أخبار الآن | إيران – France24

أثار كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني، نهاية الأسبوع الماضي، عن أنّ “25 مليون إيراني قد يكونون أصيبوا بفيروس كورونا”، ارتباكاً وقلقاً كبيراً في إيران، لا سيما أن هذا الرقم يفوق بأضعاف العدد الرسمي للإصابات المعلنة.

وجاءت تصريحات روحاني، السبت، التي قال إنها “تستند الى تقرير لقسم البحوث في وزارة الصحة، بعد 5 أشهر من إعلان السلطات تسجيل أولى حالات كوفيد-19 بعد وفاة شخصين في مدينة قم في جنوب البلاد”.

وبذلك، فقد بات روحاني أول مسؤول كبير يلمح إلى أنّ إيران قد تلجأ الى “مناعة القطيع” للقضاء على الفيروس الذي تعدّ إيران أكثر الدول تأثراً به في الشرق الأوسط. وفي اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة الجائحة، قال روحاني: “لم نحقق بعد المناعة الجماعية”.

ومع هذا، فقد تحدّث الرئيس الإيراني عن احتمال أن يكون 25 مليون شخص من السكان البالغ عددهم نحو 81 مليون نسمة، قد أصيبوا بكوفيد-19، محذراً من أنّه “يجب أن نتوقع أن ما بين 30 إلى 35 مليون آخرين معرضون لخطر الإصابة”.

وأعلنت إيران رسمياً عن تسجيل 284,034 إصابة و 15,074 حالة وفاة، حتى الخميس 23 تموز/يوليو. ويفوق عدد الإصابات المتوقعة بشكل كبير العدد الإجمالي المعلن للإصابات عالمياً، والبالغ حالياً أكثر من 15 مليوناً، وأعلى من دول تعد الأكثر تأثراً بالجائحة، مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

ومنذ تصريحاته في نهاية الأسبوع الماضي، لم يعاود روحاني التطرق الى هذه الأرقام. لكن عددا من المسؤولين قدموا تفسيراتهم بشأنها، وشرح بعضهم أن عدد الـ25 مليون شخص لا يؤشر الى الذين التقطوا العدوى، بل الذين كانوا “معرضين” لها واكتسبوا مناعة ضد “كوفيد-19”.

“خطأ استراتيجي” 

وأوضح نائب وزير الصحة لشؤون البحث والتكنولوجيا رضا مالك زاده ان “الأرقام كانت تقديرية استناداً الى بحث أجري في آذار/مارس الماضي، وشمل نحو 10 آلاف شخص في 13 الى 14 محافظة” من المحافظات الـ31 في إيران.

وقال في تصريحات نقلتها وكالة “إرنا” الرسمية الاثنين: “ثبت حتى الآن أن مناعة هؤلاء الأشخاص ثابتة، ما يعني انهم مثل من تمّ تلقيحهم”.

بدوره، قال النائب الآخر لوزير الصحّة علي رضا رئيسي أنّ “رقم 25 مليون شخص يستند الى فحوص الأمصال المخصصة عادة للأجسام المضادة، والتي تكشف ما إذا كان الفرد المعني قد تعرض لأي نوع من أنواع فيروس كورونا، وليس فقط كوفيد-19”.

وتابع: “في إيران والعالم، أجريت العديد من الدراسات بشأن كوفيد-19، ورقم الـ25 مليوناً هو نتيجة إحدى هذه الدراسات، ولا يجب ان يتم تحميله أكثر من ذلك”.

وأكّد رئيسي أنّ “إيران لا تعتزم القضاء على كوفيد-19 عبر مناعة القطيع التي تعني التوصل الى نسبة كبيرة من الأشخاص المحصنين ضد الفيروس عن طريق الإصابة أو اللقاح للحد من خطر عودة الوباء”.

وأضاف: “مناعة القطيع ليست بأي شكل من الأشكال جزءاً من استراتيجية إيران، والدول التي اعتمدت عليها ندمت في نهاية المطاف. لن تكون ثمة مناعة الى حين اكتشاف لقاح”.

