أخبار الآن | أستراليا – abc

لم تسمع الشاعرة من أقلية الإيغور فاطمة عبد الغفور صوت والدها منذ أن ترك رسالة في أبريل/نيسان 2016، يقول فيها أن “لديه شيء عاجل يريدُ إبلاغها إياه”، كما أنه طلب الإتصال به.

وخلال الشهر الماضي، تلقت عبد الغفور خبراً صادماً يشيرُ إلى أن “والدها عبد الغفور حبيز، توفي بسبب الالتهاب الرئوي الحاد والسل في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2018”.

وتعتقدُ العائلة أن الرّجل كان محتجزاً في أحد معسكرات الاعتقال في شينجيانغ منذ العام 2017، إذ أن الصين تحتجز هناك أكثر من 1.8 مليون شخص من أقلية الإيغور المسلمة والأقليات العرقيّة الأخرى.

وجاء خبر الوفاة من خلال وثيقة من فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري (WGEID)، وقد أتى هذا الأمر بعد معلومات قدّمتها الحكومة الصينية.

في حديثها، تقول الشاعرة التي تعيشُ حالياً في سيدني منذ العام 2017: “شعرت بالحزن عندما علمت بوفاة والدي المختفي الصين. لا يمكنن وصف الأمر من خلال اللغة. الأمرُ مروّع جداً. أنا لا تعرف كيف مات، ولا تعرف متى حصل ذلك. لم أستطع حتى تقبليه للمرة الأخيرة”.

ومع هذا، فقد أعربت عبد الغفور عن حزنها العميق بسبب عدم إقامة مراسم وداع لوالدها، مشيرة إلى أنها “لا تثق في رواية الصين، وتشك في ما إذا كان مرض السل هو السبب الحقيقي لوفاته”، موضحة أن “الأخير تلقى لقاحات ضدّ هذا المرض”، الذي انتشر داخل مراكز الاحتجاز في شينجيانغ، وهي ترى أن والدها أصيب به هناك.

وعلى حدّ قولها، فإنّ “الأخير كان يعاني من مرض السكري، لكنه اعتنى بصحته وتناول الأدوية في الوقت المحدد”.

إلى ذلك، قالت عبد الغفور أنّ “والدها شجعها مع شقيقاتها على الدراسة والتعليم والسفر”، وأضافت: “لقد شجعنا على رؤية العالم وتقبل الثقافات المختلفة والأشخاص المختلفين. لقد أخبرنا أن نكون مستقلين ونتخذ قراراتنا الخاصة. لقد كان مجرد شخص محب للغاية”.

في غضون ذلك، فإنّ أبناء الإيغور الآخرين الذين يعيشون في أستراليا ما زالوا يبحثون عن إجابات تتعلق بأقرباء لهم. وحتى الآن، ما زال ماموتجان عبد الرحيم الذي يعيشُ في سيدني، يسعى للحصول على أخبارٍ أو معلومات عن زوجته وطفليه العالقين في شينجيانغ.

وفي وقت سابق، كان ماموتجان استطاع تلقي بعض المعلومات، وقد تمّ تزويده بمقاطع فيديو وصور لإبنه، لكن جهة الاتصال كانت حذرة جداً.

ويعتقد ماموتجان أن “زوجته محتجزة”، مشيراً إلى أنّ “السلطات الصينية لم ترد على مناشداته للحصول على معلومات حول مكان وجودها”.

وفي مارس/آذار الماضي، تقدم الرّجل بطلب إلى فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري (WGEID)، لكنه لم يتلق أي معلومات جديدة بعد بسبب حجم القضايا.

فاجعة أب باكستاني: الصين احتجزت ابنه الإيغوري وأرسلت ابنتيه إلى دار للأيتام

لم يقتصر الاضطهاد الذي تعرض له الإيغور في إقليم شينجيانغ على الأقلية المسلمة، بل امتد ليشمل أبناء شعوب أخرى ممن ربطتهم علاقات بالإيغور أو حاولوا الدفاع عنهم، وهو ما كان في قصة رب عائلة باكستاني يدعى “إسكندر حياة”، واجه فجيعة مازالت تقض مضجعه حتى اليوم.