ستايسي أبرامز، اسم ديمقراطي لمع في سماء جورجيا التي تميل إلى الجمهورية، لتتحول من اللون الأحمر إلى الأزرق، فقد قلبت أبرامز الموازين في المعركة الرئاسية التي دارت بين المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب.

الولاية التي لم تمنح 16 صوتاً انتخابياً لرئيس ديمقراطي منذ العام 1992 وهو العام الذي ترشح فيه الرئيس  السابق بيل كلينتون، اصطفت بفضل أبرامز مع الديمقراطي بايدن الذي أعلن عن فوزه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية..

الديمقراطية السمراء التي اقتربت قبل عامين من منصب الحاكم في ولاية جورجيا، بعدما فازت بترشيح الحزب الديمقراطي، كانت أول مرشحة من أصول أفريقية، عن حزب سياسي كبير لمنصب حاكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وكأنها تحثُ الخُطى نحو ذات المسيرة التي سبقها بها الرئيس الديمقراطي من أصول أفريقية باراك أوباما الذي تعود أصوله إلى كينيا.

ستايسي أبرامز تهنىء بايدن بفوزه بالانتخابات الرئاسية

ولمع نجم خريجةِ كُلية الحقوق بجامعة ييل الأمريكية، ومُحامية الضرائب في ولاية جورجيا، لكنها ورغم ذلك خسرت الانتخابات لمنصب حاكم الولاية، وسط اتهامات بإلغاء مسؤولين جمهوريين تسجيل أكثر من مليون ناخب بين الأعوام 2012 و2018 وتجميد حوالى 53 ألف مسجل معظمهم ينتمون إلى الناخبين الأمريكيين من أصول أفريقية في جورجيا، ضمن مساعيهم للسيطرة على الولاية بشكل كامل.

ستايسي أبرامز تستغل جماهيريتها لدعم بايدن

لكن “ستايسي أبرامز” تمكنت من خلال جماهيريتها هناك أن تؤثر في نتيجة التصويت لمصلحة بايدن، من خلال دفع ناخبيها ومحبيها في جورجيا إلى التصويت إلى بايدن، وإقناعهم بتوجهاته السياسية خصوصاً وأنها عملت كعضو في المجلس التشريعي للولاية وأنشأت منظمة غير ربحية أسمتها “مشروع جورجيا الجديدة”، يهدف إلى تعزيز وتكريس الحقوق المدنية والسياسية هناك.

بعد خسارتها في الانتخابات لمنصب حاكم الولاية لم تستسلم ستايسي أبرامز وأصبحت واحدة من أبرز ناشطي حقوق التصويت في البلاد؛ أطلقت الناشطة الحقوقية حملة أسمتها Fair Fight وهي منظمة غير ربحية لمكافحة قمع الناخبين وتوجهاتهم السياسية، رغبة منها في تكرار محاولاتها باتجاه كرسي حاكم الولاية.

ومن خلال هذا المشروع، تمكنت أبرامز في الانتخابات لرئاسية الأخيرة من مضاعفة إقبال الناخبين الأمريكيين الآسيويين، وجزر المحيط الهادئ على التصويت ومضاعفة مشاركة الشباب في جورجيا، فضلاً عن محاولاتها المستمرة القضاء على بعض السياسات ضد الناخبين ذوي البشرة السمراء.

ويعود الفضل لأبرامز، حيث عملت بلا كلل على مدار العامين الماضيين على تعزيز الحقوق الانتخابية ومكافحة قمع الناخبين من خلال حملتها “قتال عادل” Fair Fight، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.

ومكنت حملة أبرامز 800 ألف ناخب جديد من الانضمام إلى قوائم الناخبين منذ عام 2018، الأمر الذي سمح بتقدم الدعم الديمقراطي الجديد وإدلاء الناخبين بأصواتهم، كما هو حق لكل أمريكي.