أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة 

بعد مرور نحو خمسة أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ، تقارير عدة تتهم الصين بالأسهام في انتشار الفيروس، بل منها ما قال إن بكين سمحت بانتشاره عمداً حتى تُظهر قوتها للعالم وعلى رأسهم الولياات المتحدة الامريكية ، .. فهل فعلا تعمدت الصين نشر كورونا؟

جدلُ انتشار الفيروس لم يهدأ طول الاشهر الخمسة الماضية ، وهو الان يأخذ ابعادا سياسية أكثر فأكثر ، والتساؤلات كثيرة حول الطريقة التي نشأ وانتشر من خلالها فيروس كورونا المستجد، أسئلة تثار وتـُطرح كل بين أشخاص عاديين ومن صحف الكترونية محلية ودولية ، وحتى وصل طرح الاسئلة الى رؤساء دول عظمى حول العالم ،

الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعلن في مؤتمر صحفي إن بلاده تـُجري تحقيقاً شاملاً حول مصدر الفيروس، وهو ذات ما أكدته شبكة “سي أن أن” الاخبارية عندما نقلت أن الاستخبارات الأمريكية تحقّق في الموضوع، ..
فيما صرّح وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لشبكة فوكس نيوز الاخبارية أن بكين مطالـَة بالإفصاح عن كل ما تعرفه بخصوص انتشار كوفيد-19، ملمحاً إلى مسؤوليةٍ معينة لمعهد علم الفيروسات في مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس لاول مرة.

الردود الأمريكية جاءت بعد عدة تقارير عادت إلى أصل الفيروس ، منها مقالُ رأي ٍ ل جوش ريغن، في صحيفة “واشنطن بوست”، جاء فيه أن مسؤولين أمريكيين زاروا مختبراً في مدينة ووهان الصينية قبل سنتين من انتشار الفيروس ، وأرسلوا تحذيريّن رسميين لواشنطن حول عدم احترام معايير السلامة داخل المختبر وغياب الموارد البشرية اللازمة للعمل فيه ، والذي يُجري دراسات خطيرة حول انتقال كورونا من الخفافيش . ويقول التحذير الأول إن هذه الدراسات تمثل خطراً لانتشار وباء ٍ شبيه بالسارس الذي ظهر في عدة بلدان عام 2003 وادى الى اصابة مئات الالاف من الناس واضرار اقتصادية وصحية كبيرة ..

ويَنقل ريغن على لسان أحد الباحثين أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه أيّ دليل على أن الفيروس تمّ تصنيعه، وأن هناك اتفاقاً بين العلماء على أن أصله حيواني، إلّا أنه لا يوجد اتفاق على أن الفيروس لم يأتِ من مختبر تُجرى فيه منذ مدة دراسات حول تأثير فيروس كورونا القادم من الخفافيش على الحيوانات.

ووفق المقال ذاتِه، فقد نـَشر فريق البحث بالمختبر الصيني في عام 2017 دراسة بيّنت أن خفافيش حدوة ْ الحصان التي جُمعت من كهف في الصين، غالباً ما كانت هي الخفافيش ذاتـُها التي أنتـَجت وباء السارس ، وأن عدداً من الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس يمكنها أن تتفاعل مع المستقبـِل البشري ACE2 كما جرى مع السارس ، ما جعل الدراسة تتوقع أن هذه الفيروسات يمكن أن تنتقل بين البشر.

اما محطة فوكس نيوز المحافظة كانت أكثر وضوحاً في اتهامها، إذ قالت في تقرير جديد إن “الثقة تزداد في أن فيروس كورونا كوفيد-19 ظهر أولاً في مختبر بمدينة ووهان، لكن ليس كسلاح بيولوجي ، بل كجزء من جهود الصين لإظهار أن قدراتها لمواجهة الفيروسات تساوي أو أكبر من قدرات الولايات المتحدة ، كما اتهمت المحطة الصين بأنها تقوم بأكبر عملية تستر حكومية على مر التاريخ”.

