أخبار الآن | لقاء خاص

أطلق الكاتب “ناثان روسر” مشروع جمع البيانات في اقليم شينجيانغ، سلط من خلالها الضوء على حقوق الانسان للإيغور وغيرهم من الأقليات العرقية وما يتعرضون له من اضطهاد من قبل السلطات الصينية.

وقال روسر في مقابلة مع أخبار الآن ان هنالك حوالي 380 مركز احتجاز للإيغور وأقليات أخرى في اقليم شينجيانغ، مشيرا الى انه تم اعتماد الصور عبر الاقمار الصناعية بالاضافة الى الادلة الأولية مثل زيارات الصحفيين ومناقصات البناء والتي تظهر مئات مراكز الاحتجاز والاعتقال فاي أنحاء الاقليم.

يوجد حوالي 380 مركز احتجاز للإيغور وأقليات أخرى في اقليم شينجيانغ

وحول الأدلة ان هذا الصور الظاهرة هي لمراكز اعتقال، قال الكاتب ناثان روسر ان هذه منشأت عالية الحراسة، تحتوي على جدران يصل ارتفاعها إلى 5 او 10 امتار تحيط بكل معسكر من جميع الجهات، مشيرا الى هناك تشديد أمني مكثف على المداخل والمخارج، أبراج مراقبة في كل جانب وفي اغلب الحالات توجد اسلاك شائكة لتقييد حركة المقيمين، واضاف ان المعسكرات والسجون تتميز بهندسة معمارية معروفة تسمح بالتعرف عليها بسهولة.

الكاتب روسر وصف اقليم شينجيانغ بالثقب الأسود فيما يخص المعلومات، حيث تقوم السلطات الصينية بالتعتيم حول الأوضاع في المنطقة، فلا معلومة تدخل أو تخرج، ولذلك تم الاعتماد على صور الاقمار الصناعية للحصول على تلك المعلومات، مشددا على انه مهما قامت السلطات الصينية بالتعتيم على تدفق المعلومات الا ان خيار الاقمار الصناعية قدم معلومات مهمة حول الانتهاكات التي تمارسها السلطات بحق الاقليات في اقليم شينجيانغ.

تقوم السلطات الصينية بالتعتيم حول الأوضاع في شينجيانغ، فلا معلومة تدخل أو تخرج

واضاف الكاتب ناثان روسر لأخبار الآن انه وبشكل أساسي يتم البحث عن المنشأت عالية الحراسة، أبراج المراقبة والمداخل والمخارج المراقبة بشدة والجدران العالية حول المنشأة والأسلاك الشائكة بالداخل، مشيرا الى ان هذه هي بعض الملامح الرئيسية التي تم مشاهدتها بالإضافة إلى بعض الأشياء مثل منع دخول السيارات في هذه المعسكرات، مشددا على ان عملية البناء في تلك المنشآت تم بنائها في نفس الوقت تقريبا بعد حملة القمع الصينية عام 2017.

وكشف روسر ان الصور المرصودة تعتبر مؤشر واضح لما يقوم به النظام القمعي الصيني، فعندما يتم النظر إلى الأرقام تظهر وجود معسكر اعتقال لكل 37 الف شخص من غير اقلية الهان الصينية في شينجيانغ.

مشروع بيانات شينجيانغ.. صور الأقمار الإصطناعية تفضح جرائم الصين بحق الإيغور

وقال الكاتب ناثان روسر انه تم العثور على 110 سجن على الأقل في شينجيانغ من ضمنهم 14 تحت الانشاء، بالإضافة إلى ذلك تم العثور أيضا على  270 منشأة ذات مستوى حراسة أقل والتي تستخدم على الأغلب لعمليات الاعتقال خارج إطار القضاء للايغور والأقليات الأخرى غير الهان.

واشر الى ان هنالك العديد من الحالات ومن وضمنها ما تم عرضه على الإعلام الصيني نفسه، حيث تم مشاهدة خريجين تم إطلاقهم من هذه المعسكرات بشكل من أشكال العمل القسري، مشيرا الى ان الصين تدعي انها معسكرات تدريبية على أعمال المصانع وهو ما يقود للعمل القسري عندما يغادر المعتقلين هذه المعسكرات.

واضاف الى ان هنالك صور الأقمار الصناعية  التي توضح ركوب المعتقلين إلى حافلات، حيث تم رصد حافلات مطابقة تماما تتواجد امام مصانع تقدم منتجات إلى الشركات بالدول الغربية، مشيرا الى انه من الصعب تحديد اذا كانت كل منشأة تستخدم العمل القسري لكن يمكن القول ان هناك نظام ممنهج واضح للعمل القسري في شينيجايغ والذي يعتمد بشكل أساسي على المعتقلين في هذه المعسكرات.

وقال الكاتب انه يأمل ان تساهم المعلومات التي تم نشرها في توضيح طبيعة هذه المعسكرات وهذا النظام القمعي هو نظام مستمر وشامل مفروض على المجتمع في شينجيانغ والذي يعني انه كلما قامت الدول والشركات بعلاقات عمل في  شينجيانغ بالمستقبل فانها تشارك في هذه النظام القمعي و في عمليات الاحتجاز خارج اطار القضاء المستمرة ضد الاف الإيغور المسلمين.

مشروع بيانات شينجيانغ.. صور الأقمار الإصطناعية تفضح جرائم الصين بحق الإيغور

واشار الكاتب ناثان في مقابلة مع أخبار الآن الى انه يرجو ان يفهم العالم ان ما يحدث ليس عملية مؤقتة وليس معسكرات احتجاز مؤقتة كما تدعي الصين ولكنه عبارة عن نظام دائم للقمع والاحتجاز خارج اطار القانون يستهدف بشكل أساسي المسلمين الإيغور.

وختم الكاتب حديثه ان فريقه أمضى عامين لتجميع أماكن هذه المنشآت، فحملة القمع الصينية بدأت منذ أكثر من 3 سنوات ولكنها لم تكن معروفة الا في عام 2018، ومنذ ذلك الوقت وفريقه يقوم بجمع كافة المعلومات الممكنة.