أخبار الآن | الصين – foreignpolicy 

نشرت مجلّة “فوريس بوليسي” الأمريكية تقريراً، سلطت فيه الضوء على الإنتهاكات الفظيعة التي تتعرّض لها أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ – الصين، والتي تستوجب صحوة دولية بشكل كبير.

وقال التقرير أنّ “أمرين مثيرين للقلق قد يؤديان إلى جعل العالم يستفيق على حجم الفظائع التي ارتكتب بحقّ الإيغور. فالأول هو تقرير موثوق يبرز لجوء الحزب الشيوعي الصيني إلى التعقيم والإجهاض الإجباري للنساء من الإيغور، في حين أنّ الامر الثاني فيتعلق بضبط سلطات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، قبل أسبوعين، شحنة منتجات صينية مصنوعة من شعر بشري، تمّ تحضيرها في معسكرات الاحتجاز بمقاطعة شينجيانغ حيث يتم اضطهاد أقلية الإيغور”.

وذكر التقرير أنّ “أكثر من مليون شخص من الإيغور يقبعون في معسكرات الاعتقال القسري والسجون ومصانع العمل بالسخرة، ويخضع جميع هؤلاء للتعذيب وغسيل الدماغ والاعترافات القسرية، فضلاً عن الاساءة والاغتصاب وحتى القتل”. وقال ناجون من هذه المعتقلات أنهم “تعرضوا للصعق بالكهرباء والإغراق في المياه والضرب المتكرر، كما جرى حقنهم بمواد مجهولة”.

كذلك، يقول التقرير أيضاً أنه “جرى تصميم هذه المعسكرات لإحداث أذى جسدي ونفسي خطير لدى أفراد أقلية الإيغور، فضلاً عن كسر عقليتهم، وضرب جذورهم وروابطهم وإزالة أصولهم”، معتبراً أن “منع ولادات الإيغور بشكل منهجي يظهر نية واضحة للقضاء على شعب الإيغور بأكمله”.

ولفت التقرير إلى أنّ “سلطات شينجيانغ هدفت خلال السنوات الماضية إلى إحباط الإنجاب لدى النساء بشكل كبير، إذ حصلت حملة تعقيم جماعي للإناث مدعومة بتمويل من الدولة”. وفي هذا السياق، فإنّ الكثير من المعطيات تبرز أن النمو السكاني الطبيعي في شينجيانغ تراجع بشدّة، كما أنّ معدلات النمو في أكبر مقاطعتين للإيغور المسلمين انخفضت بنسبة 84% بين عامي 2015 و2018 وبنسبة أكبر في 2019، وذلك وفقاً لتقرير للباحث الألماني أدريان تسنتس، الذي لفت إلى أنّ “وثائق تعود لعام 2019 كشفت عن خطط لحملة تعقيم جماعي للإناث تستهدف 14% و34% من جميع النساء المتزوجات في سن الإنجاب في مقاطعتين للإيغور”.

وأوضح أنّ “الحملة استهدفت على الأرجح تعقيم نساء الإيغور في الريف اللواتي أنجبن 3 أو 4 أطفال، وبعض النساء اللواتي أنجبن طفلين أي ما يعادل 20% على الأقل من جميع النساء في سن الإنجاب”. وذكر أن “شينجيانغ خططت لإخضاع ما لا يقل عن 80% من النساء في سن الإنجاب في مقاطعاتها الأربع الجنوبية لجراحات منع الحمل سواء بتركيب لولب في الرحم أو عمليات تعقيم وذلك بحلول العام 2019″، كما كشف أنّ “80% من عمليات تركيب لولب في الصين عام 2018 أجريت في شينجيانغ في حين لا يعيش في الإقليم سوى 1.8% من تعداد السكان”.

