أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ترجمات)

أطلق مسؤولون محليون في كوريا الشمالية سلسلة واسعة من المحاضرات في جميع انحاء البلاد، تهدف إلى إثارة العداء العميق تجاه المنشقين الذين فروا من كوريا الشمالية إلى الجارة الجنوبية، وذلك تزامناً مع تظاهرات واسعة النطاق في كوريا الشمالية دانت المنشورات المرسلة عبر الحدود بين الكوريتين.

ونقلت صحيفة “ديلي إن كي” عن مصدر في مقاطعة ريانغ قانغ قوله إن “في الآونة الأخيرة، كانت هناك اجتماعات ومحاضرات يومية تقريباً بشأن الخونة الذين يرسلون منشورات دعائية من كوريا الجنوبية”، مشيراً إلى أن المتحدثين يذهبون إلى حد ذكر أسماء محددة ويدلون ببيانات تحريضية حول “معاقبة المنشقين باسم الشعب”.

وأضاف المصدر: “تنتشر الشائعات بين الناس حول إرسال السلطات نوعاً من القوات الخاصة إلى كوريا الجنوبية”.

مهاجمة “الكرامة الكبرى”

يتعامل مع المنشقين كخونة في كوريا الشمالية وعادةً ما يظهرون في المحاضرات لعامة السكان، لكن اللهجة المستخدمة في المحاضرات الأخيرة تختلف قليلاً عن الماضي، بحسب المصدر.

وقال إنه في الماضي، كان الخطاب الذي تبنته السلطات هو “أولئك الذين تركوا الجنة على الأرض (كوريا الشمالية) جميعهم خونة، لذا يجب معاقبتهم”.

وأوضح المصدر لصحيفة “ديلي إن كيه” أن “الكرامة الكبرى” يقصد بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، و”جوهر الرسالة هو وجوب معاقبة المنشقين”.

ويبدو أن هذا النهج يعكس فلسفة كيم جونغ أون التي مفادها أنه إذا لم يضر المنشقون “بالكرامة الكبرى”، فإن النظام لن يعارضهم.

وخلافاً لتقارير وسائل الإعلام الكورية الشمالية، فإن معظم الكوريين الشماليين لا يتحدثون بشكل روتيني عن المنشقين أو يشيرون إليهم على أنهم “خونة وطنيون” أو “قمامة بشرية”.

ويكافح كوريون شماليون عدة لفهم السبب الذي يجعل السلطات فجأة تتعامل مع المنشورات الدعائية، ما يشير إلى أن التظاهرات الأخيرة المناهضة لكوريا الجنوبية التي تقودها الحكومة ليست مقنعة للغاية.

وأشار إلى أنه “في الماضي، جاءت الكثير من المنشورات الدعائية من كوريا الجنوبية، ولكن ليس هناك الكثير في هذه الأيام”. وقال المصدر لصحيفة “ديلي إن كيه” إن الكثير من الناس يتساءلون لماذا تثير السلطات فجأة مثل هذا الأمر الكبير حول هذا الموضوع.

وأضاف: “يشتبهون في أن الحزب الشيوعي يثير ضجة حول المنشورات كذريعة لاستخدام حكومة كوريا الجنوبية لتحقيق هدف ما”.

وبعبارة أخرى، يعتقد بعض الكوريين الشماليين  أن الحكومة لديها دافع سياسي لتصعيد الانتقادات لكوريا الجنوبية.

وقال المصدر إن العديد من الكوريين الشماليين أصبحوا أيضا فضوليين بشأن ما هو مكتوب على المنشورات الدعائية، موضحاً: “يريد الناس أن يروا المنشورات بأنفسهم ليكتشفوا سبب هذه الاستجابة المثيرة من الحكومة”.

في حين يدعي المسؤولون الكوريون الشماليون أن المنشورات “تعد إهانة للكرامة الكبرى وتنتقد أسلحتنا النووية المقدسة”.

أمل صغير في المستقبل

وأفاد المصدر بأن الموقف المتشدد الذي تبناه النظام تجاه كوريا الجنوبية قلل أيضاً الآمال في التعاون بين الكوريتين بين الشعبين.

وقال المصدر “إن الحكومة مستعدة لرفع أجواء المواجهة تجاه كوريا الجنوبية في الوقت الحالي”.

وأضاف: “ربما صعد كيم إلى قمة جبل بايكدو برفقة الرئيس الكوري الجنوبي قبل عامين، لكن الآمال في التوحيد الفوري اختفت بالفعل منذ فترة طويلة”.

مصدر الصورة: REUTERS

للمزيد

ما هي خلفية المواقف المتشددة لشقيقة زعيم كوريا الشمالية ضدّ كوريا الجنوبية؟

كوريا الشمالية تحت المجهر الدولي.. تصعيد ومحاولة التفاف على العقوبات