أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية (وكالات)

فرضت الولايات المتحدة الخميس عقوبات على مسؤولين صينيين كبار وطالبت بوقف الانتهاكات “المروّعة” التي يتعرّض لها الإيغور وغيرهم من المسلمين من أبناء الشعوب التركية.

https://twitter.com/USTreasury/status/1281250193791475715

 

وبموجب بيان صدر عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، سيحرم ثلاثة مسؤولين صينيين من الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة بينما سيتم تجميد جميع الأصول التي يملكها المسؤولون المستهدفون في الولايات المتحدة.

وأفاد بومبيو أن الولايات المتحدة اتّخذت الخطوة كرد على “الانتهاكات المروّعة والممنهجة” في الإقليم الواقع في غرب البلاد والتي تشمل العمالة القسرية وعمليات اعتقال واسعة النطاق وتحديد نسل قسري.

وقال بومبيو في بيان “لن تقف الولايات المتحدة متفرجة بينما يرتكب الحزب الشيوعي الصيني انتهاكات لحقوق الإنسان تستهدف الإيغور والكازاخ وأفراد أقليات أخرى في شينجيانغ”.

أحد المستهدفين بالعقوبات سكرتير الحزب الشيوعي في منطقة شينجيانغ “تشين كوانغيو” الذي يعد مهندس سياسات بكين المتشددة تجاه الأقليات.

وشملت العقوبات كذلك مدير مكتب الأمن العام في شينجيانغ زانغ مينغشان والقيادي الشيوعي الرفيع السابق في المنطقة تشو هايلان.

كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مالية على شخص رابع هو هيو لويجون، وهو مسؤول أمني سابق في شينجيانغ، لكن دون فرض قيود على حصوله على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.

ويشير شهود عيان ومجموعات حقوقية إلى أن الصين اعتقلت أكثر من مليون من الإيغور وغيرهم من أفراد الأقلية التركية المسلمة في شينجيانغ في إطار حملة واسعة النطاق لإجبار الأقليات على التجانس مع المجتمع.
ووصف بومبيو الوضع خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت الخميس بأنه “وصمة القرن” وسبق أن شبهه بالمحرقة النازية.
وأعلن بومبيو مؤخرا فرض قيود على منح تأشيرات لمسؤولين صينيين على خلفية ملف التيبت وحملة بكين الأمينة في هونغ كونغ، دون أن يسمي الشخصيات المستهدفة.

يأتي ذلك بينما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ممثلين عن الإيغور وضعوا رهن المحكمة الجنائية الدولية وثائق تبرهن على تعرضهم لانتهاكات من قبل السلطات الصينية.

الهدف من هذا الإجراء الاستعانة بالقانون الدولي للمطالبة بإجراء تحقيق رسمي حول القادة الصينيين في مزاعم بانتهاك حقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور.

وتقول الصحيفة أن الإيغور يؤكدون أنهم تعرضوا ومنذ فترة طويلة لسوء المعاملة في إقليم شينجيانغ الواقع في أقصى غرب الصين، والوثائق التي تم وضعها أمام المحكمة الجنائية الدولية تتضمن قائمة من المسؤولين كانوا مسؤولين عن حملة الانتهاكات ومن بينهم الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينج.

من هو تشين كوانغيو  مهندس معسكرات الاعتقال؟

اتخذت الحكومة الصينية معسكرات الإيغور كوسيلة قمع تمارسها على الإيغوريين منذ عام 2017 كجزء من الحرب على الإرهاب، التي أعلنت عنه في عام 2014. وتم إنشاؤها تحت إدارة الأمين العام شي جين بينغ وقادها سكرتير الحزب الشيوعي تشين كوانغيو. فمن هو هذا الأخير؟

هذه الشخصية تعد المحرك الاساسي في ملف الإيغور، فإن أردت أن تبحث في محرك البحث غوغل على كلمة الإيغور أو معسكرات الاعتقال، فتأكد أن اسمه سيكون موجودا ضمن قائمة مواد البحث التي تحصل عليها.

