مهدي كريّم
أخبار الآن | باكستان – khaleejtimes
تمكنت باكستان من إدارة وباء كورونا بشكل أفضل من أي دولة أخرى تقريبًا في العالم، على الرغم من أن الشيء الوحيد في سياستها التي تختلف عن أي دولة أخرى كان اختيار عمليات الإغلاق المحدودة أو “الذكية” بدلاً من الإغلاق الكامل . ولم يكن يبدو منطقيًا كثيرًا في ذلك الوقت، وهو ما يفسر سبب إعجاب قلة قليلة من الناس خارج الحزب الحاكم بهذه الاستراتيجية عندما تم اقتراحها لأول مرة ، لكنها أدت إلى ترك الكثير من الناس في حيرة من أمرهم.
بعد كل شيء، كان التوجه الرئيسي لأي سياسة رسمية في ذلك الوقت هو الحد من انتشار الفيروس بأي وسيلة ممكنة. هذا هو بالضبط سبب إغلاق الجميع لكل شيء باستثناء مراكز الحجر الصحي لفيروس كورونا وأقسام الطوارئ والصيدليات. لكن رئيس الوزراء عمران خان لم يوافق للحظة واحدة لأنه كان يخشى الإغلاق الكامل في مكان مثل باكستان ، حيث يعيش جزء كبير جدًا من السكان بالكاد على جانبي خط الفقر ، مما سيعرض ملايين الأشخاص لخطر الموت. من الجوع والمجاعة خلال أيام حتى لو تم احتواء الفيروس.
لذلك راهن على فكرة إغلاق الأماكن التي كان الفيروس في طريقها إلى الصعود ، بكل الوسائل ، ولكن لا يزال يسمح بإعادة فتح الاقتصاد ببطء حتى يمكن استعادة بعض الوظائف العديدة المفقودة ويمكن أن تبدأ الأموال في التدفق مرة أخرى.
ومع ذلك ، بعد أسابيع فقط من تنفيذ هذه السياسة ، بدأ عدد الحالات الجديدة في الانخفاض ، ببطء في البداية ثم بشكل حاد ، وبدأ العبء الهائل الذي لا يطاق على المرافق الطبية في الانحسار.
وبدأ الاقتصاد يسجل أرقام نادراً ما تُشاهد مثلها حتى في الأوقات الجيدة وحتى أن بعض الأرقام القياسية حطمت. قفزت الصادرات بشكل غير متوقع 5.8٪ في يوليو (تموز) 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بالدولار. في الوقت الذي كان فيه معظم العالم لا يزال في الحجر الصحي وكانت التجارة الدولية مشلولة إلى حد كبير ، فإن شيئًا كهذا هو أخبار مرحب بها حقًا. لا شك في أن قرار إعادة فتح الاقتصاد في وقت أبكر من غيره قد مكّن باكستان من الاستيلاء على بعض الأسواق التي لا يزال موردوها التقليديون عرضة للخطر. ثم تلقت الدولة تحويلات مالية عالية، لأسباب لا تزال غير مبررة، في نفس الشهر.
هذا ليس كل شئ. قام المجلس الفيدرالي للإيرادات (FBR) بجمع ضرائب أكثر بنسبة 23 في المائة مما كان مستهدفًا في الشهر الأول من السنة المالية الجديدة على الرغم من التباطؤ وجميع الخسائر في الوظائف وإغلاق الأعمال. يرتفع سوق الأسهم وسط توقعات بتحقيق أرباح جيدة للشركات. استأنفت أسعار العقارات صعودها بعد أن أعلنت الحكومة عن حزمة البناء لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه. وسجل عجز الحساب الجاري (CAD) فائضا قدره 424 مليون دولار في يوليو (تموز) من عجز قدره 100 مليون دولار في يونيو (حزيران) و 613 مليون دولار في العام الماضي.
تفاؤل امريكي بشأن لقاح كورونا المرتقب
بعد ان دخلت كثير من دول العالم في سباق مع الزمن لتصنيع لقاء يقضي على فيروس كورونا وانتاجه ، ها هي اليوم تباشير الامل بدأت لوح في الافق وسط تكهنات وتصريحات لمسؤولين ومختصين متضاربة تاره ومتطابقة تارة اخرى .
