أخبار الآن | الولايات المتحدة – BBC

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً حول طالب من سنغافورة يخضع للمحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تعامله مع مجموعة من عملاء الإستخبارات الصينية، واستخدامه موقع “لينكد إن” للتجسّس.

ويقول التقرير أنّ “جون وي يو، هو طالب دكتوراه، ورسالته كانت تتناول السياسة الخارجية الصينية، وكان تلقى دعوة لإلقاء كلمة أمام الأكاديميين الصينيين في بكين في العام 2015”.

وحاول العديد من الأشخاص التقرّب من يو، الذي عرف باسم “ديكسون”، وذلك بحجّة إنهم يعملون لصالح مراكز أبحاث صينية. وبحسب التقرير، فقد “أبلغ هؤلاء يو أنهم يريدون دفع المال له مقابل توفير تقارير سياسية ومعلومات”.

ويشير التقرير إلى أنّ “يو عرِف أن هؤلاء كانوا عملاء للإستخبارات الصينية، إلا أنه ظلّ على اتصال معهم، وقد طلبوا منه في البداية التركيز على دول في جنوب شرق آسيا، إلا أن اهتمامهم تركّز فيما بعد على الحكومة الأمريكية”.

وعمل يو الذي أصبح عميلاً صينياً، على الإيقاع بأمريكيين محدّدين، وقد استخدم موقع “لينكد إن” وشركة استشارات وهميّة وهوية أكاديمي مُحب للاطلاع كغطاء له. ووفقاً لوثائق المحكمة الأمريكية التي تم نشرها مع مذكرة إقراره بالذنب، فقد التقى يو العملاء الصينيين في عشرات المناسبات في أماكن مختلفة بالصين. وخلال أحد اللقاءات، طُلِب منه بشكل مُحدد الحصول على معلومات تخص وزارة التجارة الأمريكية، والذكاء الاصطناعي والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

استغلال “لينكد إن”

وخلال كل الفترة التي كان يعمل فيها كعميل صيني، أجرى يو اتصالات مهمّة عبر موقع “لينكد إن”، بعدما وجدَ فيه منصّة لاصطياد العديد من الأشخاص.

ولا يخجل المسؤولون الحكوميون السابقون وموظفو الجيش والمتعاقدون من نشر تفاصيل تتعلق بتاريخهم المهني على “لينكد إن”، في سبيل الحصول على وظائف مربحة في القطاع الخاص.

الأمرُ هذا يمثل كنزاً محتملاً لوكالات الاستخبارات الأجنبية. ففي العام 2018، حذر رئيس المركز الأمريكي لمكافحة التجسس من تصرف “شديد العدوانية” من جانب بكين ضد الموقع المملوك لشركة مايكروسوفت، والذي يعد واحداً من بين منصات وسائل الاجتماعي الغربية المحدودة غير المحظورة في الصين.

وكان كيفن مالوري الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي عوقب بالسجن 20 عاماً في مايو/ آيار الماضي، لكشفه عن معلومات عسكرية لعميل صيني، قد تم استهدافه في البداية من خلال “لينكد إن”. وفي العام 2017، ذكرت الاستخبارات الألمانية أن عملاء صينيين استخدموا شبكة “لينكد إن” لاستهداف 10 آلاف مواطن ألماني على الأقل.

وبالعودة إلى يو، فقد تم تكليف عدد من الأشخاص الذين استهدفهم الأخير من خلال “لينكد إن”، بكتابة تقارير لصالح “شركته الاستشارية” التي حملت اسم شركة بارزة قائمة بالفعل، ومن ثم تم إرسالها إلى العملاء الصينيين. وكان من بين الأفراد الذين تواصل معهم، شخص يعمل في برنامج مقاتلات إف -35 التابع لسلاح الجو الأمريكي، أقر بأنه يواجه صعوبات مالية.

كذلك، كان هناك شخص عمل ضابطاً بالجيش الأمريكي تم تكليفه بمهمة في البنتاغون، وتقاضي 2000 دولار أمريكي على الأقل لإعداد تقرير عن تأثير الانسحاب الأمريكي من أفغانستان على الصين.

وخلال العام 2018، نشر يو إعلان توظيف زائف لشركته الاستشارية، وقال إنه تلقى أكثر من 400 سيرة ذاتية وجاء 90% منها من “موظفين بالحكومة والجيش في الولايات المتحدة يملكون تصاريح أمنية”، وقد تم تمرير بعض منها إلى العملاء الصينيين.

ووفقاً لـ”BBC”، يقول ماثيو برازيل، مؤلف كتاب “التجسس الشيوعي الصيني: مقدمة استخباراتية”، إن “استغلال لينكد إن يُعد وقاحة، لكنه ليس مفاجئاً”، ويتابع: “أعتقد أن العديد من وكالات الاستخبارات حول العالم تستخدمه للحصول على مصادر للمعلومات، لأنه من مصلحة جميع رواد لينكد أن يضعوا تفاصيل سيرتهم المهنية بالكامل أمام الجميع، إنها أداة قيمة جداً في هذا المجال”.

ويعتبر برازيل أنّ “تكليف الأشخاص بإعداد تقارير استشارية، يمثل طريقة لاصطياد مصادر معلومات قيمة محتملة، وقد يتم إقناعهم فيما بعد بتقديم معلومات حساسة. إنها حقاً نسخة حديثة من الجاسوسية”.

بدوره، قال مساعد المدعي العام الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون ديمرز، إن “هذه القضية مثال على استغلال الصين انفتاح المجتمع الأمريكي، واستخدامها مواطنين غير صينيين لاستهداف الأمريكيين الذين لم يغادروا الولايات المتحدة قط”.

صدمة

ويوم الجمعة، اعترف يو بالإتهامات المنسوبة إليه وأقرّ بذنبه كونه كان “عميلاً غير قانوني لقوّة أجنبية”، وهو يواجه السجن لمدّة تصل إلى 10 سنوات.

أصداء الاعترافات هذه، وصلت إلى مؤسسة خريجي كلية لي كوان للسياسة العامة في سنغافورة، وقد أصيب الكثيرون بالصدمة بسبب ذلك.

تقول إحدى خريجات الكلية والتي طلبت عدم ذكر اسمها: “كان طالباً نشيطاً جداً في الفصل. كنت دوماً أراه شخصاً شديد الذكاء. غالباً ما كان يتحدث عن غياب العدالة الاجتماعية، وأن عائلته عانت مالياً حين كان طفلاً”.

ولفتت إلى أنها “وجدت صعوبة في أن تصدق أن الشخص الذي عرفته هو نفسه الذي اعترف بكونه مذنباً”.

خبير تقني: هكذا تخترق الصين هواتف الإيغور.. ونصائح لتفادي التجسس

قال الخبير التقني وأمن المعلومات الدكتور أشرف بني محمد  ان التقرير الذي نشرته شركة “لوك اووت” يحتوي على 52 صفحة، يتحدث عن مجموعة جديدة من برامج التجسس والتي تقودها مؤسسات مرتبطة بالحكومة الصينية والجيش الصيني، وهي عبارة عن سلالات أربع عائلات جديدة ان صح التعبير من البرامج الخبيثة.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

أكثر من 40 دولة تتهم كوريا الشمالية بانتهاك عقوبات الأمم المتحدة