أخبار الآن | واشنطن  – الولايات المتحدة (خاص)

في الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة بين الرئيس الأمريكي الحالي الجمهوري “دونالد ترمب” وجو بايدن المرشح الديموقراطي المنافس له من أجل الوصول إلى كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، تزدحم الملفات التي ستواجه الرئيس الجديد الشهر بعد المقبل.
مهمة رئيس أمريكا القادم لن تتوقف فقط على مواجهة ما يعانيه العالم اليوم من تأثيرات عميقة بسبب جائحة كورونا وتداعياتها السياسية والاقتصادية على مختلف دول العالم، بل يواجه ملفاً لا يقل أهمية عن ذلك، وهو عودة تنظيم “داعش” الإرهابي ليطل برأسه من جديد في العديد من المناطق التي كان يحتلها سابقاً، ومحاولاته المستمرة لاحتلال مناطق جديدة.
ففي الوقت الذي تشير فيه الأرقام إلى أنّ كورونا أصاب أكثر من 30 مليون شخص حول العالم؛ منهم نحو سبعة ملايين شخص في الولايات المتحدة فقط، تواجه أمريكا اليوم ملفاً جديداً غضافياً، وهو محاولات تنظيم داعش الإرهابي التمدد في بعض المناطق في أفريقيا، فضلاً عن محاولته إحياء نشاطه في سوريا وغيرها مُجدداً.
ومن أبرز هذه المناطق التي بدأ تنظيم داعش الإرهابي يعود إلى الانتشار فيها مناطق مختلفة من أفريقيا، نتيجة لما تعانيه من صراعات قبلية، وهشاشة في أجهزتها الأمنية، والعسكرية، ما يتطلب التركيز على مواجهة التنظيم وشنّ عمليات عسكرية بقيادة تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.
وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد أبو رمان لـ”أخبار الآن”، إن “الأولويات التي ستكون على طاولة الرئيس الجديد في البيت الأبيض تتمثل في معالجة ملف كورونا ثم الملف الإيراني الذي يعد من أبرز وأهم الملفات للإدارة الأمريكية، إلى جانب مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ومحاولات تمدده”.
ووفق محللين، فإنّ تنظيم داعش الإرهابي يهدف من خلال محاولته احتلال بعض المناطق في أفريقيا، إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي من جهة، ومحاولته فتح جبهات جديدة تمكنه من التمدّد في دول الجوار، محاولاً الاستفادة من تصاعد الصراع الطائفي في عدد من المناطق.
كما سيواجه الرئيس الجديد ملفا ربما يعد من أبرز الملفات في المنطقة لا سيما المنطقة العربية، والتي تتمثل في لجم التدخلات الإيرانية في المنطقة، والتي تشكل عامل اضطراب وعدم استقرار في المنطقة نتيجة تدخلاتها المستمرة في شؤون الدول العربية. وبحسب المحللين، فإنّ أبرز ما تقوم به إيران محاولاتها للتأجيج المذهبي والطائفي في الدول العربية، فضلاً عن تسليح مليشيات إرهابية ودعمها من أجل تهديد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يزيد من التحديات في المنطقة، وأدى إلى زيادة وتيرة التطرف والإرهاب ووفرت بيئة خصبة للجماعات الإرهابية، والمتطرفة ومن يدعمها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وتأتي هذه الملفات في الوقت الذي يؤكد فيه تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المستجدات على الساحتين العربية والدولية، لا سيّما الانتخابات الأمريكية المقبلة، تتزامن مع استمرار المساعي لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، الذي يواصل غزو دول العالم، وهو الأمر الذي يشكل أكثر التحديات أهمية أمام أيّ استحقاق دولي.