أخبار الآن | باريس – فرنسا (أ ف ب)

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، الجمعة، الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج إلى توخّي الحذر، وذلك غداة الهجوم في مدينة نيس، متحدّثاً عن وجود تهديد للمصالح الفرنسية “في كلّ مكان”. وقال لودريان بعد اجتماع لمجلس الدفاع، إنّه “تمّ بعث رسالة بشأن أعلى مستوى الخطر من احتمال التعرّض لهجمات، إلى كلّ رعايانا في الخارج أينما كانوا، لأنّ التهديد في كلّ مكان”.

وأضاف الوزير الفرنسي: “ننتقل سريعاً من الكراهية الافتراضية إلى العنف الفعلي، وقررنا أن نتخذ كل الإجراءات لضمان أمن مصالحنا ورعايانا”، موضحاً أنّ التعليمات أعطيت للسفراء “لتعزيز الإجراءات الأمنية” حول الممثليات الفرنسية في العالم من سفارات وقنصليات فضلا عن المدارس.

كذلك دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى الحذر الشديد في محيط المدارس. وأوضح “اتخذنا قرارا بعدم فتح المؤسسات التربوية إلا من بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية والاهتمام بأولياء الأمور والمدرسين والتلاميذ”. وأشار لودريان إلى أنّ هذه التدابير تتخذ “بالتعاون مع السلطات المحلية التي تساعدنا عموماً”.

وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، أعلن أنّه يتوقع المزيد من الهجمات على الأراضي الفرنسية، بعد الهجوم في مدينة نيس السياحية، حيث أقدم شاب تونسي على قتل 3 أشخاص داخل كاتدرائية نوتردام. كما أكّد أنّ الحكومة الفرنسية ليست ضدّ أيّ دين على الإطلاق بل ضدّ الإيديولوجية المتطرفة.

هجوم نيس

وكان مصدر قضائي فرنسي قال إنَ رجلاً في الـ47 من العمر، يشتبه بأنّه على صلة بمنفذ الهجوم الذي أودى بحياة 3 أشخاص في كاتدرائية نوتردام، أوقف قيد التحقيق، مع الإشارة إلى أنّ منفذ الهجوم بسكين ضدّ رجل وإمرأتين، هو تونسي يبلغ من العمر 21 عاماً، وكان وصل إلى فرنسا في 9 تشرين الأول/اكتوبر آتياً من من جزيرة لامبيدوسا في إيطاليا.

وقال المصدر القضائي إنّه يشتبه بأنّ الرجل المحتجز كان على اتصال به في اليوم السابق للأحداث، مؤكّداً بذلك معلومات نشرتها صحيفة “نيس – ماتان” اليومية. لكن المصدر المطلع على الملف دعا إلى توخّي الحذر من طبيعة المبادلات بينهما. وبحسب مصدر ثان مطلع أيضاً على القضية، فقد تمّ اعتقال الرجل عند الساعة 21,50.

وقُتل في الاعتداء الذي حصل الخميس في كنيسة في نيس جنوب شرق فرنسا، رجل وامرأة بطعنات، وتوفيت امرأة أخرى متأثرة بجروح بالغة أُصيبت بها، في حانة قريبة لجأت إليها. والضحايا، هم امرأة مسنّة حاول المهاجم أن يقطع رأسها وربة عائلة في الأربعينات من عمرها إضافة إلى قندلفت الكنيسة البالغ 45 عاماً.

من هو منفذذ هجوم نيس؟

وصل المشتبه فيه بشنّ هجوم نيس الخميس ابراهيم العيساوي إلى فرنسا عشية الإعتداء، وهو أصبح متدنياً قبل سنتين تقريباً على ما تفيد عائلته المتواضعة الحال، التي تقطن حيّاً شعبياً في محافظة صفاقس (وسط تونس).

ويقول شقيقه ياسين: “هذا غير عادي”، مبدياً استغرابه من سرعة وصول ابراهيم (21 عاماً) وقيامه بالهجوم. فيما تروي الأم قمرة باكية: “عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية”.

تجلس والدة منفذ عملية نيس وشقيقه في بيتهما المتواضع تجيب على أسئلة الصحافيين وعلامات الصدمة والذهول الشديدين بادية عليهما من هول ما قام به ابراهيم العيساوي.

ولد ابراهيم في عائلة تتكون من 7 بنات وثلاثة شبان في حيّ شعبي بالقرب من منطقة صناعية في محافظة صفاقس، حيث البنية التحتية شبه معدومة. وتؤكّد قمر أنّ ابنها “جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (نحو 400 يورو) وأنشأ كشكاً لبيع البنزين” على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية. وتقول الوالدة بحسرة: “منذ عامين ونصف العام أصبح يؤدي الصلاة ويتنقل فقط بين العمل والجامع والبيت ولا يجالس أحداً” من أبناء الحيّ.

تحقيق تونسي للتحري حول حقيقة وجود تنظيم “المهدي”

في سياق متصل، بدأت تونس، الجمعة، تحقيقا للتحري حول حقيقة وجود تنظيم “المهدي”، جنوب البلاد، بعد تدوينة تبنى خلالها هجوم نيس بفرنسا.

وقالت وكالة الأنباء التونسية إن “السلطات الأمنية فتحت تحقيقا للتحري في حقيقة ومصداقية وجود تنظيم يدعى المهدي بالجنوب التونسي تبنى هجوما وقع في مدينة نيس الفرنسية أمس الخميس”.

ونقلت الوكالة عن القاضي محسن الدالي قوله إن “التحقيق بدأ بعد رصد تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تبني العملية”.