ومع اعتقال رجال الإيغور وتعقيم النساء، فإنّ سلطات الحزب الشيوعي الصيني في شينجيانغ تفصل أطفال الإيغور عن عائلاتهم بشكل متعمد، وهو ما يعتبر بالإبادة الجماعية الثقافية. وبحسب التقارير، فإن “الصين قررت بناء عدد كبير جداً من المدارس الداخلية، ونقل أطفال الآباء المحتجزين بها بعيداً عن عائلاتهم، مبررة ذلك بقولها “إن هذه المدارس أفضل لهم من آبائهم في التعلم”.

المراقبة الشديدة

ومع ذلك، يسلط تقرير “فورين بوليسي” الضوء على استغلال الصين للتكنولوجيا لضرب شعب الإيغور. فلتسهيل المراقبة، تعمل شينجيانع تحت نظام إداري معين، إذ تنقسم المدن والقرى إلى مربعات تضمّ حوالى 500 شخص، ويحتوي كلّ مربع على مركز شرطة يراقب السكان عن كثب وذلك عن طريق مسح بطاقات الهوية والوجوه وعينات الحمض النووي وبصمات الأصابع والهواتف المحمولة بانتظام. ويتم استكمال هذه الطرق بتطبيق يُعرف باسم منصة العمليات المشتركة المتكاملة، وهي منصة للشرطة لجمع البيانات الشخصية جنباً إلى جنب مع البيانات من كاميرات التعرف على الوجه وغيرها من أدوات المراقبة، ثم تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد فئات من سكان شينجيانغ للاعتقال. كذلك، فإن هذه المنصة تعمل على مراقبة الأشخاص بأسمائهم وأشكالهم، وسلوكياتهم، وتحركاتهم، وحتى إذا ما كانوا يطالبون الآخرين بالصلاة، أو باستخدام تطبيقات معينة للهواتف الذكية لا يمكن للحكومة مراقبتها.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بدأت في الإبلاغ عن المنصة التي تستخدمها الشركة الصينية في أوائل عام 2018، وقد وجدت أنّ الشرطة تستخدمها لإدخال مجموعة واسعة من المعلومات الشخصية عن الأشخاص الذين تستجوبهم، بما في ذلك الطول، ونوع الدم، وأرقام لوحات الترخيص، ومستوى التعليم، والمهنة، والسفر حديثاً، وحتى قراءات عدادات الكهرباء المنزلية، والبيانات التي يمكن استخدامها بواسطة الخوارزمية التي تحدد مجموعات الأشخاص التي ينظر إليها بعين “الاشتباه”. كذلك، تتراوح المعلومات التي يجمعها تطبيق منصة العمليات بين فصيلة دم الأشخاص وطولهم، مروراً بـ “وسطهم الديني” وانتمائهم السياسي. وتستهدف منصة الشرطة جمع البيانات الخاصة بـ 36 فئة من الأشخاص، تشمل من توقفوا عن استخدام الهواتف الذكية، ومن لا “يختلطون بالجيران”، ومن “جمعوا المال أو المعدات بحماسة للمساجد”.

وتتتبّع منصة العمليات الجميع في شينجيانغ، وتراقب تحركات الأشخاص عبر تتبع هواتفهم ومركباتهم وبطاقات هوياتهم. كما تتتبّع استخدام الناس للكهرباء ومحطات الوقود. ووجدت “هيومن رايتس ووتش” أن النظام وبعض نقاط التفتيش في المنطقة يعملان معاً لتشكيل سلسلة من الأسوار الافتراضية أو غير المرئية. ومع هذا، تُقيّد حرية تنقل الأشخاص بدرجات متفاوتة اعتماداً على مستوى التهديد المتصّور من قبل السلطات بشأنهم، وفقاً لعوامل مبُرمجة في النظام.

نساء الإيغور يخضعن لاغتصاب يومي وجماعي وحقن تمنع الحيض وتسبب العقم للرجال​​​​​​​

لم تقتصر ممارسات السلطات الصينية على المعسكرات التي تحولت الى أكبر معتقلات تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب و تسعى من خلالها السلطات الصينية إلى تدمير هوية الإيغور والغائهم.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

الصين تسجل 10 إصابات جديدة بفيروس كورونا