أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

في الوقت الذي تشير فيه تقارير إعلامية متعددة عن وجود تعاون ما بين إيران وتنظيم داعش الإرهابي، يرى خبراء أن الحرب المعلنة بين التنظيم وإيران ما هي إلا حرب في العلن، وتعاون في السر بدأ يعود إلى الواجهة مجدداً مع تمدد التنظيم في عدد من الدول الإرهابية.

ويشير الخبراء إلى أن “تغذية التنظيم المتطرف ليس هو الدور الوحيد الذي تقوم به إيران، بل تعمل على توفير التمويل اللازم ودعمه من خلال العديد من الأغطية والوكلاء كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن”.

وكانت تقارير استخباراتية نشرتها سابقا صحيفة إنديا تايمز الهندية كشفت أن الرحلة من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش تبدأ من أفغانستان، من خلال عمليات تطويع لأفكار المنتمين الجدد إلى التنظيم عبر مؤسسات متطرفة، تنتقل بهم لاحقاً إلى معسكرات الترحيل في إيران قبل الوصول النهائي إلى أرض المعركة المفترضة. هكذا تقول التقارير الإعلامية

ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية حسن راضي الاحوازي لـ “أخبار الآن” إن “هناك العديد من الاعترافات التي خرجت من قيادات تنظيم داعش بعدم استهداف إيران، كما أن هناك مجموعة من الاتفاقيات بالتوسع بين إيران ومختلف التنظيمات الإرهابية وهو ما نشرته وسائل إعلامية موثوقة وتقارير استخباراتية”.

وتابع: “النظام الإيراني لا يهمه إلا تحقيق مصالحه حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح وحياة المواطن الإيراني البسيط”، مشيراً إلى أن الهدف الأساس دعم إيران للمنظمات الإرهابية هو تدمير المنطقة العربية من خلال خلق خلايا تجسس في مختلف الدول العربية”.

ووفق خبراء، فإن دعم إيران لداعش، الوسيلة الخبيثة، بحسب خبراء للسيطرة على العديد من المناطق التي تشهد توترات أو نزاعات، تفاقمها الأزمة الصحية العالمية بانتشار وباء كورونا ما يطرح العديد من الأسئلة حول إمكانية عودة التحالف الدولي لشن هجمات ضد التنظيم الإرهابي مجدداً في المناطق التي يحاول إعادة السيطرة عليها مجدداً.

وكانت وثائق زعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، التي نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في 2017، كشفت أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة دعمه بكل ما يلزم، بما في ذلك بالمال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأميركية في السعودية والخليج، كما لفتت إلى أن الاستخبارات الإيرانية سهلت سفر بعض عناصر القاعدة بتأشيرات الدخول، بينما كانت تضم آخرين.

وكان تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً أكد أن إيران سخرت سياستها لتوجيه وتسهيل والقيام بنشاطات إرهابية حول العالم، منذ عام 1979، توزعت على أكثر من 35 دولة، حيث تم تصنيف إيران كدولة راعية للإرهاب منذ يناير عام 1984، حيث دعمت طهران الإرهاب باستخدام جيشها وأجهزتها الاستخبارية المختلفة.

وتناول الفصل الثالث من التقرير، المكون من ثمانية أجزاء، بالتفصيل عن الهجمات التي نفذتها إيران أو وكلائها في المنطقة والعالم، فضلا عن الدور الذي لعبته طهران في نشر الإرهاب، وفي أبريل من العام الماضي صنفت الولايات المتحدة قوات الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له كمنظمة إرهابية أجنبية، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن هذه الخطوة بحق منظمة تابعة لدولة.

وكان تعيين الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية يسلط الضوء على أن النظام الإيراني خارج عن القانون ويستخدم الإرهاب كأداة رئيسية لإدارة شؤون الدولة، حيث نفذت إيران عبر فيلق القدس ووزارة الأمن والاستخبارات العديد من الهجمات وعمليات الاغتيال ودعمت مخططات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا وأسيا ودول أخرى حول العالم.

كما استقبلت السلطات الإيرانية العديد من الجماعات الإرهابية على أراضيها وقدمت لعناصرها الدعم والتدريب والتسليح اللازم للقيام بعمليات إرهابية، وبالإضافة لذلك، استغلت طهران الغطاء الدبلوماسي للقيام بعمليات اغتيال وهجمات إرهابية، من بينها مخطط لتفجير عبوة ناسفة في تجمع سياسي خارج باريس في يوليو 2018.

وعلى عكس الجماعات الإرهابية غير الحكومية مثل داعش والقاعدة، تتقن إيران فن الإنكار وتعطي الأولوية لإخفاء دورها في الأنشطة الإرهابية عبر استخدام الوكلاء، لكن مع ذلك تبقى الأدلة واضحة في أنها دولة راعية للإرهاب، وفق التقرير.

وتعمل إيران على تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من خلال اعتماد تكتيكات غير تقليدية لدعم ومساعدة شركائها ووكلائها، وتشمل هذه التكتيكات، تهديد ورشوة مسؤولين أجانب وتسهيل دخول المقاتلين وتجنيد الأطفال في الأعمال العدائية وإساءة استخدام شركات الطيران المدنية والتجارية لتسهيل النشاط العسكري الخبيث.