أخبار الآن | طهران – إيران (وكالات)

80 مليون مواطن إيراني معزول عن العالم بسبب حجب النظام الحاكم لوسائل التواصل الاجتماعي عن شعبه، ورغم ذلك نجد أعلى هرم في النظام الايراني يفتح حسابا له على تويتر باللغة الهندية.

الحساب ليس أولى المحاولات بلغة غير الفارسية، وانما سبقته عدة حسابات أخرى اختلفت لغاتها وتعددت وهو ما يثير التساؤلات بالدرجة الأولى حول التوقيت الذي فتح فيه خامنئي حسابه الهندي الجديد. توقيت يأتي بينما تشهد إيران اضطرابات وانتكاسات بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد وتداعيات ازمة اقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية.

في الوقت الذي نجد فيه إيران تسعى جاهدة لإحكام قبضتها على الإنترنت لقمع مواطنيها، يتودد المرشد الإيراني علي خامنئي للهند بحساب جديد على تويتر. حيث تميز التعاون بين طهران والهند مؤخرًا بمشاريع متعددة المجالات على الرغم من العقوبات الأمريكية على الأعمال التجارية الإيرانية، كما ظهر أيضا تعاون الصين المتزايد مع إيران حيث حذرت الولايات المتحدة من أن الشراكة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

 

مراقبون للوضع الإيراني يرجحون ان المرشد يحاول أن يخرج البلاد من عنق الزجاجة بطريقته المعهودة. طريقة اتسمت بالتضليل من جهة والمغالطات من جهة اخرى. ولعل هذا الحساب الجديد للخامنئي يؤكد سياسة طهران التي تعتمد على الباطن الخفي والظاهر المعلن الذي في كل الاحيان عكس ما تبطنه، هذه المفارقة تبين حقيقة ايران وتؤكد سلوكها المثير للجدل، “فالقمع” يعد الكلمة الأكثر استخداما في إيران عندما يتعلق الأمر بطريقة تعامل الحكومة مع أي احتجاج للمواطنين، سواء كانوا طلابا أو عمالا أو أساتذة أو نساء أو أفرادا من مختلف المستويات الاجتماعية.

واستطاعت إيران عزل مواطنيها عن العالم من خلال حجب السلطات للإنترنت إثر انطلاق احتجاجات منددة بارتفاع أسعار الوقود في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بزيادة وصلت إلى 200 بالمئة وامتدت الاحتجاجات إلى 100 مدينة إيرانية تحت ما سمي بـ “انتفاضة البنزين” قتل خلال يومين فقط منها 40 متظاهرا و اعتقال 1000 آخرين.

ولتلبية حاجياتها القمعية، تنفق الحكومة الإيرانية 24.5 مليون دولار في اليوم، بحسب ما أفاد به موقع راديو فاردا في المقابل تسجل طهران خسائر من قطع الإنترنت بقيمة 369 مليون دولار يوميا حسب إحصائية شركة “نت بلاكس”.

إيران تمارس شتى أنواع القمع على مواطنيها بشكل متزايد منذ العقد الماضي فنجدها تارة تعتمد على بناء شبكة إنترنت وطنية مركزية، تتيح لها تزويد المواطنين بخدمات الإنترنت مع مراقبة جميع المحتويات على الشبكة والحد من أي مصادر معلومات خارجية، لفرض المزيد من الرقابة وحجب شبكة الإنترنت نهائيا عند حاجتها لذلك. إلى جانب منع الأفراد من التواصل مع بعضهم البعض، تنتهج إيران نوع من القمع يحد وبشكل كبير من سيل المعلومات التي تخرج من البلاد.

فهل تنجح إيران في إخماد الاحتجاجات والتستر عليها في كل مرة بـ”سلاح” الإنترنت”؟