أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

مرت أسابيع منذ ظهور التقارير الأولى عن سوء المعاملة والتمييز على نطاق واسع ضد السكان الأفارقة في غوانغتشو الصينية للمرة الأولى, ومنذ ذلك الحين لم يهدأ غضب المجتمع المدني في القارة الأفريقية والشعوب الأفريقية في العالم

ودخل القادة الأفارقة بسرعة على الخط، من خلال استدعاء السفراء الصينيين ببلدانهم لمناقشة سوء معاملة مواطنيهم وهو خلاف غير مسبوق بين الصين وقارة إفريقيا بعدما كانت علاقتهما وثيقة ومبنية على التعاون التجاري والاقتصادي.

ويبدو أن الرد الصيني لم يرق إلى درجة يمكنه تهدئة الرأي العام الأفريقي الغاضب , ما دفع حكومتا نيجيريا وكينيا إلى التفكير في إجلاء مواطنيها من الصين.

وبحسب تقارير اعلامية، فقد أثارت الهجمات العنصرية غضب الأفارقة في بلادهم، إذ دعا وزير الخارجية النيجيري السفير الصيني لدى بلاده لمناقشة الادعاءات ودعا إلى تدخل فوري من الحكومة الصينية.

بعدها بفترة وجيزة، ذكر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد ، أنه التقى بالسفير الصيني لدى الاتحاد ودعا أيضا إلى اتخاذ تدابير علاجية.

كما أدانت حكومات افريقية أخرى ما حدث، وأعلنت الخارجية الغانية في بيان لها أن هذا العمل من سوء المعاملة والتمييز العنصري كما أعربت جنوب إفريقيا وكينيا عن موقف مماثل .

ومن الواضح أن العلاقات الإفريقية الصينية تمر بمرحلة سيئة بعد سنوات من الود عززها التعاون التجاري والاقتصادي

وفي عام 2000، أطلقت الصين والدول الأفريقية منتدى التعاون الصيني الأفريقي ، الذي يعقد كل ثلاث سنوات مع التركيز على التعاون الاقتصادي.

وخلال قمة 2018 مع القادة الأفارقة في بكين، أعلن الرئيس الصيني عن تقديم 60 مليار دولار كمساعدة مالية للقارة.

وتضمنت الأموال 15 مليار دولار في شكل منح وقروض بدون فوائد وقروض ميسرة. 20 مليار دولار كخطوط ائتمان و 5 مليارات دولار لشراء واردات من القارة.

ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، لفت رئيس الوزراء الإثيوبي انتباه البلدان الدائنة إلى حقيقة أن 64 دولة أنفقت خدمة الدين الخارجي في عام 2019 أكثر من الإنفاق على الصحة ، ما جعلها غير مستعدة لمواجهة جائحة.

علاوة على ذلك، قلل الوباء من تلك الإيرادات في نفس الوقت الذي زادت فيه النفقات المتعلقة بالصحة العامة. ويقول الخبراء إن الدول ذات الدخل المنخفض يمكنها إما أن تدفع للمقرضين الأجانب أو تسمح بوفاة المزيد من مواطنيها.

 

اتفق وزراء مالية مجموعة العشرين على تجميد مؤقت لسداد ديون أفقر 76 دولة في العالم. ومع ذلك ، فإن الدول الدائنة مثل الصين تعمل عادة خارج الأطر المتعددة الأطراف لتخفيف عبء الديون.

منذ أواخر التسعينيات ومؤخراً تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق ، أصبحت الصين مقرضاً هاماً للبلدان منخفضة الدخل. نهجها للمساعدة والاستثمار هو قبل كل شيء وظيفة من خبرتها الإنمائية الخاصة.

ويبدو أن الدول الإفريقية مهمة لأجندة التنمية طويلة المدى للصين والعكس صحيح، ولا تعد إفريقيا فقط موطنًا لمعادن جديدة مهمة تتعلق بالطاقة والتكنولوجيا ولكنها أيضًا موطنًا لأكبر حصة من شباب العالم .

لكن مع الأحداث الأخيرة في الصين، يبدو أن الدول الافريقية تتحد ضد الصين ومطالب مسائلتها بدأت تتوسع، حسب ما بثه تلفزيون (WION) الهندي.

ووصف نواب أفارقة معاملة الأفارقة في الصين بأنها “أسوأ من معاملة الكلاب” وفي سياق الردود، دعا محامون نيجيريون إلى مقاضاة الصين ومطالبتها بتعويض قدره 200 مليار دولار على الأضرار الناجمة عن فيروس كورونا

وبطريقة ما، قد تتجه العلاقة الافريقية الصينية نحو الأسوأ مع تنامي الغضب.

كرد فعل على تصرفات الصين، اقترح مجلس النواب النيجيري التحقق من صحة جميع وثائق الهجرة لكل شخص صيني في نيجيريا وحصة المغتربين لجميع الشركات الصينية و من عدد المهاجرين الصينيين غير الشرعيين وإعادتهم إلى الصين .

وكتب المتحدث باسم مجلس النواب “بن جامين كالو” على التويتر إنه من ضمن المقترحات أن تعمل لجنة التجارة مع الشركات ذات المصالح الصينية على مراجعة جميع التراخيص التجارية التي تحصل عليها الشركات الصينية.

كما كلف مجلس النواب لجانه المعنية بالمعاهدات والبروتوكولات والاتفاقيات والمالية وإدارة الديون بالتواصل مع وزارة المالية لطلب مراجعة أو إلغاء صريح لأحدث القروض الصينية لنيجيريا .

ومن المقرر أن يقوم مجلس النواب أيضًا بإنشاء لجنة تحقيق عالية المستوى للنظر في جميع اتفاقيات القروض القائمة بين الصين ونيجيريا منذ عام 2000 ، بهدف التأكد من قابليتها للبقاء وتنظيمها وإعادة التفاوض بشأنها.

ولا شك أن العلاقة بين الصين ودول إفريقيا لم تعد دافئة كما كانت عليه في السابق ومن المتوقع أن تظل باردة ردحا من الزمن.

إقرأ أيضا:

كورونا كشف وجهها القبيح والعنصري.. الصين تخسر مكانتها في إفريقيا