حال حصل خروج من دون اتفاق، عبر شبكة “بي بي سي” أنه يأمل “بشدة” في التوصل إلى اتفاق. وأضاف “واقع أن تم التفاوض حتى ساعات الليل هو بحدّ ذاته مؤشر مهمّ”.

ورغم تكثيف المباحثات لا تزال الخلافات كبيرة بين البريطانيين الذين يريدون حرية مطلقة على الصعيد التجاري والأوروبيين الحريصين على حماية سوقهم الموحدة الشاسعة.

جهوزية البحرية الملكية

وفي مؤشر إلى ارتفاع منسوب التوتر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سفناً تابعة لسلاح البحرية الملكية في حالة جهوزية لحماية مناطق صيد الأسماك الوطنية حيث قد تسجل توترات في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

وستخرج بريطانيا التي انسحبت رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020، نهائيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي بحلول 31 ديسمبر.

ويحتم عدم التوصل إلى اتفاق، أن تحكم قواعد منظمة التجارة العالمية التبادل التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مع ما يحمله ذلك من فرض رسوم جمركية أو نظام حصص ما قد يشكل صدمة جديدة للاقتصاد الذي يعاني أصلا من تبعات كوفيد-19.

وتتعثر المفاوضات حول ثلاثة مواضيع: وصول صيادي الأسماك الاوروبيين الى المياه البريطانية وطريقة تسوية الخلافات في اتفاق مستقبلي والضمانات التي يطالب الاتحاد الاوروبي لندن بها في مجال المنافسة في مقابل الوصول الحر الى أسواقه.

تلاشي الفرصة!

وكان بوريس جونسون قال في وقت سابق إنّ فرص إبرام بريطانيا اتفاقية تجارية مع الإتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست تتلاشى على ما يبدو، مع اقتراب مهلة لاتخاذ قرار بشأن مواصلة المحادثات. وأضاف أنّه لم يلمس “عرضاً كبيراً، أو تعديلاً كبيراً” في عرض الإتحاد الأوروبي بشأن الصيد وقواعد التنافس العادل، ما يجعل نتيجة عدم التوصل لاتفاق لمرحلة ما بعد بريكست “مرجحة جدا” ما يحتم على بريطانيا إجراء التعاملات بناء على قواعد منظمة التجارة العالمية.

هذا وسجل الجنيه الاسترليني الجمعة مزيدا من الخسائر وتراجع بأكثر من واحد بالمئة مقابل الدولار بعد تصريحات رئيس الوزراء بوريس جونسون عن أن فرص عدم التوصل لاتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست “مرجحة جدا”.

وتراجع الجنيه 1,2 بالمئة ليبلغ 1,3135 مقابل الدولار، في أدنى مستوى له منذ منتصف نوفمبر، فيما ارتفع اليورو بنحو 1,0 بالمئة ليسجل 92,20 بنس، في أعلى مستوى له منذ سبتمبر.