أخبار الآن | موزمبيق

تحت جنح الظلام وقبل أن يستيقظ الأهالي، مقاتلون يعلنون ولاءهم لتنظيم داعش يشنون هجوما على بلدة موكيمبوا دي برايا شمال موزمبيق واستولوا على قاعدة عسكرية ورفعوا رايتهم هناك.

تقع بلدة موكيمبوا دي برايا على مقربة من مناطق عمل الشركات الأجنبية في مشروع ضخم للغاز الطبيعي بقيمة 60 مليار دولار.

المتشددون لم يسيطروا على القاعدة العسكرية فحسب بل تواردت أنباء عن سيطرتهم على المدينة بأكملها والتي يبلغ عدد سكانها 30 ألفاً.

ورغم أن الجيش والشرطة شنوا هجوماً مضاداً ضد المتشددين الذين سيطروا على المدينة، إلا أن السكان لم يستطيعوا الخروج بعد أن أغلق المقاتلون جميع الممرات، إضافة إلى احتجازهم السكان داخل المساجد.

المتشددون يطلقون على أنفسهم اسم “حركة الشباب” رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانوا مرتبطين بحركة صومالية أكبر بكثير تحمل الاسم ذاته، لكنهم يعلنون ولاءهم وبشكل واضح لتنظيم داعش.

كيف تمكن المتشددون من التسلل إلى المدينة؟

سار المتشددون بهدوء عبر العشب الطويل، متجاوزين مبنى أبيض كبير، وكان معظمهم يحملون بنادق آلية وكانوا يرتدون ما بدا أنه زي الجيش الموزمبيقي، ليقع رجال الجيش والشرطة الذين كانوا متواجدين في المدينة ضحية خديعة من المتشددين بعد معركة طويلة، ووقعوا برمتهم في قبضة الجماعة المتشددة التي تعهدت بجعل المدينة عاصمتها الجديدة.

تنظيم داعش الإرهابي أصدر سلسلة من الصور عبر قنواته الإعلامية، زعمت أنها تظهر جنوداً من الموزمبيق قتلوا في هجمات شنها فرعهم هناك، وأسلحة وذخيرة تم الاستيلاء عليها.

بدأت محاولات داعش لاحتلال المدينة ومينائها ليلة 5-6 آب / أغسطس، وسرعان ما سقط جزء كبير من المدينة في أيدي مقاتليه، لكن جنود البحرية في موزمبيق، دافعوا عن الميناء حتى يوم الثلاثاء 11 أغسطس، عندما نفدت ذخيرتهم ولم يتمكنوا من إبعاد مقاتلي داعش.

لم تنفع محاولات طائرات الهليكوبتر الحربية للدعم الجوي للقوات البحرية الحكومية، ولكن تم تقليل فعاليتها من قبل مقاتلي داعش، إذ نفذت الذخيرة من قبل القوات البحرية المدافعة عن المدينة.

تعود محاولات داعش للاستيلاء على المدينة إلى عام 2017 حيث بدأوا حملتهم العنيفة في ذلك الوقت ضد موسيمبوا دا برايا لمدة يومين، لكنهم تعرضوا للضرب من قبل الجيش والشرطة في موزمبيق.

ويشكل هذا الهجوم العسكري الواسع والمتطور دليلاً على تغيير جذري في استراتيجية الجماعة المعروفة محلياً باسم الشباب، رغم عدم وجود صلات معروفة لها بالجماعة المتشددة الصومالية التي تحمل الاسم نفسه، والتي تنتمي إلى القاعدة، لكن فرع موزمبيق أعلن وبشكل واضح ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي.

أمضت الجماعة العامين الماضيين تعمل في الظل، حيث هاجمت القرى النائية في جميع أنحاء المحافظة، ونصب كمائن لدوريات الجيش على طرق معزولة، وزرعت الرعب في العديد من المجتمعات الريفية، ما أجبر حوالي 200 ألف شخص على الفرار من منازلهم، ولكنها نادراً ما تعطي أي إشارة إلى وجوده. دوافعها أو قيادتها أو مطالبها.

لكن في الهجوم الأخير في موزمبيق أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، ويبدو أنه يروج لمشاركته هناك كجزء من عملية “امتياز” شهدت توسيع نطاق وجوده في عدة أجزاء من أفريقيا.