المسؤول الصيني هذا يلقب بمهندس معسكرات الاعتقال المخصصة لأقلية الإيغور وقد مسك المعسكرات ومنطقة شينجيانغ بقبضة من حديد. ففي عهده لم يتم الإبلاغ عن أي هجمات إرهابية في شينجيانغ منذ عام 2017، وذلك لأنه كان شديدا وكانت له عيون في كل أنحاء المنطقة.

شخصية لا تكاد تنام ليلا ولا نهارا، همه الوحيد أن تكون الأقليات المسلمة تحت ناظريه، أوامره يلقيها ولا ينتظر تكرارها لتنفذ. هو سياسي صيني عرف ببطشه وقوته في تنفيذ ما تمليه عليه سياسيات الحزب الشيوعي.

هو ايضا أمين الحزب الشيوعي الحالي لمنطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم وعضو في المكتب السياسي التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني.

اذا رجعنا الى سجله العملي، نكتشف أنه كان  في الأصل من مقاطعة خنان ، من بين الدفعة الأولى من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعة بعد استئناف امتحانات Gaokao في عام 1978.

عمل تشين في صفوف البيروقراطية الحزبية في مقاطعته الأصلية من مسؤول محلي ثانوي إلى نائب رئيس الحزب الإقليمي.

في عام 2009 ، أصبح حاكم  خبي ثم في عام 2011 ، أصبح سكرتير الحزب أي المسؤول الأعلى في منطقة التبت ذاتية الحكم ، و عمل على إنشاء المزيد من المراقبة البوليسية.

في عام 2016 ، تمت ترقية تشين إلى سكرتير الحزب في شينجيانغ ومنذ ذلك الحين عمل على مكافحة الإرهاب بموجب أوامر الأمين العام شي جين بينغ  ، وعلى الأخص من خلال معسكرات الاعتقال في المنطقة.

بصمته كانت ولا تزال عميقة في ملف معسكرات الاعتقال. قام بتوسيع هذه المعسكرات التي تضم الأقليات العرقية المسلمة. وبصفته رئيس حزب في المنطقة ، حث تشين المسؤولين المحليين على “القبض على كل من يجب القبض عليه”. هكذا كان شعاره.

في 29 أغسطس 2016 ، أصبح تشن سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانغ ، ليحل محل تشانغ تسون شيان . عند توليه منصبه في شينجيانغ ، أصبح تشين أول مسؤول كبير في تاريخ الجمهورية الشعبية يشغل المناصب العليا في كل من شينجيانغ والتبت.

كان صارما في تنفيذ القوانين واضطهاد الاقليات المسلمة، وبصفته رئيس حزب في المنطقة ، حث تشين المسؤولين المحليين على القبض على كل من يعتقد أنه خارج عن القانون.

عندما قام المسؤولون المحليون الذين كانوا يخشون من أن تؤدي الشدة والصرامة في الحكم إلى تفاقم التوترات العرقية وانهيار النمو الاقتصادي،  رد تشين بتطهيرهم مثل ما فعل مع زعيم مقاطعة حيث تم سجنه بعد إطلاق سراح الآلاف من السجناء من المخيمات.

وبصرف النظر عن معسكرات الاعتقال ، فقد زاد تشين في مراقبة السكان باستخدام التكنولوجيا المتقدمة وكذلك عن طريق تكثيف وجود الشرطة.

بصفته سكرتيرًا لحزب شينجيانغ ، شجع تشين على تجنيد السكان المحليين وضمهم لقوة الشرطة.

بالإضافة الى أنه مهندس معتقلات اعتقال الإيغور فهو أيضا مهندس الرقابة في أقوى مستوياتها، حيث كان يستخدم أعلى التكنولوجيا للمراقبة ومن ثمة القمع.

وإذا ما أردنا أن نصفه، فهو ببساطة رجل المهمات الصعبة للحزب الشيوعي الذي يكلفه بقمع  الاقليات المسلمة كالإيغور واضطهادهم وقتلهم وتشريدهم.. وقد نجح في ذلك بكل امتياز.. كيف لا وهو العصا التي تضرب الأقليات المسلمة من دون رحمة.

مصدر الصورة: AFP

للمزيد:

خبير تقني: هكذا تخترق الصين هواتف الإيغور .. ونصائح لتفادي التجسس

الصين أمام “الجنائية الدولية” بتهم اضطهاد الإيغور