أخبار الآن | المملكة المتحدة – وكالات

بعد أشهر من الأخطاء السياسية والركود الاقتصادي العميق، احتاج رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لمساعدة تساهم في إنقاذ قيادته. ولهذا، استعان رئيس الوزراء بسيمون كيس، السكرتير الخاص السابق للأمير وليام دوق كامبريدج، وذلك من أجل تولّي منصب سيكرتير مجلس الوزراء في 9 سبتمبر/أيلول الجاري.

ويواجه جونسون ومستشاره الجديد مهمة ضخمة لتأكيد السيطرة على الحكومة. فحزب المحافظين الحاكم محبط، وكذلك جيش المسؤولين الذين سيقودهم كيس. في الواقع، فإن الخوف الأكبر بين أعضاء البرلمان الذين يتزعمهم جونسون هو أن تعيين كيس، يُظهر كيف فقد رئيس الوزراء وفريقه قبضتهم على السياسة، وما إذا كان جونسون قادراً على معالجة الضرر.

وينتشر فيروس “كورونا” في جميع أنحاء العالم، في حين أن التحذيرات كبيرة وكثيرة من موجة قوية للفيروس في المملكة المتحدة مع حلول الشتاء. في غضون ذلك، يمر الاقتصاد البريطاني بأعمق ركود له على الإطلاق، كما يستعد الوزراء لارتفاع كارثي في ​​البطالة. ومع بقاء 4 أشهر للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن “بريكست”، لا تزال المملكة المتحدة بعيدة عن إبرام صفقة ما بعد خروجها من الاتحاد.

ومع كل ذلك، فإنّ سلسلات التحولات والأحداث والأخطاء التي حصلت خلال الصيف، إلى جانب وضع بريطانيا لناحية فيروس كورونا، تركت نواب حزب المحافظين في حالة من الفزع، خصوصاً أن البعض بات يرى أنه لا كفاءة في الأداء الذي يبديه جونسون.

ولهذا، فإنّ رئيس الوزراء يواجه ضغوطاً متزايدة داخل حزب “المحافظين” بسبب كيفية التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد. وقال عدد من النواب أنّ “الكثير من أعضاء حزب المحافظين يشعرون بالقلق إزاء تراجع حكومة جونسون عن تنفيذ سلسلة من السياسات”، في حين أشار استطلاع للرأي إلى أن حزب المحافظين فقد الدعم الذي تحول لصالح حزب العمال المعارض.

وكان جونسون غيّر من سياسات حكومية، بعض الأحيان من دون إشعار مسبق، بشأن قضايا تشمل ارتداء الكمامات والقيود على السفر وقواعد التباعد الاجتماعي، ونتائج امتحانات المدارس التي تأثرت بسبب “كورونا”.

وقال النائب عن حزب المحافظين تشارلز ووكر لصحيفة “ذا اوبزرفر”: “النواب يجدون صعوبة متزايدة في الترويج لسياسة الحكومة أو الدفاع عنها، وذلك في ظل تغييرها أو التخلي عنها غالباً من دون إشعار. سواء كان هذا التوجه عن قصد أو بدون قصد، فإن مناخ الغموض الذي يحدثه يؤدي إلى ضعف الروح المعنوية”.

وعندما عاد النواب إلى وستمنستر هذا الأسبوع، كان العديد منهم في مزاج قاتم، وقال أحدهم: “بشكل عام، ليس هناك حقاً إحساس بالسيطرة، وهو أمر مخيب للآمال للغاية. نحن حقاً بحاجة إلى قيادة أقوى”.

وقال متحدث باسم مكتب جونسون إنه وفريقه “لا يزالون يركزون على مساعدة البلاد على التعافي من الفيروس، ووضع استعدادات معقولة لمنع ذروة ثانية للوباء”، موضحاً أنّ “أي تغييرات في سياسة الصحة العامة كانت تستند إلى المشورة العلمية والطبية مع ظهور أزمة كورونا”.

إلى ذلك، فإنّ حزب العمل المعارض، استفاد من الوضع القائم. وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن تقدم “المحافظين” الآن في أضعف مستوياته. وقال ديفيد ديفيس، زميل جونسون السابق في الحكومة، لراديو تايمز يوم الأربعاء: “لقد ساءت أشياء كثيرة. المزاج السائد بين نواب حزب المحافظين العاديين يكشف عن تذمّر”.

وفي محاولة لاستعادة ثقة زملائه، تعاون جونسون مع وزير الخزانة ريشي سوناك، العضو الأكثر شعبية في مجلس الوزراء، للقاء العشرات من نواب المحافظين وجهاً لوجه في البرلمان يوم الأربعاء.

وقال أحد الذين حضروا للاستماع إلى جونسون: “لم يكن الاجتماع رائعاً. لم يُجِب جونسون على أسئلة كثيرة. انتهى بنا الأمر إلى الشعور بالإهمال قليلاً”. كذلك، وصف أولئك الموجودون في الغرفة جونسون بأنه مليء بالطاقة ويقدم النكات لإسعاد الزملاء الذين لم يكونوا على ما يُرام. ومع هذا، اعترف رئيس الوزراء بحدوث أخطاء فادحة في التواصل خلال الصيف، لا سيما فيما يتعلق بالرسائل العامة للحكومة بشأن تخفيف الإغلاق.