أخبار الآن | نواكشوط – موريتانيا (أ ف ب)
أعربت دول الساحل الخمس وفرنسا في ختام قمّة في نواكشوط، الثلاثاء، عن عزمها على تعزيز المكاسب التي حقّقتها، على حدّ قولها، ضدّ المتشددين في الأشهر الأخيرة، معترفة في الوقت نفسه بأنّها تُواجه تحدّيات ضخمة قد تصعّب تحقيق هذا الأمر.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ قوات دول الساحل والقوات الفرنسيّة التي تساندها في محاربة المتشددين نجحت في أن “تعكس” توازن القوى في منطقة الحدود الثلاثية (مالي وبوركينا فاسو والنيجر) حيث ركّزت في الأشهر الأخيرة عملياتها العسكرية ضدّ الجماعات المسلّحة الموالية لتنظيم داعش.

وإذ أكّد ماكرون أنّ “النصر ممكن” في منطقة الساحل، لفت إلى أنّ هذا الأمر يتطلّب “تعزيز” الديناميّة الأخيرة، وذلك خصوصاً عبر تأمين عودة المحافظين والقضاة وأجهزة الشرطة إلى مناطق لا تزال خارج السيطرة.

بدوره، قال نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي استضاف القمة إنّ “التقدّم الحاصل وعلى الرّغم من رمزيّته وكونه يحمل آمالاً جساماً، يبقى ناقصاً في وجه حجم التحدّيات التي يجب رفعها، فالتطرّف العنيف بمختلف أشكاله ما زال يستوطن العديد من مناطق فضاء مجموعة الخمس بالساحل ويتوسّع بشكل مقلق نحو مناطق جديدة”.

وأضاف بحسب ما نقلت عنه الوكالة الرسمية أنّ “تطوّر الأزمة السياسيّة والأمنيّة في ليبيا منذ 2011 يستدعي ـ ولأكثر من مبرّرـ منّا مزيد اليقظة حيث إنّ الأزمة الليبيّة التي تشكّل اليوم أحد المسبّبات الأساسية لتدهور الوضعية الأمنية في فضاء مجموعة الخمس بالساحل تواصل اليوم تغذية مجموعات الإرهاب المسلّحة النشطة في الساحل من خلال تهريب الذخيرة والمخدّرات والاتجار بالبشر، ممّا يستدعي منّا جعلها اليوم ضمن أولويّات عملنا المشترك”.

وخلال قمّتهم، أجرى القادة مراجعةً للحملة التي أعادوا إطلاقها في كانون الثاني(يناير) بعد سلسلة من الانتكاسات.

وجمعت قمّة نواكشوط إلى الرئيس الفرنسي قادة بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، وقد عقدت بعد نحو ستة أشهر من قمّة جمعتهم في كانون الثاني(يناير) في مدينة بو الفرنسية.

وشارك في القمّة ممثّلون للأمم المتحدة والاتّحادين الإفريقي والأوروبي، إضافة إلى قادة حكومات كل من إسبانيا وإيطاليا وإسبانيا، وقد شارك غالبية هؤلاء في القمة عبر الفيديو.

وأكّد البيان الختامي للقمّة “التزام رؤساء الدول عدم التسامح مع أيّ خرق لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وتعهّدوا العمل على احترام حقوق الإنسان وإضفاء الصبغة القانونية في مجالات العمليات في ساحات القتال، خاصّة من خلال تعزيز المكونة القانونية للجيوش الوطنية والقوة المشتركة وانخراط جميع قوات الدفاع والأمن في إطار التطابق مع حقوق الإنسان”.

كما شدّد البيان على أنّ “التجاوزات المحتملة من طرف قوات الدفاع وقوات الأمن ستكون محل تحقيقات وفي حال ثبوتها سيتعرّض المتورطون فيها لعقوبات صارمة”.

وكان ماكرون وصل إلى نواكشوط في مستهلّ أول رحلة له خارج أوروبا منذ تفشّي فيروس كورونا المستجد واضعاً كمامة، قائلاً إنّ القمة تهدف إلى “تعزيز المكاسب”.

وكانت جماعات مسلّحة قد صعّدت هجماتها على قواعد للجيشين المالي والنيجري.

وردّت فرنسا بتعزيز قوة برخان التي أنشأتها لمكافحة المتطرفين في غرب إفريقيا، والتي باتت تضم أكثر من 5 آلاف عنصر بعد رفدها بـ600 عنصر إضافي مؤخرا.

في وقت سابق الشهر المنصرم، أعلن الجيش الفرنسي أحد أكبر نجاحاته في الحملة المستمرة منذ 7 سنوات، والذي تمثّل في مقتل زعيم تنظيم القاعدة في “المغرب الإسلامي” عبد المالك دروكدال.

وتتركّز العمليّة حاليّاً على تعقّب مسلّحي تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، في المنطقة الحدوديّة المشتركة بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

والإثنين، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً يمدّد ولاية بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي لمدّة عام إضافي حتّى 30 حزيران(يونيو) 2021.

مصدر الصورة: AFP

 

اقرأ أيضاً: 

هل خسائر قيادات داعش المتواصلة تضرّ حقاً بالتنظيم؟