أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (يامن النواصرة)

هناك الكثير من الكراهية والخوف وأعداد قتلى ووفيات بالآلاف والتي تحدث كل يوم، وإذا استمرت هذه السلبية ، فإن الناس يعتقدون أن هذه هي الطريقة التي سيظل بها عالمنا وسيظل كذلك، اللحظة التي نبدأ فيها إدامة هذا السلوك السلبي هي اللحظة التي نبدأ فيها بالخسارة كمجتمع.

يوم الإعلام الإيجابي هو اليوم الذي يتم إلهامه والارتقاء به عبر خلاصات الأخبار ووسائط الإعلام السائدة، فهناك الكثير من الأحداث الجيدة .

اليوم الثاني والعشرون من يونيو\حزيران “يوم الإعلام الإيجابي”. مع السعي لجعل جميع وسائل الإعلام منارة للإلهام والإيجابية والفرح ليوم واحد ، يوم إعلامي إيجابي! اعتقادًا بأن العالم لا يُمثَّل تمثيلًا سيئًا بالأخبار ووسائل الإعلام المشتركة، يوم واحد من الإيجابية والإلهام الذي هو بداية التغيير الذي نحتاجه

يعيش العالم في الوقت الراهن على وقع فيروس كورونا المستجد الذي فتك بأرواح مئات الآلاف وأفقدنا أعزاء وكوى قلوب كثيرٍ من عائلاتنا، ففي الثاني عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي، أي منذ أقل من ثلاثةِ أشهر كان فيروس كورونا محصورا في الصين، ولكن خلال يوم واحد فقط أصبح فيروس كورونا مشكلة عالمية.

هل مازالت هناك أماكن تخلو من كورونا؟

الإجابة على هذا السؤال هي: أن أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس، ومن يغرق يتعلق بقش.

تعد الطريقة التي يتناول بها الإعلام الأحداث الرئيسية بطريقة سوداوية عاملاً مهما كالتركيز على الأخبار التي تشعرك بالذعر وتصيبك بالعجز التام، وعندما يصوِّر لك الإعلام أن الوضعَ خطيرٌ للغاية سيضيقُ الأفق أمامك// فبدل ذلك كله هناك أشياء إيجابية في حياتنا اليومية كشفت عنها أزمة كورونا وتجلّت من رحم الفيروس.

ومقابل ما مرت به إيطاليا من معاناة وتفشي للفيروس، هناك ممثلة من أصلٍ إيطالي تعيش في باريس ، تُدعى “كارلا بيانكي”، كرّست نفسها لتغني لجيرانها كل ليلة من شرفتها، لتشعل بهذا الصنيع شمعةً تَتًّقِدُ ضياءً لهؤلاء الذين سالت دموعهم على الخدين جراء الفيروس.

وفي كندا، بدلاً من التركيز وحصر المشاهد والمتلقي في قوقعة الأرقام والوفيات وصعوبة ما نعاني منه جراءالأحداث اليومية، فنانة كندية تبعث الأمل في مونتريال بقصاصات ورقية على الجدران من صنعها وتعمل الفنانة باتسي فان روست على تزيين شرفات مونتريال ورسم ابتسامات على وجوه المارة المثقلين من تبعات فيروس كورونا.

وفي ظل الانشغال بالعمل وأمور الحياة، قد ينسى البعض ويتجاهل آخرون علاقاته الاجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران، لكن الآن مع كورونا تجلس الأسرة الواحدة معاً، وتَظهرُ قيمة الأصدقاء في حياة الفرد.

ففي سواحل الأرجنتين ” أُنجِزَت المَهمَة”، بهاتين الكلمتين نطق البحار الأرجنتيني “خوان مانويل باييستيرو” عن فرحته بعد تمكنه من عبور المحيط الأطلسي في خمسةٍ وثمانينَ يوماً بمركبٍ صغيرٍ بمفردهِ، لرؤية أبويه المسِنَّين إثر عجزه عن استقلال طائرة من البرتغال إلى دياره بسبب جائحة كوفيد-19 عازياً السبب في ذلك ليكون مع عائلته.ِ

ومن كورونا وتداعياته إلى حدث مهم يركِّز فيه الإعلام على حربٍ تدور رَحَاها حول العنصرية التي نجَمت عن مقتل جورج فلويد ذي البشرة السمراء فلماذا لا نُذكّر بالمقابل الصورةَ البراقة ونستخلص زاويةَ تبعث على الأمل كمشهدٍ إنساني مؤثر.. لرجلٍ من أصولٍ أفريقية يحمل ناشطا من اليمين المتطرف على كَتِفه خلال تظاهرات ضد العنصرية في لندن, لينقذه من موت محقق.

حيث يَظهرُ في الصور رجلُ أبيض ممسكًا برأسه المصاب بينما يحمله “هانشيستون” فوق كتفيه ويركض به إلى بر الأمان, رغم الاشتباكات التي وقعت بينهما، في الوقت الذي حاصرتهم فيه شرطة مكافحة الشغب.

ولعل الإيجابية التي تركزت في هذا الأمر هي ” حياة السود مهمة ” مسيرةٌ في لندن وسطَ مخاوفَ من أن جماعات الكراهية ستستهدفها.

فهناك الكثير من الأخبار المدهِشة، ونريد فقط أن يراها المزيد من الناس.. إذاً دعونا ألّا نسلِّمَ أنفُسَنَا لهذا الواقع، دعونا نخلق العالم الذي نريد أن نعيش فيه.

يوم واحد من الإيجابية.. الإيجابيةُ والإلهام هما بداية التغيير الذي نحتاجه.

مصدر الصورة : AFP

إقرأ أيضاً: 

أرجنتيني يعبر المحيط الأطلسي في مركب لرؤية والديه