أخبار الآن |  هولاندا 

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى تحقيق مصالحة حقيقية بعد مرور ربع قرن على الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا، حيث “لا يزال السلام في البوسنة والهرسك هشا”، مؤكدا أن “مواجهة هذا الماضي خطوة حيوية نحو إعادة بناء الثقة”.

جاء ذلك في رسالة فيديو، مساء  الخميس، بمناسبة الذكرى السنوية لأسوأ جريمة وقعت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. أضاف: “لا يمكننا أن نتوقف عن العمل من أجل مصالحة حقيقية. نحن مدينون بذلك لضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتشا، والناجين، وشعب البوسنة والهرسك، وجميع البشرية”.

وتكريما لذكرى آلاف الرجال والفتيان المسلمين الذين قتلوا بوحشية في مذبحة 11 تموز/يوليو 1995 خلال حروب البلقان، تعهد غوتيريش “بألا ينساهم العالم أبدا”.  ودعا الأمين العام الناس في المنطقة وخارجها إلى التصدي لخطاب الكراهية والخطاب المثير للانقسام وروايات عدم الثقة والخوف.

” ليلى برنيافوراتس ” وهي بوسنية طردها الصرب من منزلها وهي اليوم لاجئة في هولندا، تحمل في أعماقها مرارة المذبحة، مرارة تحدثت عنها في مقابلة مع أخبار الآن نظمتها الزميلة جنان موسى المهتمة بهذا الملف الانساني، وكانت  لها مقابلة سابقة مع ناجية من المذبحة.

شهادات لأخبار الآن من البوسنة لبعض من عايشوا مذبحة سيربرينيتسا

بحسرة كبيرة وبألم أكبر،  تحدثت ” ليلى” بمشاعر وصفتها متضاربة بين الحزن العميق والذكريات الراسخة فيها وبين الرغبة في التجاوز والمضي قدما في الحاضر والمستقبل. وكلها أمل بألا تتكرر المذبحة او الابادة الجماعية في حاضرنا وفي مستقبلنا القريب او البعيد ، وقالت “أظن أنه من المهم أن نكون على دراية كاملة بتاريخنا، و لكننا يجب أن نركز على الحاضر و المستقبل لأننا جميعاً بحاجة لبعضنا البعض لكي نتعافى ونتعلم ونجعل هذا العالم مكاناً أفضل”.

اللقاء معها وعلى قصره نسبيا , إلا انها حاولت خلاله اختزال الماضي في الحاضر , ودعت إلى أن نفكر جميعا ونعمل معاً لمنع وقوع حادثة مماثلة مجدداً , وألا نسمح بأن يعيش أي شخص في وضع من الممكن أن يعرِضه ليصبح ضحية لمثل هذه الجرائم ، كما دعت ” ليلى” الجميع في العالم بأكمله بأن ينظروا إلى بعضهم البعض على أنهم بشر قبل كل شيء، و أن هؤلاء البشر لهم حقوق و أننا جميعاً متساوون.

” ليلى ” التي كانت شاهدة على قساوة الصرب، قالت لأخبار الآن إن مجرد التفكير في المذبحة يجعلها تشعر بالقشعريرة.

وبالرغم من مرارة الذكرى، إلا أن ” ليلى” تحاول ان تتجاوز الأمر , حيث قالت  : “نحن نحاول معًا أن نجعل هذه الحادثة جزءًا من التاريخ الهولندي فهذه الحادثة لا تخص التاريخ البوسني فحسب، بل تخص التاريخ الهولندي أيضاً حيث أنها أصبحت صفحة سوداء في تاريخ دولتنا بسبب الإبادة الجماعية التي حصلت هناك . أولئك الأشخاص المسؤولون عن هذه الجريمة تمت محاكمتهم ومعاقبتهم بالفعل و هم الصرب بالتأكيد و تم إثبات ذلك بالقانون و قام القضاء بالحكم عليهم بتهمة الإبادة الجماعية , ولذلك فإنني أقول بأنها تعتبر صفحة سوداء في تاريخنا جميعاً . لقد قلنا بعد الحرب العالمية الثانية إن مثل هذه الجرائم لن تحصل أبداً , ولكنها حدثت مرة أخرى بعد 50 عاماً في البوسنة وتحت مرأى الجميع, والأمر لم يكن بمثابة حادثة لم يعلم عنها الجميع . هناك العديد من الأخطاء التي وقعت، ووقع ضحيتها حوالى 8372 شخصا ممن فقدوا حياتهم , ولذلك فإن هناك أجيال من النساء قد فقدوا واحداً على الأقل من أفراد عائلاتهم سواءً كانوا أولادهم أو آبائهم أو إخوانهم أو أجدادهم وعندما يموتون، فإن تاريخهم بالكامل سوف يختفي لأنه لن يوجد أحد من أفراد عائلاتهم سوف يعيش من بعدهم, فإذا كانت لديك إبنة أو طفل صغير، فإن عائلتك سوف تستمر , وإلا فإن عائلتك بالكامل قد اختفت من الوجود في ذلك اليوم ، الذي يصادف 11 يوليو 1995″.

وأكدت ” ليلى” رغم المشاعر الأليمة التي كانت بادية عليها خلال المقابلة، أنه من المهم جداً بعد 25 سنة بأن نفكر كيف يمكننا أن نتعافى من هذه الحادثة و كيف يكون بإمكاننا بأن نتحمل المسؤولية عن هذه الحادثة,  وكيف يكون بإمكاننا أيضاً أن نمنع وقوع حادثة كهذه مرة أخرى في أماكن أخرى حول العالم , لأنه لا يجب أن يمر أي إنسان بمثل هذه الأمور الفظيعة . ومن المهم أن ندرك ذلك في نفس اللحظة حاجة هؤلاء الأشخاص الى أن تتم حمايتهم، وليس قبل فوات الأوان.”

مصدر الصورة: أخبار الآن

اقرأ أيضا:

بالصور..البوسنة تحيي الذكرى الـ 25 لمذبحة سربرنيتشا عام 1995