أخبار الآن | الصين – bitterwinter

تواصل معلّمة مُسلمة من أقلية الإيغور تُدعى قلبنور صديق، نقل تفاصيل معاناتها التي عاشتها في شيجنيانغ بالصين، عبر العديد من وسائل الإعلام العالميّة.

وتسلط تجربة قلبنور الضّوء على أبشع الممارسات التي يتعرض لها مسلمو الإيغور من قبل الحزب الشيوعي الصيني، وتكشف عن الإضطهاد الكبير لحقوق الإنسان.

ووفقاً لتقرير نشره موقع “bitterwinter” الإلكتروني، فإنّ “قلبنور تعيش الآن في أوروبا بعد هروبها من شينجيانغ، وهي شهدت بشكل مباشر على العنف والوحشية داخل معسكرات الاعتقال التي يُسجن فيها أكثر من مليون شخص من مسلمي الإيغور”.

ومنذ أن هربت قلبنور إلى أوروبا قبل بضعة أشهر، وهي ممزقة عاطفياً وجسدياً وقد أصابتها الصدمات، وقد حاولت أن تحشُدَ شجاعتها للتحدث عما رأته وسمعته. وفي إطار ذلك، تشير السّيدة التي تجاوزت الـ50 من عمرها إلى أنها “تعرضت للتحرش الجنسي في منزلها بشينجيانغ من قبل رجل صيني من الهان أرسل للعيش كـ “قريب” في شقتها، بموجب برنامج للمراقبة تم نشره في جميع أنحاء شينجيانغ.

وجاء هذا الإجراء وسط الرقابة الشديدة المفروضة على جميع السكان، بدءاً من كاميرات المراقبة وتقنيات التعرف على الوجه وعمليات التحقق من بطاقة الهوية في كل مكان يتم الذهاب إليه، فضلاً عن الرقابة الإجبارية على الهاتف.

ويكمن الهدف من خلال إرسال هذا الشخص للعيش في نفس المنزل، لمراقبة كل حركة يقوم بها الآخرون. وتقول قلبنور: “كان علينا أن نعيش ونطبخ ونأكل ونتعلم وننام مع أولئك الأشخاص الذين تعيّنهم الحكومة المحلية”.

وأضافت: “في البداية، كان ذاك الشخص يقضي أسبوعاً كل 3 أشهر في منزلها، لكن فيما بعد كان يقضي أسبوعاً كل شهر. المخطط صدمني. يمكنني أن أفهم العمل والدراسة والأكل معاً ولكن لماذا يجب أن نعيش وننام معاً في منزلنا؟”. وقالت بمرارة: “لم يكن لدينا خيار سوى قبول الإجراءات، وليس لدينا الحق في الاعتراض”.

وقالت قلبنور أنّ “مدير زوجها ومعه زوجته، أصبحا بمثابة الأقارب، وسيسكنان معها هي وزوجها”، وأضافت: “ذاك الرجل هو أب لطفل واحد، وقد توقفت زوجته عن القدوم إلى المنزل حيث أسكن أنا وزوجي”.

وروت السيدة تفاصيل تعرضها للتحرش من قبل ذلك الشخص، لافتة إلى أنه “كان يستغل أي فرصة تسمح له للتعرّض لها، خصوصاً عند غياب زوجها أو في حال وجوده بينما يكون منشغلاً بأمرٍ ما”، موضحة أنها “حاولت صدّه من دون استعدائه”.  

ولفتت قلبنور إلى أن “ذاك الشخص كان يشق طريقه بمكر في أفكارهم وآرائهم حول السياسة والدين والحزب الشيوعي الصين”، وقالت: “لم يسألنا أبداً بشكل مباشر عمّا إذا كنا مسلمين أم نصلي. لقد كان مثل الثعلب، وعلينا أن ننكر كل شيء”.

وكانت قلبنور كشفت لمؤسسة الإيغور الهولندية لحقوق الإنسان، كيف أُجبرت على إعطاء دروس في معسكرات الاعتقال في شينجيانغ غرب الصين، وكيف تم تعقيمها قسرياً وهي في سن الـ50، وذلك في إطار حملة لخفض معدلات مواليد الأقلية المسلمة”.

ولفتت إلى أنّ “الحملة لم تشمل فقط النساء اللواتي يُرجح أن يحملن، ولكنها طالت أيضاً النساء اللواتي تجاوزن سن الإنجاب الطبيعي بكثير”، مشيرة إلى أنّ “الرسائل التي تلقتها من السلطات المحلية شددت على ضرورة تعقيم أو خضوع جميع النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 19-59 عاماً لتركيب أجهزة منع الحمل داخل الرحم”.

ووفقاً لصحيفة “ذا غارديان” البريطانيّة، فإنّه “خلال العام 2017، كانت قلبنور تبلغ من العمر 47 عاماً وكانت ابنتها الوحيدة طالبة جامعية، لكن المسؤولين الصينيين أجبروها على تركيب لولب في الرحم لمنع حدوث حمل آخر. وبعد عامين، وهي في سن الـ50، أُجبرت السّيدة على إجراء عملية تعقيم”.

وتقول صديق: “في العام 2017، لمجرد أنني كنت عاملة رسمية في مدرسة، فقد أعطوني خياراً أوسع لإجراء عملية اللولب الرحمي أو عملية التعقيم. لكن في العام 2019، قالوا إن هناك أوامر من الحكومة يقضي بتعقيم كل امرأة تتراوح أعمارها بين 18 عاماً و 59 عاماً. لذلك قالوا إن عليك القيام بذلك الآن”.

وتابعت: “حاولت أن أتذرع بالعمر والأثر الضار للولب على صحتي، وقلت لهم أن جسدي لا يمكنه تحمل ذلك. لكنهم قالوا لي أنت لا تريدين أطفالاً لذلك ليس لديك عذر لعدم إجراء عملية التعقيم”.

طبيبة من الإيغور تتحدث عن الإجهاض القسري واستئصال الأرحام في الصين

بعد شهادات حية من نساء إيغوريات تحدثن لوسائل إعلام عالمية عن الانتهاكات التي تعرضن لها من قبل الحزب الشيوعي الصيني، خاصة إجبارهن على الزواج القسري بصينيين كذلك عمليات الإجهاض القسري واستئصال أرحامهن. وهو ما انكرته الصين.