أخبار الآن | مينسك – بيلاروسيا

منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، حافظت روسيا على علاقات وثيقة مع بيلاروسيا وأجرت تدريبات عسكرية مشتركة.

وفي تصاعد لحدة الخلاف بين بيلاروسيا وحليفتها روسيا، أعلنت بيلاروسيا، الأسبوع الماضي عن دخول قرابة 200 من المرتزقة الروس يشتبه في تخطيطهم لزعزعة استقرار الأوضاع خلال الانتخابات الرئاسية البيلاروسية.

واتهمت بيلاروسيا الخميس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة التي تعتبر مقربة من الكرملين بتدبير “أعمال إرهابية” فيها بعد اعتقال 32 روسيا قبل أيام من انتخابات رئاسية تعتبر صعبة للرئيس ألكسندر لوكاشنكو.

وقامت وكالة أنباء بيلتا الرسمية في بيلاروسيا، بنشر أسماء الروس الـ 33 المشتبه بهم، وذكرت تواريخ ميلادهم.

وعززت الأخبار، رواية روج لها في الأسابيع الأخيرة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ، الذي حكم بقبضة من حديد لمدة 26 عامًا ، مفادها أن السخط العام الواسع سببه التدخل الأجنبي، وليس قلة شعبيته.

وتعليقاً على الواقعة، قالت السفارة الروسية في مينسك، أن روسيا طلبت توضيحات بشأن هذه الاعتقالات، نافية أي علم بها.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه “لا يعرف شيئاً عن أي مؤامرة أو عن مرتزقة الفاغنر”، التي تشتبه بيلاروسيا بانتماء الموقوفين لها.

ولطالما كانت العلاقات بين روسيا والجارة بيلاروسيا متقاربة، بيد أن محاولات موسكو للتدخل في الانتخابات البيلاروسية خلقت توتراً كبيراً بين الجانبين وأفسدت صفو علاقتهما.

وما هو واضح، أن علاقات بوتين توترت بشكل خطير مع لوكاشينكو، الذي قاوم جهود روسيا بشكل فعال لدمج الدولتين في اتحاد تهيمن عليه موسكو.

ونشرت الحكومة البيلاروسية، مقطعاً مصوراً تضمن اعتقال السلطات البيلاروسية 33 مواطناً يشتبه بانتمائهم لمرتزقة الفاغنر الروسية، حيث كانوا يقيمون في منتجع بيلوروشوكا في العاصمة مينسك.

وأظهرت لقطات الفيديو، أن عناصر الفاغنر كانوا يحملون نقودا بالعملة السودانية وشريحة هاتف محمول سودانية، ونصوصاً مكتوبة باللغة العربية تشير إلى أنهم ربما كانوا يستخدمون بيلاروسيا كدولة عبور لعملياتهم في أفريقيا.

وقالت القناة في تقرير لها، أنهم  أثارتوا الشكوك بعد سلوك أفرادها المنضبط على الطراز العسكري.

ووثقت تقارير لمحققي الأمم المتحدة والجيش الأمريكي وصحفيين، أن مرتزقة الفاغنر التي يديرها يفغيني بريغوجين رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمعروف بطباخ بوتين شاركت في أعمال عسكرية في أوكرانيا وسوريا وأماكن أخرى، وأن معظمهم  محاربين قدامى في القوات المسلحة الروسية .

ولعل ما أكد هذا، الكاتب الروسي زاخار بريليبين الذي قاتل في شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا،  قال لوسائل إعلام روسية إنه تعرف على العديد من عناصر مرتزقة الفاغنر المعتقلين الذين أظهرهم التلفزيون البيلاروسي باعتبارهم من وحدته السابقة في مدينة دونيتسك الأوكرانية.

ووفقا للكاتب الروسي، فإن بعض الموقوفين كانوا رفاقه في الكتيبة ذاتها، وأنهم كانوا على ما يبدو متوجهين إلى مهمة في مكان آخر.

وقالت قناة على وسائل التواصل الاجتماعي يديرها مراسل حربي روسي، ويستخدمها غالبًا مرتزقة الفاغنر، إن الروس المعتقلين في بيلاروسيا، كانوا على الأرجح يتخذونها ممراً للمشاركة في مناطق الصراع في إفريقيا، حيث شارك مقاتلو الفاغنر بقوة في العمليات القتالية.

ولمناقشة التهديد الروسي، دعا الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو، إلى اجتماع لمجلس الأمن البيلاروسي الأسبوع الماضي.

ويقول النقاد إن هذا هو محاولة لتشتيت الانتباه، حيث يتخذه الرئيس البيلاروسي الذي يسعى إلى ولاية سادسة، ذريعة في مواجهة تعبئة مؤيدة للمعارضة غير معتادة، بالرغم من قمع المظاهرات واعتقال عدد من منافسيه.

 

الفاغنر في موزنبيق: يد تدّعي المساعدة وأخرى للنهب

 

وعقب إلقاء القبض على أقوى منافس له، فيكتور باباريكو، الرئيس السابق لبنك روسي، قال لوكاشينكو إنه أحبط مؤامرة دبرتها موسكو للإطاحة بحكومته.

لتأتي أنباء إلقاء القبض على مرتزقة روس بعد ساعات فقط من زيارة السيد لوكاشينكو لقاعدة عسكرية في بيلاروسيا، حيث تفاخر أمام عدد من ضباط الجيش وشرطة مكافحة الشغب بجهوده في إعادة بناء جهاز الأمن والدفاع في البلاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

ويميل لوكاشينكو في الأشهر الأخيرة شيئاً فشيئاً إلى الغرب، وخاصة منذ زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو إلى مينسك في فبراير شباط الماضي، كونها الزيارة الأولى منذ التسعينيات، لتعلن واشنطن تعيين واشنطن أول سفير لها في بيلاروسيا منذ أكثر من عقد.