لا تزال أقلية الإيغور تواجه اضطهاداً داخلياً من قبل الحزب الشيوعي الصيني. وقد دفع هذا التعاطي مع الأقلية المسلمة هناك، 63 من أعضاء التحالف البرلماني الدولي حول الصين، المعروف باسم IPAC، إلى توجيه دعوة إلى المحكمة الجنائية الدولية لقبول شكوى ضدّ الحكومة الصينية بتهمة الإبادة الجماعية للإيغور في شينجيانغ. ويمثّل هؤلاء الأعضاء 14 هيئة تشريعية من المحكمة الجنائية الدولية، والتي بدورها يمكن أن تحكم في شأن الإبادة الجماعية والجرائم ضدّ الإنسانية التي تصدر بحق الإيغور. كما تشدّد على أنّه يجب محاسبة الجناة.

 

وكانت الأمم المتحدة أعربت مراراً عن قلقها بعد ورود تقارير عن حملات اعتقال جماعية للإيغور، داعيةً إلى إطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “إعادة التأهيل”. لكن الصين تنفي هذه التهم وتعترف باحتجاز بعض “المتشددين” لإعادة تثقيفهم، وهي تتهم من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين، بإثارة الاضطرابات في الإقليم.

كذلك كانت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أكّدت تلقيها الكثير من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون شخص من أقلية الإيغور في “مراكز مكافحة التطرف”. وقالت غاي ماكدوغل، وهي من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، إنّها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحول منطقة الإيغور ذات الحكم الذاتي إلى “معسكر اعتقال هائل”.

تحقيق دولي حول اضطهاد الإيغور

من ناحيتها، دعت محامية حقوق الإنسان إيما رايلي إلى فتح تحقيق حول قيام مجلس حقوق الإنسان التابع لـ الأمم المتحدة، بتزويد الصين بأسماء المعارضين لها، بينهم أشخاص من الإيغور، الذين يدلون بشهاداتهم حول انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. 

واعتبرت رايلي وهي مسؤولة سابقة في الأمم المتحدة، أنّ هذا الأمر يعرّض هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم لخطر الانتقام، موضحةً أنّه قبل كلّ جلسة لمجلس حقوق الإنسان، فإنّ الحكومة الصينية تسأل الأمم المتحدة عمّا إذا كان هناك أشخاص معينون يخططون للحضور أم لا. وأضافت: “تسليم تلك المعلومات إلى أيّ حكومة مخالف تماماً للقواعد”.  

مزيد من المعسكرات

وأظهرت دراسة قام بها المعهد الاستراتيجي للسياسة الأسترالي، في شهر سبتمبر 2020، أنّ السلطات الصينية زادت وتيرة احتجاز الأيغور في المعسكرات. وبيّنت الدراسة أنّ عددها يزيد باضطراد وهو ما يفنّد إعلان السلطات الصينية عن تراجع اعداد هذه المعسكرات التي يبلغ عدد المجتجزين فيها ما لا يقل عن مليون رجل وامرأة. وبحسب المعهد يبلغ عدد هذه المعسكرات حالياً 380 معسكراً، وهو ما يزيد بنسبة 40 في المئة عن التقديرات السابقة، فيما لا يزال العمل جار في 14 معسكر إضافي.

ويبلغ عدد الإيغور في الصين 11 مليون شخص، وهم يشكّلون حالياً نحو 45 في المئة من سكان إقليم شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40 في المئة. والإقليم الواقع في شمال غربي البلاد، هو أكبر إقليم في الصين ويتمتع بالحكم الذاتي مثل التبت نظرياً، لكن على أرض الواقع لا يوجد شيء من هذا القبيل. ويجاور الإقليم الهند وافغانستان ومنغوليا.