وتقول المحطة بناء على مصادرها إن الفيروس انتقل حقاً من الخفاش إلى الإنسان، وأن أول بشري أُصيب به كان يعمل في مختبر ووهان، وانتقل بعد إلى سكان المدينة. وتشير الوثائق إلى أن الأطباء في المختبر الصيني حاولوا احتواء العدوى دون جدوى ، وأن السوق الذي قيل إنه مصدر العدوى، لم يبع أبداً الخفافيش !!، بل إن مصادر القناة تقول إن توجيه الحكومة الصينية اللوم لهذا السوق كان محاولة لإبعاد الاتهام والانظار عن المختبر ، وجزءاً من الدعاية الصينية.

وبالرغم من سيل الاتهامات الموجهة للصين الان ان الاخيرة مصرة ٌ انها لم تكن المسؤولة ولم تتعمد في ذلك مطلقاً ..

وقد سبق لمعهد الفيروسات في مدينة ووهان الصينية أن نفى التقارير التي اتهمته بتصنيع الفيروس، بل إن مسؤولين صينيين اتهموا الولايات المتحدة بأنها قد تكون وراء جلب العدوى إلى مدينة ووهان ! كما كتب ليجيان زاهو ، المتحدث باسم الخارجية الصينية، مطالباً الولايات المتحدة بأن تكون واضحة وان تـُبيح البيانات والتقارير الخاصة بالفيروس للجميع….

كما كشفت اربعة مصادر ومراسلاتٍ دبلوماسيّة أنّ الصين سعت إلى منع تقرير للاتحاد الأوروبيّ يقول إنّ بكين نـَشرت معلومات مغلوطة عن تفشّي فيروس كورونا، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز” للأنباء.

وقالت 4 المصادر لـوكالة “رويترز” للانباء إنّه كان من المقرر نشر هذا التقرير مبدئيًا في 21 من شهر نيسان/ أبريل ، و
وطبقا لمراسلات دبلوماسيّة للاتحاد الأوروبيّ، نـُقلت عنها “رويترز”، فقد اتصل مسؤول صينيّ كبير بالمسؤولين الأوروبيين في بكين في ذات اليوم كي يبلغهم أنه “إذا كان التقرير كما هو موصوف ، وسيُنشر في اليوم المحدد سيكون أمرًا سيئًا جدًا بالنسبة للتعاون”.

المراسلات نـَقلت عن يانغ شياو قوانغ ، المسؤول ِ الكبير بوزارة الخارجية الصينية، قوله إنّ نـَشرَ التقرير سيجعل بكين “غاضبة جدًا”. واتهم المسؤولين الأوروبيين بمحاولة إرضاء “أحدٍ آخر” وهو شيء فـَهَـَم الاتحاد الأوروبي بأنّه إشارة إلى واشنطن.

المصادر الأربعة قالت إنّ التقرير أُجّل نتيجة لذلك، لكنه في نهاية الامر نُشر مع بعض التعديلات ،

على سبيل المثال، في الصفحة الأولى من التقرير الداخليّ الذي تقاسمته حكومات الاتحاد الأوروبيّ ، قالت ذراع السياسة الخارجيّة للاتحاد الأوروبي إنّ “الصين تواصل شن حملة تضليل عالمية للتملص من المسؤوليّة عن تفشي الجائحة وتحسين صورتها الدوليّة.
وتم انتهاج أساليب علنيّة وسرية”. وحتى اللحظة تحاول الصين المراوغة في الوقت لعدم الرد والتنصل من المسؤولية الجمة التي تقع على عاتقها بنشر فيروس كورونا الى اكثر من 150 دولة حول العالم وتسببها بخسائر بشريةٍ واقتصادية ٍ هائلة لم تسجَل في تاريخ بعض الدول وعلى راسهم الولاياات المتحدة الامريكية المنافس اللدود للصين والتي حاولت بكين على مر السنوات الماضية ان تـُظهر للعالم انها على ذات مستوى واشنطن وانها سمحت عمداً بانتشاره حتى تُظهر قوتها للعالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.

مصدر الصورة: رويترز

اقرأ المزيد:

116 دولة في منظمة الصحة العالمية تدعم قرار أوروبا وأستراليا ضد الصين