أخبار الآن | شينجيانغ – الصين (تويتر – arslan_hidayat@)

https://twitter.com/i/status/1297585471330099208

لم يكتف الحزب الشيوعي الصيني بممارساته القمعية تجاه أقلية الإيغور المسلمة، بل تعدى ذلك إلى إجبار الفتيات الإيغوريات على الزواج من شبان صينيين ينتمون إلى عرق الهان الذي يشكل الغالبية العظمى من الشعب الصيني ومنه ينحدر أباطرة الحزب الشيوعي.

واللافت أن محاولات الحزب إجبار الفتيات الإيغوريات على الزواج من شبان ينتمون إلى عرق الهان ليست بالجديدة، إلا أن الخطوة الأخيرة التي أتت على شكل فيديو دعائي بثلاثين ثانية، وما تنطوي عليه من أسلوب يناقض الحقائق، هو ما دفع عشرات الناشطين حول العالم إلى التنديد به واعتباره من الانتهاكات الجسيمة التي ينتهجها الحزب الشيوعي بحق الإيغور، الأمر الذي دفع الحزب لاحقاً إلى حذفه من على وسائل التواصل الإجتماعي.

وتضمن مقطع الفيديو مطالبات لـ 100 امرأة من الإيغور بالتسجيل “بشكل عاجل” في منظومة ما يعرف بـ”الزواج المختلط” مع رجال صينيين، مبتدئاً الدعاية باللغة الإيغورية وشكر للحكومة وترويج لأهمية الزواج المختلط بين عرقية الإيغور والهان، طبعا كل ذلك وفق رؤية الحزب الشيوعي الصيني.

مراقبون وناشطون حقوقيون، اعتبروا أن الفيديو الدعائي يمثل محاولة جديدة من قبل الحزب الشيوعي لنزع الهوية الثقافية عن الأقليات العرقية والدينية في الصين، وخاصة الإيغور في إقليم شينجيانغ.

الزواج المختلط بين الإيغور والصينيين الهان بدأ الحزب الشيوعي بتطبيقه في شهر أغسطس عام 2014 عبر إطلاق السلطات المحلية في إقليم شينجيانغ، مجموعة من الحوافز لتشجيع ذلك النوع من التزاوج بما في ذلك إعطاء 10 آلاف يوان أي ما يعادل 1450 دولارًا أمريكيًا، كمكافأة نقدية سنويًا لمدة خمس سنوات للمتزوجين، إضافة إلى منحهم معاملة تفضيلية تجاه التوظيف والسكن والتعليم المجاني للأزواج وأولياء أمورهم وأولادهم، وقال حينها “تشو شين” سكرتير الحزب الشيوعي الصيني أثناء تقديمه للإجراءات التحفيزية: “إن دعوتنا للزواج المختلط تعزز الطاقة الإيجابية”، وفق تعبيره.

الجدير بالذكر أن فتيات الإيغور اللائي يرفضن الزواج من صينيين، يتهمن بالتطرف ويزج بهن في معسكرات الاعتقال الجماعية.

“زومرات داوت” وهي ناشطة من الإيغور، كشفت لإذاعة صوت أمريكا، أن جيرانها في إقليم شينجيانغ، كان عليهم الموافقة على تزويج ابنتهم البالغة من العمر 18 عامًا إلى صيني من الهان خوفًا من إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال.

وبعد سنوات من السياسة المعلنة للحزب الشيوعي حول الزواج المختلط، شارك نشطاء إيغور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عشرات مقاطع الفيديو التي تظهر تظهر نساء الإيغور وهن يجبرن على الزواج من صينيين.

وشهدت شينجيانغ زيادة هائلة في عدد السكان من عرق الهان الصينيين بعد أن كان يقطنها أكثر من 13 مليون مسلم من الإيغور والكازاخيين والمجموعات العرقية الأخرى.

وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع أعداد القاطنين في شينجيانغ من عرق الهان من نحو 200000 عام 1949 عندما استولى جيش التحرير التابع للحزب الشيوعي الصيني على المنطقة، إلى ما يقرب من 9 ملايين في السنوات الأخيرة.

كما أن سياسة الطفل الواحد المطبقة في الصين والاستخدام الواسع للإجهاض الذي يستهدف الإناث وتفضيل الأطفال الذكور ، كل ذلك أدى إلى ازدياد عدد الرجال في الصين على حساب النساء، الأمر الذي دفع الحزب الشيوعي إلى تطبيق الزواج المختلط.

ما سبق يبرهن من دون أدنى شك، على الجهود الهائلة التي يبذلها الحزب الشيوعي لتقويض هوية الإيغور وتغيير التركيبة السكانية في شينجيانغ، ذلك الإقليم الذي ٌقلبت فيه التركيبة السكانية لصالح عرق الهان، بعد أن كانوا أقلية في الإقليم المنكوب