أخبار الآن | bbc

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مما وصفها بالحرب الانتحارية التي يشنها البشر ضد الطبيعة. ودعا إلى تعزيز العمل على صعيد عدة مجالات لمنع الانزلاق إلى الفوضى ولتغيير علاقة البشر مع الطبيعة وبعضهم البعض.

وحدد  غوتيريش مظاهر رد الطبيعة القوي والغاضب على تلك الحرب. وقال “التنوع البيولوجي ينهار، ويشرف مليون كائن على حافة الانقراض. الأنظمة البيئية تختفي أمام أعيننا”.

وأضاف “الصحاري تتوسع، والمستنقعات تتلاشى. وكل عام نخسر عشرة ملايين هكتار من الغابات. المحيطات تتعرض للإفراط في الصيد وتختنق بنفايات البلاستيك، وثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه يزيد حمضية مياه البحار. الشعاب المرجانية تتعرض للتبييض وتموت. تلوث الهواء والماء يقتل تسعة ملايين شخص سنويا، بما يزيد بأكثر من 6 مرات عن عدد ضحايا جائحة كوفيد-19. ويجب ألا ننسى أن 75% من أمراض الالتهابات البشرية الجديدة والناشئة تنتقل من الحيوانات”.

وأشار الأمين العام إلى تقريرين جديدين صادرين عن كل من المنظمة الدولية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، يظهران مدى اقتراب البشر من وقوع كارثة مناخية.

وأضاف أن عام 2020 على المسار لأن يصبح واحدا من أكثر ثلاث سنوات ارتفاعا في درجات الحرارة على مستوى العالم، حتى مع الأثر الخافض للحرارة لظاهرة النينا هذا العام.

كما يعد العقد الماضي الأكثر ارتفاعا في درجة الحرارة في التاريخ البشري، فيما سجلت حرارة المحيطات مستويات قياسية.

وأشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 قللت، بشكل مؤقت، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث. ولكنه أضاف أن معدلات ثاني أكسيد الكربون تظل عند مستوياتها القياسية، كما أنها تواصل الزيادة.

وقال غوتيريش “العلم واضح، من أجل الحد من ارتفاع درجة الحرارة كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، يتعين على العالم خفض إنتاج الوقود الأحفوري بنحو 6% سنويا في الفترة بين الوقت الحالي و2030. ولكن بدلا من ذلك يسير العالم في الاتجاه المعاكس، إذ توجد خطط لزيادة سنوية تبلغ 2%”.

ويرى غوتيريش أن تداعيات ما وصفه بالاعتداء على كوكبنا، تعرقل جهود القضاء على الفقر وتهدد الأمن الغذائي، وتُصعّب العمل من أجل السلام فيما تؤدي الاضطرابات إلى عدم الاستقرار والنزوح والصراع.

وليس من قبيل المصادفة، كما قال الأمين العام، أن تكون 70% من أكثر الدول الضعيفة مناخيا من بين الأضعف سياسيا واقتصاديا. وأضاف قائلا:

“فلنكن واضحين، الأنشطة البشرية هي الأسباب الجذرية لانزلاقنا نحو الفوضى، ولكن هذا يعني أن العمل البشري هو الذي يمكن أن يساعد في حل ذلك. تحقيق السلام مع الطبيعة هو المهمة الحاسمة للقرن الحادي والعشرين. ويجب أن تكون الأولوية الأولى للجميع في كل مكان”.

وفي هذا السياق يعد التعافي من الجائحة فرصة، حسب الأمين العام للأمم المتحدة الذي قال إن هناك بصيص أمل يوفره تطوير اللقاحات. ولكنه أشار إلى عدم وجود لقاح لتحصين كوكب الأرض.

 

الأرض تشهد أول “انقراض جماعي”..
نشاط الإنسان المتعدد له انعكاساته على الكرة الأرضية، والتغير المناخي كذلك، كلاهما يؤثران على الكرة الأرضية بشكل عام وعلى الحياة في المحيطات بشكل خاص.