أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

مر تنظيم القاعدة بمحطات عدة ما بين خلافاته الداخلية والصراعات التي تخرج الى العلن من فترة إلى أخرى، وسلسلة استهدافات لقيادات هذا التنظيم كلها أدت إلى أفول التنظيم وبداية نهايته وانحساره.

فما هي أهم محطات انهيار التنظيم حسب الترتيب الزمني.

في 2001 بدأ التنظيم المتشدد بهجمات 11 سبتمبر، التي دفعت القوات الأمريكية إلى مهاجمة معاقل القاعدة في أفغانستان.

بعدها بعام اي في 2002، اعتقل المخطط الرئيسي للهجمات رمزي بن الشيبة في كراتشي الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه كان منسق هجمات 11 سبتمبر 2001.

ونتيجة لتعقب الاستخبارات الدولية لهم، بدأ زعماء تنظيم القاعدة يسقطون الواحد تلو الآخر.

في يونيو 2006، أعلن العراق أنه تم القضاء على أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق والمسؤول عن العديد من الاعتداءات الدامية في البلد.

أكبر ضربة موجعة تلقاها التنظيم كانت في مايو 2011، إثر قتل زعيمها أسامة بن لادن نتيجة غارة الكوماندوز الأمريكية، ضربة قسمت ظهر التنظيم المتشدد وخلقت ارتباكا داخل القاعدة.

بعدها بــ ٤ أشهر فقط، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية قتل الإمام اليمني-الأمريكي أنور العولقي، منظّر القاعدة وأحد أبرز قياداتها، وهو ما أدخل التنظيم في حالة فوضى.

وشهد تنظيم القاعدة العديد من الخلافات والانشقاقات التي أفقدته بناءه الهرمي ونالت من قدراته العملياتية وإمكاناته بفعل الضـربات القوية التي تعرض لها في سياق الحرب العالمية ضد الإرهاب، التي أعلنت ضده عقب هجمات الحادي عشـر من سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتصاعدت حدة هذه الخلافات والانشقاقات بشكل لافت للانتباه منذ مقتل زعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن في باكستان في 2 مايو عام 2011م، وحتى قبل ذلك.

وفي 2012، وبينما لم تستفق القاعدة من قتل زعيمها بن لادن، بدأ تنظيم داعش في الصعود، فيما تراجع تنظيم القاعدة وبدأ داعش في هذا العام باحتلال مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.

وبرزت هذه الانشقاقات في إبريل 2013، حين أعلن تنظيم داعش تغيير مسماه وإعلان ضمه “جبهة النصـرة”، التي قدر عدد مقاتليها بنحو تسعة آلاف مقاتل، وهو ما رفضته الجبهة وأميرها محمد الجولاني الذي حصل على تأييد زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري لموقفه.

وقد تسبب تنظيم داعش في تعميق حدة الانشقاقات عن القاعدة، بعد احتلاله مساحات واسعة من أراضـي العراق وسوريا، وإعلانه قيام دولة الخلافة المزعومة عليها في يونيو 2014، وأعلن العديد من التنظيمات التابعة للقاعدة وآلاف المتشددين الموالين لها الانضمام لداعش وتقديم البيعة له.

ومن أبرز الانشقاقات عن تنظيم القاعدة، في عام 2014 أعلنت عدة كتائب وسرايا مرتبطة بتنظيم القاعدة في ما يعرف ببلاد المغرب الإسلامي عن انشقاقها عن زعيم التنظيم عبدالمالك دروكدال ومبايعة داعش، لتكون الضربة القوية الثانية الموجعة للقاعدة بعد تساقط الزعماء فيها.

ويرى بعض المتخصصين أن الانشقاقات الحاصلة في تنظيم القاعدة، تعود في جوهرها إلى مجموعة من الأسباب منها: أن تنظيم القاعدة مرّ بثلاثة أجيال: الجيل الأول هو جيل المقاتلين القدامى الذين كانوا مع أسامة بن لادن في ثمانينيات القرن المنصـرم، والجيل الثاني الذي برز خلال فترة أحداث الحادي عشـر من سبتمبر عام 2001 وما كانت تعكسه على صعيد نقل التنظيم معاركه إلى الخارج، والجيل الثالث هو جيل الإنترنت الذي تبنى من خلال تجنيده تكوين خلايا محلية في شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب وإفريقيا وبعض الدول الأوروبية، وبالتالي فإن توالي الأجيال قد أفرز بالتبعية تباينات على مستوى الفكر والتخطيط والوسائل والتكتيكات، ومن ثم فقد كان الانشقاق نتيجة لهذه التباينات.

