أخبار الآن | شنغهاي – الصين  (SOUTH CHINA MORNING POST)

أثار اعتقال الناشطة البيئية الصينية “أو هونغ يي” انتقادات حادة للحكومة الصينية بسبب المعاملة السيئة التي تنتهجها تجاه نشطاء البيئة وحقوق الإنسان في البلاد.

وكانت “أو هونغ يي” (17 سنة) وهي ناشطة في مجال البئية، قد نظمت احتجاجاً صامتا في منطقة التسوق الرئيسية بمدينة شنغهاي يوم الجمعة الماضي، مما دفع السلطات إلى اعتقالها ولاحقا الإفراج عنها.

وقالت “أو هونغ يي” في منشور على إنستغرام يوم الأحد الماضي، إنها اعتقلت مع ثلاثة متظاهرين آخرين بعد ثلاث ساعات من “المقاومة الصامتة” أمام مركز شنغهاي مركز شنغهاي للمعارض.

https://twitter.com/howey_ou/status/1311342549945049089

الناشطة أوضحت أنه تم اعتقالها في منطقة تسوق شهيرة في شنغهاي، واقتيدت إلى مركز شرطة قريب، ليتم لاحقاً اطلاق سراحها في نفس اليوم. كما نشرت صورة على تويتر لما بدا أنه غرفة استجواب.

وقالت في تغريدة، إنها أُجبرت على كتابة “خطاب نقد ذاتي”، وهو اعتراف قسري بالذنب كثيراً ما تستخدمه الشرطة الصينية لترهيب النشطاء. وكتبت: “الحكومة هي المؤسسة الوحيدة التي لديها القدرة على حماية شعبها لكنها فشلت”.

https://twitter.com/howey_ou/status/1285255004874371075

ومن غير الواضح ما إذا كان قد وجهت إليها تهمة أثناء الاحتجاز، كما لم تصدر السلطات في شنغهاي بيانًا بشأن احتجاج يوم الجمعة.

احتجاج الناشطة جاء بعد يومين فقط من تعهد الرئيس الصيني “شي جين بينغ” في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الصين ستحقق حياد الكربون بحلول عام 2060.

كان احتجاج شنغهاي جزءً من حملة نظمت من أجل المستقبل، وهي حملة دولية يقاطع فيها الأطفال المدرسة أيام الجمعة لزيادة الوعي بتغير المناخ. ووفقًا لمكتب الحملة، كان هناك 3300 احتجاج يوم الجمعة الماضي كجزء من يوم “العمل المناخي العالمي“.

اعتقال  “هونغ يي” أثار حفيظة الكثير من الناشطين حول العالم، كان من أبرزهم الناشطة في مجال البيئة،”غريتا ثونبرغ“، إذ اعتبرت أن معاملة بكين لـ “هونغ يي”  ليست جديرة بالاحترام.

وقالت عبر حسابها على تويتر: “النشاط ليس جريمة. لا ينبغي أبدا أن يكون الوقوف بسلام من أجل البقاء على كوكب الأرض في المستقبل أمرا غير قانوني. التضامن والامتنان لأصدقائنا في الصين وأوغندا وروسيا وفي أي مكان آخر يتم اعتقال ناشطين فيه”.

وعلى خطى غريتا، تخلت “هونغ يي” عن حضور الفصول الدراسية لمدة أسبوع العام الماضي للاحتجاج أمام المكتب الحكومي في مسقط رأسها في “جويلين” جنوب الصين. ورفعت ملصقًا يطلب من المواطنين الانضمام إليها في إضراب لتسليط الضوء على تغير المناخ.

https://twitter.com/howey_ou/status/1311340128426553349

ورغم نشاطات “هونغ يي” رفضت المنظمات غير الحكومية التي تمولها الحكومة الصينية السماح للناشطة بحضور فعالياتها.

من جانبه، اعتبر “أندرياس فولدا”، الأستاذ المساعد في كلية السياسة والعلاقات الدولية بجامعة “نوتنجهام” في بريطانيا، أن الحملات البيئية كانت أصعب بكثير منذ أن تولى شي السلطة، وقال: “خلال حقبة هو جينتاو ووين، كان لا يزال من الممكن للمنظمات البيئية غير الحكومية أن تدير حملات، مثل مكافحة هدر الطاقة أو بناء السدود بشكل غير مدروس في جنوب الصين، إلا أنه منذ وصول شي إلى السلطة، تقلصت المساحة المتاحة للمجتمع المدني الصيني بشكل كبير.”

“فولدا” أوضح أن دفاع “غريتا” عن “هونغ يي” كان “مثيرا للإعجاب”، وقال: “مثل هذا التضامن العابر للحدود مع ما يمكن تسميته (الصين غير الرسمية) له أهمية كبيرة. يجب أن يدعم المجتمع الدولي المواطنين الصينيين الراغبين في قول الحقيقة للسلطة”.