أخبار الآن | موسكو – روسيا ( وكالات )

بينما تركز أمريكا على مشاكلها الداخلية وانتخاباتها الإشكالية وحربها الباردة الجديدة مع الصين، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لمغامرة جديدة تنتهي بابتلاع دولة جديدة هذه المرة وليست إقليماً، وهذه الدولة قد تكون روسيا البيضاء.

فعلى الرغم من كل التركيز المشروع على التوترات الأمريكية الصينية المتزايدة، فإن المفاجأة النائمة هذا الصيف للغرب من المرجح أن تظهر من روسيا فلاديمير بوتين، حسب تقرير لموقع CNBC.

وذلك لأن التناقضات الداخلية بين الطموح الدولي لروسيا والفساد الداخلي الذي ميز حكم بوتين دائماً، الذي هو الآن في عامه الحادي والعشرين، يقتربان بطريقة توفر له المزيد من الفرص والمخاطر، حسب التقرير.

إذ تتزايد الفاعلية لحكمه الاستبدادي، مع التحديث العسكري الذي يتضمن اختباراً تم اكتشافه حديثاً للأسلحة الفضائية المضادة للأقمار الصناعية، والتقدم الذي تم الإعلان عنه بشكل كبير في تقنيات تفوق سرعة الصوت، وعمليات الاستخبارات العالمية التي تستخدم بشكل فعال التكنولوجيا المتقدمة وجيش أقل تقنية من المرتزقة.

في الوقت نفسه، يستمر ضعف بلاده التي تعاني من الشيخوخة الديمغرافية والمتراجعة اقتصادياً في أعقاب انخفاض أسعار النفط.

إذ يتوقع البنك الدولي انخفاضاً بنسبة 6٪ في الناتج المحلي الإجمالي الروسي في عام 2020 في بلد كان به بالفعل 12.3٪ من سكانه، أو 18 مليون شخص، تحت خط الفقر.

الفرصة الأكبر تقدم لبوتين من الولايات المتحدة نفسها التي تشتت انتباهها بسبب انتشار الفيروس التاجي، والانكماش الاقتصادي الخاص بها، والاضطرابات العرقية، والانتخابات الاستقطابية والانقسامات مع أوروبا وداخلها.

وقد يشجع الخطر الداخلي بوتين على القيام بمغامرة في الخارج على غرار ضم القرم، ولكن بشكل أكبر.

ويواجه بوتين احتجاجات كبيرة ودائمة بشكل مدهش في مدينة خاباروفسك في أقصى الشرق الروسي، والتي استمرت في نهاية هذا الأسبوع.

 

 

يظهر استطلاع جديد لمؤسسة Levada أن 45٪ من الروس يقولون إنهم يوافقون على الموجة الأخيرة من الاحتجاجات المناهضة للكرملين، وأن خصوم بوتين يتطلعون إلى تحويل هذه الطاقة إلى شيء أكثر.

في مثل هذه الأزمات عادة حينما تبدو الأمور سيئة بالنسبة لموسكو، يلجأ بوتين إلى مغامرات في الخارج لترسيخ سيطرته المحلية.

لذا يجب على المرء أن يراقب مفاجأة من نوع الحرب الروسية الجورجية في أغسطس/آب 2008، والاستيلاء على شبه جزيرة القرم وضمها في عام 2014، والتدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية السورية من 2015 إلى الوقت الحاضر، أو أكثر انتخابية والتضليل في أوروبا وخاصة حول الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؟

هل يبتلع بوتين روسيا البيضاء؟

على هذا الصعيد، قد يكون المؤشر الأول لمغامرة بوتين هو الرد الروسي على انتخابات روسيا البيضاء التي ستبدأ يوم الأحد في 9 أغسطس/آب.

وتعد روسيا البيضاء البلد الأقرب عرقياً وثقافياً وتاريخياً لروسيا.

ويعتقد جانوش بوغاجكسي من مركز تحليل السياسات الأوروبية أن بوتين قد يستخدم “ذريعة الانتخابات والاضطرابات المتزايدة في روسيا البيضاء (بيلاروسيا) والرئاسة المتنازع عليها “كفرصة للعمل كمحرر وطني مع” آفاق تلوح في الأفق لدمج روسيا البيضاء في روسيا.

وبعد اعتقال 32 روسياً هذا الأسبوع في مصحة بالقرب من مينسك، اتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو المتعاقد العسكري فاغنر المرتبط بالكرملين بإرسال 200 من مرتزقته لزعزعة استقرار بلاده قبل انتخابه، حيث يواجه تحدياً من ثلاث مجموعات معارضة.

 

 

ما هو واضح هو أن علاقات بوتين توترت بشكل خطير مع لوكاشينكو، الذي قاوم جهود روسيا لدمج الدولتين بشكل فعال في اتحاد تهيمن عليه موسكو.

كان لوكاشينكو يتواصل مع أوروبا والولايات المتحدة، بما في ذلك زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في فبراير/شباط الماضي.

الأهم من ذلك كله، سوف يقاوم بوتين أي تآكل إضافي لقوة الكرملين في منطقته، وهو أمر قد يحدث بأي تقارب من قبل لوكاشينكو للغرب.

وقد يتحرك بوتين مثلما فعل في جورجيا وأوكرانيا.

يقول بعض المحللين إن شهية بوتين لمثل هذه المغامرة قد نفدت، ولكن حين يواجه صدمة مؤلمة قد تعود مجدداً هذه الرغبة إذا كانت قد اختفت.

وشجع الغرب بوتين على مثل هذه التصرفات من خلال عدم الوقوف أمامه، وتمثل ممارسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نموذجاً متطرفاً للهوان الغربي أمام بوتين.

ومثل فتوة فناء المدرسة الذي لم يشعر بعد بضربة خطيرة، فإنه سيواصل حياته في العمل على التراجع عن خطأ الانهيار السوفياتي بأي طريقة متاحة له، حسب تقرير CNBC.