أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (سامي زرقة)

ألقت الشرطة في كوريا الشمالية القبض على ستة رجال أثناء محاولتهم الفرار إلى كوريا الجنوبية, وسط تزايد محاولات الفرار هذه الأيام بسبب الفقر الشديد الذي يعيشه الكوريون الشماليون في ظل الأحكام التعسفية التي يفرضها نظام كيم جونغ أون.

تواجه مجموعة من ستة رجال اعتقلوا في كوريا الشمالية عقابا قاسيا لمحاولتهم الفرار من البلاد , في ذكرى وفاة مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ في 8 يوليو / تموز

تعتبر مغادرة كوريا الشمالية بصورة غير مشروعة جريمة خطيرة، لكن أن تكون في ذكرى شخص من سلالة كيم في بيونغ يانغ وهو جدّ الزعيم كيم جونغ أون، فذلك جريمة كبرى في نظر السلطات في كوريا الشمالية.

إدارة الأمن في كوريا الشمالية تحقق حالياً مع الرجال الستة من مقاطعة ريانغجانغ ، ويعتقد أنهم توجهوا إلى كوريا الجنوبية عن طريق الصين وربما دول أخرى ، وهو الطريق الذي سلكه أكثر من 30 ألف لاجئ من الشمال على مر السنين، حيث اعترفوا بأنهم حاولوا مغادرة كوريا الشمالية إلى كوريا الجنوبية.

رغم أن أفراد المجموعة كانوا يأملون بالعبور إلى الصين تحت جنح الظلام، إلا أن وشاية من قبل أحد السكان المحليين في مقاطعة كيمجونغسوك أوقعتهم في كمين للشرطة التي اعتقلتهم وسلمتهم لإدارة الأمن في كوريا الشمالية.

في تقرير صدر في أكتوبر 2019 عن لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية HRNK ومقرها واشنطن، قدر إجمالي عدد المهاجرين من كوريا الشمالية بين عامي 1990 و 2018 والذين يغادرون ولا يعودون أبداً.. بأكثر من خمسين ألفاً.

وأشار التقرير إلى أن مكتب الإحصاء الأمريكي في عام 2010 قدر الهجرة الإجمالية من كوريا الشمالية بحوالي 40 ألف شخص ، مع تقدير لجنة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية بأن أكثر من 10 آلاف فروا بين عامي 2010 و 2018.

تقرير الشبكة الوطنية لحقوق الإنسان ذكر أن العبور غير القانوني للحدود من كوريا الشمالية إلى الصين بلغ ذروته ليصل حوالي 100 ألف سنوياً في عام 1998 أو 1999 خلال فترة المجاعة والانهيار الاقتصادي في كوريا الشمالية، مع انخفاض أعدادها بشكل مطرد منذ ذلك الحين. وعاد معظم هؤلاء إلى كوريا الشمالية إما بموافقتهم الخاصة أو تم ترحيلهم من قبل السلطات الصينية.

من بين أكثر من 50 ألف شخص لم يعودوا إلى كوريا الشمالية ، انتهى أكثر من 33 ألفاً منهم في كوريا الجنوبية منذ عام 1998 وفقاً لإحصاءات وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، بما في ذلك أكثر من 12 ألفاً بين عامي 2011 و 2019.

بلغ عدد الكوريين الشماليين الذين يدخلون الجنوب للبحث عن ملجأ ذروته عند أقل بقليل من 3 آلاف شخص في عام 2009 واتجهوا نزولاً إلى أكثر بقليل من ألف شخص في عام 2019.

زيادة تدقيق

اعتقلت الشرطة في ريانغجانغ مواطنين آخرين بتهمة ارتكاب جرائم أقل شدة في اليوم نفسه ، حيث يبدو أن السلطات تتخذ إجراءات صارمة بشكل متزايد ضد المواطنين مع أفراد العائلة الذين فروا من كوريا الشمالية .

كما اعتقلت قوات الأمن أحد سكان هايسان بعد أن اكتشفت وبواسطة معدات تجسس, أنه كان يتحدث إلى عائلته في كوريا الجنوبية على هاتف غير مرخص من قبل سلطات بيونغ يانغ.

بعملية بحث بسيطة ندرك أن ما يدفع السكان للهجرة أو للهرب من كوريا الشمالية هو مصاعب الحياة في ظل نظام أمني مرعب إضافة إلى التداعيات الاقتصادية لفيروس كوفيد-19.

كما أن قطعَ تدفق بعض السلع من الصين، وكذلك حرمان كوريا الشمالية من السوق الصينية الكبيرة لمنتجاتها الخاصة، كان كارثياً بالنسبة لمواطني كوريا الشمالية الذين يكسبون رزقهم في اقتصاد السوق الناشئ ، علاوة على ذلك ساهم إغلاق الحدود بين بيونغ يانغ وبكين بسبب كوفيد-19 في تفاقم معاناة الكوريين الشماليين.

في ظل الرقابة المشددة والقمع الذي تمارسه سلطات بيونغ يانغ بحق المواطنين هناك, يبدو أنه ليس أمام السكان من خيار سوى المخاطرة بالاتصال بأقاربهم في العالم الخارجي للحفاظ على معيشتهم ، ويوجد لدى العديد من العائلات في المناطق الحدودية أقارب يعملون خارج الدولة، ويرسلون لهم تحويلات تساوي عدة أضعاف ما يمكن أن يكسبونه في كوريا الشمالية.. بعض هذه التحويلات تأتي من كوريا الجنوبية عبر الصين من خلال وسطاء يقومون بترتيب تحويل الأموال بنسبة كبيرة من المبلغ المرسل.

لكن هذه الأيام تم توزيع أحدث المعدات على السلطات الأمنية في جميع أنحاء المنطقة الحدودية بين كوريا الشمالية والصين، للكشف عن الاتصالات غير القانونية حيث تم القبض على العديد من السكان الذين اعتادوا الاتصال بالعالم الخارجي عبر الهاتف غير القانوني وهم قيد الاحتجاز الآن، إذ أصبح القمع والمراقبة على الاستخدام غير القانوني للهواتف الآن أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى.”

مصدر الصورة: GETTY IMAGES

اقرأ المزيد:

فوضى في كوريا الشمالية: شقيقة كيم جونغ أون تخرق القاعدة الرئيسية في البلاد