أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (منى عواد)

أصبح التساؤل عن موعد عودة الحياة إلى طبيعتها، إي إلى الفترة التي كانت عليها قبل انتشار وباء كورونا، سؤالاً يسيطر على أذهان الملايين حول العالم، فيما لا يزال تحديد تاريخ تقريبي أو دقيق لزوال هذه الجائحة مشوباً بكثير من التضارب والغموض، ولو كان التصريحات أشارت مؤخراً إلى قرب الإعلان عن اللقاح المنشود.

سؤال طرحته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية التي تساءلت حول إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية في موعد وشيك، في ظل ارتفاع عدد الإصابات الجديدة المؤكّدة بفيروس كورونا. وأضافت أنّ زيادة الحالات الإيجابية لفيروس كورونا يعني أنّ فصل الشتاء الذي بات على الأبواب سيكون مضطرباً.

ففي الرابع من أكتوبر الجاري، مثلا، رسم أكاديميون أمريكيون “خارطة طريقة” لهذه العودة إلى الحياة الطبيعية، وقدّموا عدة مقترحات في إطار ما عرف بإعلان “غرينت بارينغتون”، ودعوا في اللقاء المنعقد بالمعهد الأمريكي للبحوث الاقتصادية، إلى حماية الأشخاص الأكثر عرضة؛ في إشارة إلى كبار السن ومَنْ يعاني من الأمراض بشكل مسبق.

في المقابل، حثّ الأكاديميون على عودة كلّ الفئات العمرية الأخرى إلى الحياة الطبيعية، لاسيّما الشباب، فنصحوا بفتح المدارس والجامعات والمطاعم وباقي المحلات التجارية الأخرى. كذلك أوصوا بفتح القاعات الرياضية وإقامة الأنشطة الثقافية، بالتوازي مع اتباع قواعد بسيطة في النظافة الشخصية. وأضاف الأكاديميو أنّ انتشار العدوى وسط هؤلاء الأشخاص سيقود على الأرجح إلى تحقيق مناعة جماعية أو ما يعرف بمناعة القطيع.

ويعتبر بعض الباحثين أنّ الفيروس سيتوقف عن الانتشار حينما يكتسب الناس مناعة ضدّه، وهذا ممكن بإتاحة الحياة العادية للأصحاء وحماية الأشخاص الأكثر عرضة. وتبعاً لذلك، فإنّ الدول التي تريد الأخذ بهذه المقاربة، بوسعها أن تسمح بعودة الحياة العادية ابتداءً من الآن، أي قبل طرح أيّ لقاح ودواء خاصين بفيروس كورونا الذي أحدث شللا غير مسبوق في اقتصاد العالم.

سياسة قد تكون محفوفة بالخطر

لكن ثمّة من يرى أنّ هذه السياسة قد تكون محفوفة بالخطر، لأنّه من المحتمل أن تفضي إلى موجة جديدة من إصابات ووفيات بالفيروس الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي. في هذا السياق، يرى الباحثون أنّ الصواب هو إتاحة الحياة العادية للأشخاص الأقل عرضةً حتى يكتسبوا المناعة بعد إصابتهم بشكل طبيعي.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإنّ هؤلاء الأكاديميين لا يجيبون عن سؤال بارز وهو: كم سيمرض أو يموت من الناس جراء تطبيق هذه السياسة في حال تم اعتمادها من قبل حكومة معينة؟ وأضافت الصحيفة أنّ ما تكشفه تجربة الأشهر التسعة الماضية هو أنّه ما إن يكثر التجمع في حانات أو مطاعم أو سفر حتى يتفاقم الوضع الوبائي من خلال زيادة الإصابات والوفيات.

وأشارت إلى أنّ اعتماد مناعة القطيع يعني التخلّي عن إجراءات الوقاية الحالية، أي تعريض حياة كثيرين للخطر في هذه المرحلة الحرجة، وربّما تتعرض المستشفيات لضغط رهيب فلا تعد قادرة على استيعاب المزيد من المرضى.

وفي المقابل، يدافع البعض عن إرجاء العودة للحياة الطبيعية إلى حين طرح لقاح أو دواء لكورونا، وهو أمر بات وشيكاً، بحسب قولهم.