أخبار الآن | شينجيانغ – الصين (غرفة الأخبار)

تم الحكم بالسجن على ما لا يقل عن خمسة من بين ما يقرب من 20 من أقارب الناشط الإيغوري عبد الرحيم غيني المقيم في هولندا، كما علم مؤخراً، بعد تلقيه رسالة تؤكد حبسه من الحكومة الصينية رداً على تحقيق من قبل وزارة الخارجية الهولندية.

عبد الرحيم غني ناشط إيغوري محكوم عليه بالتعاسة والشقاء حتى وهو خارج إقليم شينجيانغ ، بسبب ممارسات الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بحق أقاربه الموجودين هناك، ورغم فراره من التمييز في المنطقة عام 2007 ولجوئه إلى هولندا التي تعتبر موطناً لحوالي 1500 إيغوري.

في صيف عام 2018 ، فقد خريج الجامعة ومعلم الكيمياء السابق الاتصال بوالديه وأقاربه الآخرين الذين هدمت السلطات الصينية منازلهم قبل عامين في مقاطعة أوختوربان (ووشي) في أكسو التابعة لإقليم شينجيانغ وأجبروا على السكن في مكان آخر، ويعتقد غني أن العديد منهم احتجزوا في جزء من شبكة واسعة من معسكرات الاعتقال في شينجيانغ، حيث يُعتقد أن السلطات احتجزت ما يصل إلى 1.8 مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى منذ أبريل 2017.

ابتداءً من يونيو/ حزيران 2018 ، بدأ غني بتنظيم مظاهرات أسبوعية وحيداً في ساحة دام بأمستردام الهولندية بشأن سياسات بكين القمعية ضد الإيغور، داعياً الحكومة الصينية لتزويده بمعلومات عن مكان وجود 19 من أقاربه المفقودين، الذين رآهم آخر مرة في عام 2014. من بين هؤلاء كان يبحث عن والده وزوجة أبيه وثلاثة أشقاء وعائلاتهم.

التقى غني مرات عدة بممثلين من وزارة الخارجية الهولندية، التي قامت باستفسارات نيابة عنه إلى السفارة الصينية في عام 2018. كما كتب رسائل إلى الملك ويليم ألكسندر ملك هولندا ورئيس الوزراء مارك روته لطلب مساعدتهم في عرض قضيته على مشرّعين هولنديين، وقدم شهادة على موقع قاعدة بيانات يخزن معلومات عن أقارب الإيغور المفقودين في إقليم شينجيانغ.

في 29 سبتمبر ، تلقت وزارة الخارجية خطاباً من مكتب مجهول تابع للحكومة الصينية جاء فيه أن الأخ الأكبر لغني وابنته وشقيقه الأصغر واثنين من أشقاء زوجته الكبرى، كلهم ​​في عهدة الدولة، حُكم على أشقاء غني بالسجن وبفترات مختلفة في مايو 2018، كما حكم على شقيقي زوجته بالسجن 16 عاماً وستة أشهر بتهمة الانفصال العرقي في مايو 2019 .

أن تكون إيغورياً جريمة

يقول غني لإذاعة آسيا الحرة إن التهم المختلفة الموجهة ضد عائلته، بما في ذلك أشياء مثل “الإخلال بالنظام الاجتماعي” ، و “التجمع والتسبب في المتاعب” ، و “الانفصال العرقي” ، و “التحريض على التمييز العنصري” ملفقة، مشيراً إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يستخدم هذه الذرائع بحكم أنه لا توجد معلومات حول كيفية خرقهم لهذه القوانين، وحول ما انتهكوه على وجه التحديد”.

يقول غني “كونك من الإيغور فهذه جريمة بحد ذاتها الآن، مؤكداً أن أهله كانوا مجرد أشخاص عاديين لم تكن لديهم مشاعر سياسية معادية للصين، ذنبهم الوحيد والذي كان مدعاة لاعتقالهم وسجنهم فقط لأنهم من الإيغور الذين كانوا فخورين بتراثهم.

الرسالة الواردة من الحكومة الصينية أكدت أيضاً وفاة والدته توهيهان بكري “بمرض في سبتمبر 2014” ، مضيفاً أن باقي أقاربه كانوا يعيشون حياة طبيعية، إلى أن تم اعتقالهم من قبل السلطات الصينية

حملات لا هوادة فيها

يقول غني إنه نجح في معرفة مصير بعض أفراد عائلته بسبب حملته الدؤوبة – لا سيما من خلال المظاهرات أمام السفارة الصينية – وحضّ الإيغور الآخرين في الشتات الذين فقدوا أقاربهم على فعل الشيء نفسه، إذ يعتقد إن أفضل طريقة للاستعلام عن أقارب الإيغور المحتجزين والمختفين في تركستان الشرقية هي الذهاب إلى السفارات الصينية، والتظاهر أمامها، وكتابة الرسائل، وبذلك يمكنهم الحصول على إجابات.

لقد نجحت مساعي غني بعد تنظيم مظاهرات فردية أمام السفارة الصينية، حيث اتصل به أحد إخوته، الذي لم يره منذ أكثر من ست سنوات، بناءً على طلب السلطات المحلية في أوشتوربان، ويؤكد غني أن مسؤولية كل إيغوري يعيش في العالم الحر استخدام كل الوسائل السلمية التي يمكنه استخدامها للاستفسار عن مكان أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم المختفين والمسجونين.

غني مجرد مثال نموذجي واحد عما يمر به الإيغوريون خارج إقليم شينجيانغ، لكنه يؤكد أنه سيواصل نشاطه لإسماع أصوات أقلية الإيغور للعالم الحر، ولإعلان الحقيقة وفضح ممارسات الحزب الشيوعي الصيني في إقليم شينجيانغ.