أخبار الآن | الصين – dailymailCNN

منعت الولايات المتحدة العديد من الشركات الصينية الكبرى من تصدير أطنان من الشعر البشري الذي يتدفق إلى أمريكا، وسط مخاوف من أن مصدره هي أقليات عرقية محتجزة في معسكرات الاعتقال الصينية.

وحققت صناعة الشعر البشري – المعروف أيضاً باسم “الذهب الأسود “، أكثر من 2.5 مليار دولار لاقتصاد الولايات المتحدة في العام 2018، وفقاً لشركة الأبحاث Mintel. وتأتي الغالبية العظمى من منتجات الشعر من آسيا، ومعظمها من الصين.

وبحسب التقارير، فقد تمّ توفير معظم هذا الشعر الصيني المستورد من الشركات المصنعة في منطقة شينجيانغ أقصى غرب البلاد، حيث تفرض الصين العمل القسري على أبناء أقلية الإيغور المسلمة. وفي تلك المنطقة، معسكرات اعتقال، حيث احتجزت بكين فيها

أكثر من 1.8 مليون من أبناء الإيغور والأقليات العرقية الأخرى.

وتحدث نزلاء سابقون عن التعذيب وسوء المعاملة التي تعرضوا لها في المعسكرات، بما في ذلك التعقيم القسري والصعق بالكهرباء وغيرها من أساليب الإضطهاد.

وتقوم إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية الآن باتخاذ إجراءات صارمة ضد شحنات الشعر البشري من شينجيانغ. وتخضع بعض المصانع الصينية التي تزود السوق الأمريكية بآلاف الكيلوغرامات من الشعر للتدقيق من قبل حكومة الولايات المتحدة بسبب استخدام

العمل القسري في منطقة شينجيانغ.

وقال تقرير لشبكة “CNN” إن “عدة نساء سبق أن قلن في شهادات إن شعرهن نزع بالقوة أثناء الاعتقال، دون أن يعرفن مصيره وفيما كانت السلطات تستخدمه”.

وتقول الشبكة في تقريرها إنه “بعد تحقيق استمر شهوراً، لم تتمكن من معرفة مصير الشعر الذي قالت النساء إنه أخد منهن أثناء الاعتقال، لكن خبراء الصناعة قالوا للشبكة إن القيمة العالية للشعر البشري تعني أنه من غير المرجح التخلص منه.

وكشفت الشبكة إنها “تمكنت من شراء العديد من عينات الشعر المعلن عنها باسم “شعر شينجيانغ البشري”من شركة صينية تسمى إيميدا هير”.

كذلك، أقرّ مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون جديد يهدف إلى حظر البضائع القادمة إلى الولايات المتحدة والمصنوعة في شينجيانغ، وذلك جراء إجبار الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، أقلية الإيغور المسلمة في الإقليم، على العمل القسري.

ويفترض هذا التشريع أنّ جميع السلع المنتجة في منطقة شينجيانغ في الصين هي نتاج عمل الإيغور القسري، وهو يحظر دخول هذه البضائع إلى أي ميناء أمريكي. كذلك، يفرض مشروع القانون أيضاً عقوبات على مهندسي نظام العمل القسري.

وينصّ مشروع القانون الجديد على أن جميع الواردات من شينجيانغ محظورة، باستثناء تلك التي يكون هناك “دليل واضح ومقنع” للجمارك الأمريكية على أنّها ليست نتاج عمل قسري.

وفي يونيو/حزيران الماضي، صادرت السلطات الفيدرالية في نيويورك، شحنة من إكسسوارات تجميل يشتبه في أنها مصنوعة من شعر بشري مأخوذ من أشخاص محبوسين داخل معسكر اعتقال صيني.

وحينها، أشار مسؤولو الجمارك وحماية الحدود الأمريكيون إلى أن “13 طناً من منتجات الشعر بقيمة تقدر بـ 800 ألف دولار تمت مصادرتها”.

وقالت الوكالة الأمريكية إن هذه الشحنة جلبتها شركة “Lop County Meixin Hair Product Co. Ltd” في مايو/أيار الماضي، وتم احتجاز مماثل لشحنة خاصة بشركة “Hetian Haolin Hair Accessories Co. Ltd”، على الرغم من أن وصلات الشعر هذه كانت صناعية وليست بشرية.

وتم استيراد منتجات Hetian Haolin بواسطة Os Hair في دولوث في ولاية جورجيا و I & I Hair التي تتخذ من دالاس مقراً لها.

ويتم بيع الشعر المصنع تحت العلامة التجارية Innocence للصالونات والأفراد في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وكلا المصدرين مقرهما في منطقة شينغيانغ في أقصى غرب الصين.

وأصدرت حوالى 40 دولة في الأمم المتحدة الثلاثاء، بمبادرة من ألمانيا، بياناً مشتركاً دعت فيه الصين إلى “احترام حقوق” الأويغور في إقليمي شينجيانغ والتيبت. ورحّبت “هيومن رايتس ووتش” بتوقيع هذ العدد الكبير من الدول على البيان المناهض للصين “على

الرّغم من التهديدات المستمرّة وأساليب التخويف” التي تمارسها بكين، وفق بيان للمنظمة الحقوقية.

فاجعة أب باكستاني: الصين احتجزت ابنه الإيغوري وأرسلت ابنتيه إلى دار للأيتام

لم يقتصر الاضطهاد الذي تعرض له الإيغور في إقليم شينجيانغ على الأقلية المسلمة، بل امتد ليشمل أبناء شعوب أخرى ممن ربطتهم علاقات بالإيغور أو حاولوا الدفاع عنهم، وهو ما كان في قصة رب عائلة باكستاني يدعى “إسكندر حياة”، واجه فجيعة مازالت تقض مضجعه حتى اليوم.