أخبار الآن | الهند – وكالات

تقف كشمير على حافة الهاوية بعد قرار حكومة ناريندا مودي الهنديّة إلغاء الوضع القانوني الخاص لإقليم جامو وكشمير التي يتمتع بغالبية مسلمة. الأمرُ هذا حصل قبل عامٍ، وقد ترافق مع فرض حظرٍ تام على حركة السكان مع اجراءات أمنية غير مسبوقة، جعلت هذه المنطقة معزولة عن العالم.

ففي 5 أغسطس/آب 2019، أصدرت حكومة مودي تشريعاً في البرلمان قضي بتجريد إقليم جامو وكشمير من الحكم الذاتي. القرار هذا فكّك الإقليم ليصبح مكوناً من إقليمين إتحاديين منفصلين إدارياً، وقد وضعا تحت وصاية العاصمة الهندية، وهما “جامو وكشمير” و “لاداخ”. ولإحباط أيّ تمرّد عام، جرى تعزيز المنطقة بالجنود الذين يقيمون الحواجز والنقاط العسكرية، كما جرى قطع خطوط الهاتف وإتصالات الإنترنت، وكان السكان يخضعون لحظر التجول لمدّة 24 ساعة لأسابيع عديدة. ومع هذا، اعتقلت السلطات الهندية الآلاف من الشباب في حملة توقيفات تعسفية.

وعزّز حلّ نظام الحكم الذاتي في الإقليم من نزعة التغيير الديموغرافي، خصوصاً أنه بعد ذلك تكرّس حق شراء الأراضي في كشمير للآلاف من خارجها، وهو الأمر الذي كان محظوراً في البداية، حيث أنّ الغرباء كانوا ممنوعين من الاستقرار في الأراضي وامتلاكها وذلك خوفاً من تغيير البنية الديموغرافية للمنطقة وإلغاء هويتها.

ومع كل ذلك، فقد ساهمت القيود الأمنيّة الهنديّة إلى اختناق الأعمال التجاريّة عبر المنطقة. ومع المزيد من القيود على الصعيد الوطني بسبب أزمة فيروس “كورونا”، فإنّ العديد من الشركات جرى التخلي عنها. وأدى الحصار العسكري الهندي لإقليم كشمير وجامو إلى خسائر اقتصادية فادحة بلغت الـ5 مليار دولار، مع خسارة حوالى نصف مليون وظيفة منذ أغسطس/آب الماضي.

وأثّر منع الوصول إلى الانترنت المتبوع بقيود شديدة، على التعليم وريادة الأعمال والرعاية الصحية، إذ لم يتمكّن الآلاف من الطلاب من التقدم للامتحانات والحصول على الفرص التعليمية. ومع هذا، كافح الطلاب للدراسة عبر الإنترنت مع الشبكات البطيئة، والتي غالباً ما يتمّ قطعها بالكامل خلال المعارك بين المتمردين والجنود الهنود.

وبينما رفعت الهند القيود جزئياً، اشتدّ القتال بين المتمردين والقوات الحكومية، خصوصاً خلال جائحة فيروس “كورونا”، حيث كثفت الهند عملياتها ضد المتمردين. كذلك، واصل المسلحون هجماتهم على القوات الحكومية والمخبرين المزعومين.

وقال بارفيز إيمروز، محامي حقوق الإنسان المحلي: “إن الحجم الهائل للعنف اليومي يتعارض مع التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الهندي بأن تغييرات 5 آب/أغسطس ستنهي التشدد في كشمير”.

وفي أبريل/نيسان، اعتمدت السلطات الهندية سياسة جديدة بعدم تحديد المسلحين الذين قتلوا في المعارك، ودفن جثثهم سراً بعيداً عن منازل أسرهم لمنع الجنازات الكبيرة.

وكانت الحكومة الهندية زعمت في وثيقة صدرت قبل الذكرى السنوية لـ5 آب/أغسطس، أنّ “إلغاء الوضع الخاص لكشمير، أدّى إلى مجموعة واسعة من الانجازات”، مشيرة إلى أنّه “جرى استئصال الفساد وتخفيض البطالة وتوفير رعاية صحيّة ميسورة التكلفة، وتعزيز الإيرادات الزراعية وتسريع تطوير البنى التحتية”. وقالت حكومة مودي أنّ “التغييرات تهدف للصالح العام والأمن القومي لوقف التهديدات من باكستان والعناصر المعادية للوطن”.

وفعلياً، فإنّ المنطقة شهدت الكثير من حملات الاعتقال، كما جرى فرض حظر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “يوتيوب” و “واتسآب”، وجرى توجيه اتهامات إلى أشخاص بموجب قانون مكافحة الإرهاب الهندي، وذلك بسبب منشورات عبر مواقع التواصل.

كذلك، واجهت الصحافة في كشمير صعوبات كبيرة، إذ تعرض العديد من الصحفيين في المنطقة للترهيب والمضايقة والاستدعاء إلى مراكز الشرطة، وفي بعض الأحيان اعتقالهم. كما طبقت الإدارة سياسة إعلامية جديدة تسعى إلى ضبط التقارير الصحفية.

وبعد مرور عام على إلغاء الحكم الذاتي لكشمير، انتشرت قوات الأمن في كشمير ومدت الأسلاك الشائكة وأقامت متاريس على الطرق للحيلولة دون وقوع مظاهرات، وقالت الحكومة إن “التغيير كان ضرورياً لتنمية المنطقة ودمجها ببقية أجزاء الهند”. ووسط الإجراءات الأمنية، هاجم مسلحون الأربعاء قوات الأمن الهندية في كشمير بالقنابل والبنادق. وفي هذا الوقت، وضع مودي الحجر الأساس لمعبد الإله رام على أنقاض مسجد بابري في أيوديا شمالي البلاد، والذي جرى تدميره في العام 1992.

وكان المسلمون والهندوس يدعون ملكيتهم للموقع منذ عدة عقود، لكن المحكمة العليا منحته للهندوس، كما أنّ الخلاف حوله والممتد على مدى أكثر من قرن، يعتبر واحداً من أعقد القضايا التي تعامل معها القضاء الهندي. وفي إطار هذه القضية، منحت المحكمة العليا المسلمين قطعة أرض أخرى في أيوديا لبناء مسجد فيها.

الصين تستغل العمّال الإيغور وتقصّر بحق مواطنيها

بعد محاولاتٍ عدة في مواجهة أزمة كورونا، تواجه الصين تحديا قد يكون أكبر من الفيروس نفسه، وهو مواجهة الأزمة الاقتصادية القادمة، وفكرة ابتعاد العالم عن الصناعة الصينية التي تملأ منازل كل الناس في مختلف دول العالم.