أخبار الآن | بغداد – العراق (غرفة الأخبار)

كالعادة إيران التي ترزخ تحت وطأة العقوبات والانهيار الاقتصادي تسعى إلى إيجاد حلول للاستفادة من كل التطورات الاقليمية. واستباقا لبعض القرارات التي قد تحصل من وراء زيارة الكاظمي للسعودية، برمجت زيارة لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى بغداد.

المعلن عن الزيارة اجراء مباحثات حول التوترات في المنطقة،  والعلاقات التجارية بين البلدين. غير ان الباطن لا تعلمه إلا إيران.

مراقبون للملف الإيراني وتداخلاته في المنطقة، يرجحون وجود علاقة متينة بين زيارة الكاظمي الى السعودية ومهندس الديبلوماسية الإيرانية جواد ظريف، ولعل أهمها محاولة طهران إغواء بغداد اقتصاديا ولربما سياسيا أيضا.

إيران التي تحاول ان تخرج من عنق الزجاجة..تعمل على فتح قنوات اقتصادية جديدة مع العراق خاصة أن إيران أقرت بحقيقة تراجع مستوى التبادل التجاري مع العراق إلى حدوده الدنيا مؤخرا، بسبب ظروف جائحة كورونا، لذلك تخشى أن يجد العراق بدلاء معوضين لها في المنطقة، ما يضر بحجم تأثيرها السياسي الكبير في هذا البلد.

ولعل زيارة الكاظمي للسعودية تشكل تهديدا كبيرا لطهران اقتصاديا وتجاريا بالدرجة الأولى.

خاصة أن زيارة الكاظمي للسعودية ستبدأ الاثنين يسبقها وصول وفد من المجلس التنسيقي بين البلدين برئاسة وزير المالية العراقي علي علاوي ووزراء آخرين مضيفاً أن زيارة الرياض ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والاستثمار كما سيتم الإعلان خلالها عن افتتاح معبر عرعر الحدودي مع السعودية. وهو ما تعتبره طهران أزمة لاقتصادها المنهار بفعل العقوبات وكورونا وسوء ادارة طهران لأموالها التي تسخدمه في التدخل في دول الجيران والاسلحة الباليستية.

زيارة ملغومة بالملفات الحيوية:

وأهمها كذلك ملف الجماعات الموالية لطهران في العراق. إذ قال مصدر حكومي عراقي إن الحكومة العراقية جادة في حصر السلاح والتعامل مع المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والخارجة عن القانون.. منوهاً الى ان الكاظمي سيتحدث مع الإيرانيين ويطلب منهم رفع يدهم عن بعض المجاميع المرتبطة بهم أو الذين يدعمونها

و عن زيارة إيران كشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية عن عزم بغداد تقديم طلب لطهران بشأن الميليشيات المسلحة الموالية لها في البلاد..

ولكن بعيدا عن لغتها الدبلوماسية الناعمة، لا يبدو أن إيران تنوي تخفيف الضغط على الكاظمي في ملف علاقات العراق بالولايات المتحدة عسكريا ما يؤكده الإعلان الحديث الذي أصدرته ميليشيا النجباء العراقية التابعة للحرس الإيراني، عن قرار موحد لدى الميليشيات التابعة لإيران بمواجهة القوات الأمريكية في العراق.

وكشف سلوك إيران “الشبه الدبلوماسي” هذا عن حجم المصاعب التي تعانيها على مستوى السياسة الخارجية مؤخرا، وهي تلاحظ أن رئيس الوزراء العراقي الجديد ينظر غربا، بعدما اعتاد معظم أسلافه الاهتمام بالجارة الشرقية “إيران” إلى حد الإفراط كما حصل مع نوري المالكي على سبيل المثال، أو إلى حد الاستسلام كما حدث مع عادل عبدالمهدي.

زيارة مثقلة بالملفات الحيوية..تضعها طهران على عاتق وزير خارجيتها جواد ظريف..ليجد للحكومة مخرجا في وقت يئنّ فيه النظام من تبعيات المرحلة الراهنة..فهل ينجح ظريف في تبييض وجه ايران امام العراقيين والعراق؟

مصدر الصورة: أ ف ب

إقرأ أيضاً:

إيران تُهدّد الشرق الأوسط بـ”عدوانيتها“.. هكذا تستغلّ ترسانتها الصاروخية لإبراز قوتها