أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (سامي زرقة)

لا يعيش الإيرانيون داخل بلادهم بمعزل عن قمع نظامهم المتنامي في المنطقة وخصوصاً في العراق وسوريا واليمن.. فمن يطالب بحقوقه ويسأل عن أداء نظامه هو عدو للوطن ويخدم أجندة خارجية يستحق الموت من أجلها بنظر سلطات النظام الإيراني.

لا تتوقف حلقات قمع النظام الإيراني بحق شعبه وقمعه له ولا سيما المعارضين منهم، كان آخرها حكم المحكمة العليا الإيرانية بإعدام ثلاثة متظاهرين بتهمة قيادة أعمال الشغب، فيما تم تنفيذ الحكم ذاته بحق متقاعد إيراني، تقول طهران إنه مد الولايات المتحدة بمعلومات حساسة.

نشطاء أطلقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة الكترونية رفضاً لأحكام الإعدام التي تنفذها السلطات الإيرانية، وعبروا عن سخطهم من أحكام الإعدام المتكررة التي تصدرها طهران بحق معارضين لها، كما دشنوا وسماً عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” بعنوان #إعدام_نكنيد والتي تعني أوقفوا الإعدامات، والتي وصلت الى أعلى قمة التداول في الموقع.

وتخطّط إيران لتنفيذ حكم الإعدام بحقّ إيراني آخر، هو محمود موسوي مجد، أدين كذلك بتهمة التجسس عبر تقديم معلومات للولايات المتحدة واسرائيل حول تحركات الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل بضربة أمريكية في بغداد في كانون الثاني/يناير.

بيد أن قمع النظام الإيراني لا يتوقف عند أحكام الإعدام بحق المعارضين، بل يتعداه إلى كل نواحي الحياة بما فيها الانترنت، حيث أفادت منظمة نت بلوكس Netblocks التي تُراقب حرية الإنترنت في مختلفِ دول العالم، الخميس، بتعطُّل الإنترنت في محافظة خوزستان (جنوب غربي إيران)، منذ الـ10 مساءً بالتوقيت المحلي، وبالتزامن مع الاحتجاجات في بهبهان، إحدى مدن المحافظة.

وأصدرت شرطة مدينة بهبهان بياناً في الساعات الأولى من فجر الجمعة تقول فيه إنها قامت بـ”التصدي الحاسم للتحرکات الاحتجاجية” في المدينة، محذرةً المواطنين من أنه يجب الامتناع عن أي تجمُّع قد يصبح ذريعة للحركة المعادية للثورة الإسلامية”، وفقاً لإيران إنترناشيونال.

في السياق، قال شهود عيان لرويترز إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع، الخميس، لتفريق متظاهرين مناهضين للمؤسسة الحاكمة تجمعوا في مدينة بهبهان في جنوب غرب البلاد، وأضافوا أن مدناً أخرى تشهد وجوداً كثيفاً لقوات الأمن.

فيما أفادت مصادر إيرانية بقيام استخبارات الحرس الثوري الإيراني باعتقال عدد من المتظاهرين في مدينة مشهد بعد دعوات للتظاهر الجمعة للمطالبة برحيل النظام، كما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن قوات الأمن ألقت القبض على عناصر رئيسية من جماعات المعارضة… كانت تشجع الناس على الاحتجاج يوم الجمعة في إقليم خرسان رضوي بشمال شرق البلاد.

لقد فشل النظام الإيراني حتى الآن في تبني مبادرات الانفتاح على حركات المعارضة وإجراء حوار جاد معها، ما سيجعل مجالات الاختيار أمامه محدودة أكثر فأكثر في المستقبل، أمر قد يدفع الثورة الشعبية لأن تصبح البديل لإحداث التغيير مهما طال الزمن وتعددت وسائل القمع، ولذا سيظل ميدان معركة التغيير السياسي في إيران مفتوحاً على كل الاحتمالات.

مصدر الصورة: GETTY IMAGES

اقرأ المزيد:

المعارضة الإيرانية تنظم أكبر تجمع عالمي افتراضي “لفضح النظام”