والسبب الثاني، هو اتساع رقعة عمليات تنظيم القاعدة بشكل كبير؛ ما مهد الطريق أمام مثل تلك الانشقاقات بعيداً عن التنظيم الأم.

والسبب الثالث، هو أنه بعد مقتل مؤسس التنظيم أسامة بن لادن في الثاني من شهر مايو من عام 2011 باتت الفرصة سانحة أمام انشقاقات وزعامات أخرى للظهور، ولاسيما مع الضعف الواضح في شخصية زعيم التنظيم الجديد أيمن الظواهري، ما تسبب في مجمله في فقدان الظواهري القدرة والسيطرة على هذا التنظيم الذي أصبح له قيادات متعددة ومتصارعة أحياناً، برغم ما يظهر على السطح إعلامياً من استمرار الظواهري قائداً للتنظيم.

وفي سبتمبر 2015، أعلن زعيم القاعدة أيمن الظواهري أنه لا يعترف “بشرعية” تنظيم داعش، و”لا يرى زعيمه أبو بكر البغدادي أهلا للخلافة”.

في ابريل 2016، تتلقى القاعدة ضربة قوية أخرى ..إذ تم طرد التنظيم المتشدد من مدينة المكلا اليمنية.

وبعد ٣ اشهر من طردها من المكلا وتحديدا في يوليو 2016، أعلنت جبهة النصرة في سوريا والتي تعرف حاليا بهيئة تحرير الشام على لسان زعيمها أبو محمد الجولاني، فك ارتباطها كليا بتنظيم القاعدة.

بعدها بعام، في فيبراير 2017 أعلنت حسابات ومواقع إلكترونية تابعة لتنظيم القاعدة قتل القيادي في التنظيم في إدلب بسوريا، عبدالله محمد رجب عبدالرحمن المعروف بأبو الخير المصري.

بعد سنتين وتحديدا في سبتمبر 2019، أعلن البيت الأبيض قتل حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن وأبرز المرشحين لخلافته بعد الظواهري.

ظهور حمزة بن لادن، على الساحة في ظل تركيز التنظيمات على استهداف الشباب، دفع نحو ضرورة تطور خطاب التنظيمات الإرهابية، أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بطبعه يفتقر لأسلوب خطابة حماسي ملائم لتطلعات الشباب المستهدف، فكان البديل القوي حمزة بن لادن، بوصفه المتقارب من ناحية العمر، ولامتلاكه أسلوب الخطابة الحماسي من ناحية أخرى، فموت حمزة بن لادن، وعدم وجود بديل واضح يقوم بدوره، إلى جانب سوء الحالة الصحية لأيمن الظواهري، وضع تنظيم القاعدة في مأزق، حيث تضرب في الأساس الذي قام عليه التنظيم والعامل الأساسي لاستمراره إلى الآن، وهو إحكام السيطرة من القيادة المركزية، مما يدفع لاحتمال انقلاب أحد الفروع وحدوث انقسامات داخلية بالتنظيم، ومن ثم تراجع تهديداته.

وفي فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، قتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي في عملية عسكرية في اليمن.

وفي يونيو الماضي أعلنت فرنسا قتل عبد المالك دروكدال، زعيم تنظيم ما يعرف بالقاعدة في المغرب الإسلامي، في عملية للقوات الفرنسية في مالي.

مع سقوط أبرز قياداتها الواحد تلو والآخر، وعدم وجود قادة مرشحين لمسك زمام أمورها، إضافة إلى نشوب صراعات داخلية تنهشها، أصبحت القاعدة تنظيما ينحصر وصفه بكلمات مثل.. “أفول التنظيم”.. و “انحسار التنظيم”… بانتظار نهايته