أخبار الآن | هونغ كونغ – hongkongfp

منذ تمرير قانون الأمن القومي، كانت شوارع هونغ كونغ هادئة بشكل مخيف. المسيرات الواسعة النطاق والاحتجاجات في الشوارع لم تعد مشهداً أسبوعياً. وفي حين سارع بعض النقاد الغربيين والمغتربين إلى الإعلان عن موت هونغ كونغ وحركتها المؤيدة للديمقراطية، إلا أن روح المقاومة لدى سكان المدينة لا تزال قائمة إذ اتخدت توجهاً عابراً للحدود، حيث ألهمت مواطني دول أخرى للتظاهر في جميع أنحاء العالم، وآخرها في بيلاروسيا وتايلاند.

ومنذ بدء احتجاجات 2019، عانى سكان هونغ كونغ على مدى عام، من الصدامات والعنف من قبل الحكومة وقوات الشرطة. ومع انتشار الانتفاضات الشعبية في جميع أنحاء العالم منذ تفشي وباء كوفيد-19 ، أدت مقاومة سكان هونغ كونغ إلى ظهور موجة جديدة من التضامن العابر للحدود.

وبينما يشاهد سكان هونغ كونغ لقطات احتجاجية في الخارج، فإنهم يشعرون بعلاقة عميقة وقرابة مع نشطاء يواجهون عقبات وأعمال عنف مماثلة في دول أخرى، ومثل الاحتجاجات في هونغ كونغ المناهضة لتسليم المطلوبين للصين، كانت الحركات الشعبية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم في الغالب لا مركزية ويقودها الشباب، وتستفيد من التقنيات الرقمية وتكتيكات حرب العصابات لتحدّي الحكومات الاستبدادية.

والأهم من ذلك، ومثل متظاهري هونغ كونغ الذين يتحدون حُكم بكين، فإن هذه التحركات في العالم تسعى إلى تفكيك أنظمة السلطة القائمة منذ فترة طويلة. ومن خلال القيام بذلك، يتم الكشف عن استعداد الدولة لفرض العنف على شعبها لقمع المعارضة.

ومع هذا، فإن ما يبرز في مختلف الدول التي تشهد تحركات، هو أنظمة الدولة التي تحتكر السلطة وتحرص على إعلان حالة الطوارئ وتنفيذ قوانين صارمة لتجريم المتظاهرين. وفي الآونة الأخيرة، وكما حصل في هونغ كونغ، أعلنت الحكومة التايلاندية حالة الطوارئ ونفذت حظراً على التجمعات رداً على الاحتجاجات المستمرة ضد النظام الملكي والحكم العسكري.

وفي الوقت نفسه تقريباً الذي أعلنت فيه بكين قانون الأمن القومي لهونغ كونغ، طبق نظام دوتيرتي في الفلبين قانوناً شاملاً لمكافحة الإرهاب له آثار مروعة مماثلة. ومن هنا، فإن أساس تضامن هونغ كونغ مع الحركات في الخارج هو النضال المشترك ضد حكومات الدول الاستبدادية وقوات الشرطة العسكرية التي لا تتردد في إلحاق الأذى الجسدي والعاطفي بالمواطنين.

وفي حين ركّز سكان هونغ كونغ في السابق بشكل أساسي على الضغط على الحكومات الغربية القوية للحصول على الدعم، فقد وسعوا منذ ذلك الحين نطاق مناصرتهم العابرة للحدود، لتشمل الحركات الشعبية التي تتحدى أنظمة الدول، وهذا تحول مهم لأنه يسلط الضوء على كيفية ترابط النضالات، رغم المسافة الجغرافية والاختلافات التاريخية.

وفي حين أن قانون الأمن القومي خفف من حدة الاحتجاجات في شوارع هونغ كونغ، إلا أنه لم يمنع سكان هونغ كونغ من التعبير عن روح المقاومة، التي تتخذ الآن شكل المناصرة العابرة للحدود عبر الإنترنت.

ومع اشتداد الاحتجاجات في بيلاروسيا والآن في تايلاند، يستخدم سكان هونغ كونغ مرة أخرى منصات التواصل الاجتماعي لإظهار التضامن العابر للحدود. إضافة إلى إعادة تغريد منشورات المحتجين والصحفيين البيلاروسيين والتايلانديين، شارك مستخدمو تويتر في هونغ كونغ أيضاً تكتيكات الاحتجاج وترجموا المعلومات حول تلك الاحتجاجات إلى اللغة الصينية حتى يتمكنوا من الوصول إلى جمهور أوسع.

وفي أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، بدأ رسام من هونغ كونغ حملة فنية على “تويتر” تحفز سكان هونغ كونغ على المشاركة في إنشاء سلسلة بشرية مرسومة للربط بين مدينتهم وبيلاروسيا. وتحت وسم “#HK2Belarus“، كانت هناك أعمال فنية وصورو مجمّعة توضح دعم هونغ كونغ للمنتفضين في بيلاروسيا. ومع هذا، ألقي خطاب عام في منطقة مونغ كوك، دعا سكان هونغ كونغ لدعم الناشطين على مستوى القاعدة في شينجيانغ وبيلاروسيا وتايلاند.

ومع هذا، رفع الناشطون المؤيدون للديمقراطية البارزون والمشرعون مثل جوشوا وونج وتيد هوي وفيجو شان لافتة خارج القنصلية التايلاندية في هونغ كونغ، مكتوب عليها عبارات بلغة المدينة وأيضاً بلغة تايلاند، وذلك لإدانة العنف ضد المتظاهرين التايلانديين. وبين عشية وضحاها، ظهرت رسومات على الجدران على جسر في تاي كو وهي “#StandWithThailand # Save12HKYouths“.

خبير: النمو الاقتصادي سيكون بطيئاً والصين تتحمل مسؤولية تدهور السوق العالمية

خلف تفشي فيروس كورونا منذ انتشاره أواخر سبتمبر 2019، هبوطاً اقتصادياً حاداً كان له آثاره وخاصة على مستوى النمو والناتج المحلي لكل دولة حول العالم، وهو الأمر الذي أكده تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر مطلع هذا الأسبوع حول آفاق الاقتصاد العالمي، وذُكر فيه أن “الناتج العالمي سينكمش بنسبة 4.4 في المائة هذا العام مع انتعاش بطيء وغير منتظم في عام 2021”.