أخبار الآن | شينجيانغ – الصين ( متابعات )

تروي أمينة مامتيمين، وهي مواطنة صينية من مسلمي الإيغور، قساوة المعاناة والتعذيب التي تطال هذه الأقلية المسلمة في الصين، من سوء المعاملة والإجبار على الإجهاض، بالإضافة إلى سجن الأزواج واختطاف الأبناء الصغار، وهي الظروف التي فرضت عليها الهرب من الصين في اتجاه ملجأ آمن تقضيه مع بعض من أبنائها، بعد أن تعذر عليها مرافقة كل صغارها.

وفق  تقرير صحيفة  “The Daily Mail” البريطانية، الأحد ، فإنه عندما أصبحت أمينة مامتيمين حاملاً منذ أربع سنوات، علمت أنها يجب أن تغادر البلاد وإلا سيُقتل طفلها، إذ صرحت للصحيفة قائلة “كنت سعيدة للغاية لأنني سأرزق بطفل، لكن كنت أيضاً خائفة جداً”.

ومثل كل شخص في مدينتها، كانت تعلم ما حدث للنساء الإيغور الحوامل اللاتي ألقى النظام الصيني القبض عليهن.

وتابعت: “يُجبرن على الإجهاض، ثم يُحرمن من إنجاب المزيد من الأطفال. حدث هذا للجميع تقريباً في الحي الذي أقطن فيه”.

ولدى أمينة (30 سنة) بالفعل أربعة أطفال، وهو أكثر من الحد المسموح بطفلين، ما اضطرها إلى الاختباء معهم في منزلهم بالقرب من مدينة هوتان في منطقة شينجيانغ. قالت: “لم أغادر البيت طوال عامين حتى كي أذهب إلى السوق”.

 

لذا، قرَّرَت العائلة الفرار من الحملات القمعية البشعة التي تمارسها بكين بحق المسلمين الأقلية في غرب الصين. كانت العائلة قد سجلت طفليها الثالث والرابع باسم أخت أمينة، لكنها علمت أنها لن تستطيع خداع مسؤولي الحزب الشيوعي مجدداً.

ولكن عندما تقدَّموا بطلب للحصول على وثائق السفر، لم تنجح سوى أمينة وابنتها الصغرى في الحصول على الأوراق المطلوبة. اتفقت مع زوجها قربانجان، أنها يجب أن ترحل أولاً حتى تنقذ الجنين الذي تحمله، ثم تتبعها بقية العائلة.

وقالت أمينة: “كنت حزينة للغاية لترك بلدي وأطفالي الثلاثة الآخرين. لقد بكيت كثيراًَ. لكنهم لم ينجحوا مطلقاً في مغادرة البلاد”.

و سُجن زوجها لمدة 15 عاماً، ليختفي بين معسكرات الاعتقال الصينية المشؤومة، ومراكز إعادة التأهيل، والسجون. ليس لدى أمينة أية فكرة عن مكان أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً.

قصة أمينة مفجعة. لكنها ليست استثناءً. كانت أمينة واحدة من بين 25 سيدة من طائفة الإيغور، في إسطنبول. فرت العديد منهن لإنقاذ أجنتهن أيضاً، ولديهن جميعاً قصص مأساوية عن سجن أقاربهن في معسكرات اعتقال.

هناك فقط 12 مليون شخص من طائفة الإيغور في الصين، وهم نقطة في بحر تعداد سكان الصين البالغ 1.4 مليار نسمة. لكن الحزب الشيوعي الصيني يحاول القضاء على ثقافتهم وتقاليدهم بوحشية تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

 

https://twitter.com/akhbar/status/1287018964699230208

 

وتعود هذه الأزمة إلى القرن الماضي عندما بدأ العديد من الصينيين من طائفة الهان الانتقال إلى إقليم الإيغور الغني بالموارد، والاستيلاء على الأراضي هناك. وكثف الرئيس الصيني المتشدد شي جين بينغ حدة قمع طائفة الإيغور بذريعة مكافحة الإرهاب بعد توليه السلطة في عام 2012.

واعتُقِلَ ما لا يقل عن مليون شخص وسط الحملة القمعية المشددة على إقليم شينجيانغ، وهناك العديد من نقاط التفتيش الشرطية المدعومة بتقنيات للتحكم في الاتصالات وحركة الأفراد. وفي واحدة من أكثر الجوانب المفزعة لهذا القمع، يُظهر تحليل جديد لبيانات رسمية كيف انخفض معدل المواليد في بعض المناطق مثل مدينة هوتان بنحو 60% خلال السنوات الثلاث الماضية فقط بسبب فرض إجراءات الحد من الإنجاب على نحو قاس.

و قالت العديد من النساء إنهن أُجبرن على توقيع أوراق للموافقة على تعقيمهن قبل أن يسمح للأطباء بتوليدهن بأمان في المستشفى.

 

مصدر الصورة: Getty

للمزيد: 

بين خطف المثقفين وإدماج الأطفال بدور الرعاية.. الصين تسعى لطمس هوية وثقافة الإيغور