ورداً على تلميحات بأن ذكر أرقام بهذا الحجم قد يثير القلق لدى الشعب الإيراني، اعتبر رئيسي أنّ “التركيز على أرقام كهذه هو خطأ استراتيجي”.

إلى ذلك، حذرت المتخصصة في علم الأوبئة الجزيئية في جامعة بازل السويسرية إيما هودكروف، من أن “رقماً مماثلاً هو ذو أهمية كبيرة، نظراً لأنه يفوق بأضعاف أي رقم سجّل في بلد آخر”.

وأوضحت لوكالة “فرانس برس” أنّ “نسبة إيجابيي المصل 30%  على مستوى البلد ككل، بحسب الأرقام المتوافرة، وإذا صحت، تكون أعلى بكثير مما عرفناه في أي بلد آخر”.

وأشارت الى أنه “لم يتم تسجيل أرقام مرتفعة الى هذا الحد سوى في المناطق المتضررة بشدة، مثل مدينة نيويورك الأمريكية ذات المساحة الجغرافية الأصغر والكثافة السكانية الأعلى مقارنة بإيران”.

وحذرت هودكروف من “استقراء أرقام فحوص الأجسام المضادة على مجموع السكان، لا سيما في حال كانت قد أجريت في المناطق الأكثر تضرراً من البلاد”.

أرقام “مرعبة” 

وانعكست تصريحات روحاني أسئلة وقلقاً لدى عدد كبير من المواطنين، لا سيما أنها بقيت دون شرح وافٍ. ففي أحد شوارع طهران، قال رجل أعمال في الـ50 من العمر قدّم نفسه باسم أشرفي: “الطريقة التي قدم بها السيد روحاني هذا الأمر (أي الأرقام)، تعني بطريقة ما أن كل السكان في إيران أصيبوا أو سيصابون بالفيروس”.

وسأل: “إذا، التزام الإجراءات الصحية كان من أجل لا شيء؟”، معتبرا أن الأرقام “مرعبة”. ورأى أشرفي أنه “كان الأجدى أن يتولى وزير الصحة سعيد نمكي تولي شرح الأرقام والانتقال نحو مناعة القطيع في البلاد”.

وأعرب مصفّف الشعر عاشقان دليري عن “اقتناعه بأن الأرقام واقعية و مخيفة بعض الشيء”، معتبراً أنّ تصريحات روحاني “تهدف الى مواجهة الناس للواقع وإخافتهم لكي يلتزموا بالبروتوكولات الصحية بشكل أكبر”، مشيراً إلى أنّ “مناعة القطيع قد تكون طريقة فاعلة لضبط تفشي الوباء، على رغم انها ستؤدي الى وفاة المزيد من الناس”.

في المقابل، شكك آخرون في بلوغ عدد الإصابات في إيران هذا الحد. وقال أستاذ الفنون رضائي: “حتى وإن كانت الأرقام مرتفعة الى هذا الحد، يصعب القبول بها نظرا الى أن الرئيس سبق له أن نفى بعض تصريحاته”، في إشارة الى ما أدلى به روحاني بعيد تسجيل الحالات الأولى في شباط/فبراير، حين طمأن ان “كل الأمور ستعود الى طبيعتها السبت”.

وبعد انتقادات تلك التصريحات، أوضح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن “ما قصده روحاني كان عودة آلية اتخاذ القرارات في مؤسسات الدولة الى مساراتها المعتادة”.

ناشطة إيغورية: الصين استخدمت كورونا كمبرر لاستعباد الإيغور

أكدت المديرة التنفيذية لحملة الإيغور في أمريكا “روشان عباس” ان الصين هي السبب في انتشار فيروس كورونا في أنحاء العالم، مشددة على ان الحزب الشيوعي الصيني استخدم فيروس كورونا كحجة لإجبار الإيغور على العمل بالسخرة في المصانع.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

الوفيات في إيران جراء كوفيد-19 تتخطى 15 ألفا