في سيدرو دو أبايتي في جنوب شرق البرازيل توزّع الكمّامات بالمجّان على الجميع وتجرى الفحوص بطريقة عشوائية في شوارع مقفرة، فهذه المدينة الصغيرة هي الوحيدة التي لم تشهد أيّ إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في البلد حيث سجّلت ثاني أعلى نسبة وفيات في العالم.

وتقتصر البلدة على شارع رئيسي وشارعين موازيين تتفرّع منهما بعض الأزقّة التي يخيّم عليها صمت مطبق تخرقه صباحا ومساء نداءات يذيعها مكبّر الصوت لتذكير السكّان بأن الفيروس يبقى بالمرصاد.

وفي وقت يتمّ التغاضي عن القيود الصحية المعتمدة محليا بشكل متزايد رغم ارتفاع حالات الإصابة.

ما ينفكّ مكبّر الصوت الذي يجول به فلافيو يردّد رسالة صادرة عن إدارة الصحة في سيدرو دو أبايتي تشدّد على ضرورة “عدم التراخي”.

وتضمّ سيدرو دو أبايتي، وهي ثاني أصغر مدن ميناس جيرايس، كنيسة وبعض المحلّات، فضلا عن مستوصف. فأقرب مستشفى هو على بعد 35 كيلومترا في مدينة أبايتي.

فمنذ بدء انتشار الوباء في البرازيل قبل تسعة أشهر، لم تسجّل هذه البلدة التي تضمّ 1200 نسمة في قلب ولاية ميناس جيرايس سوى حالة واحدة، في حين أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 170 ألف شخص وأصاب 6,1 ملايين في هذا البلد الأميركي اللاتيني الكبير.