أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة

أطلق خبراء على داعش وصف “التنظيم الرقمي” كونه أبرز التنظيمات الإرهابية استخداما للوسائل التكنولوجية، مثل الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بشتى منافذها.

الحضور الافتراضي للتنظيم وتوسع مساحة انتشاره في مواقع التواصل تحديدا، كان يترافق في البداية مع مخططات احتلاله مناطق محل توتر

لكن في الآونة الأخيرة يبدو أن تزايد حضوره جاء تعويضا لخساراته المتتالية على الأرض، بعدما فقد الجغرافية والاقتصاد والسلاح والنفوذ .

وأشار مختصون أنه منذ فقدان داعش قدرته على احتلال بعض المناطق في العراق وليبيا وسوريا انهار على المستوى التنظيمي، ما دفعه لأن يحاول التمدد باستغلال التكنولوجيا الحديثة.

قصة إيزيدية تمكنت من التخلص من قبضة داعش

تاريخيا، اعتمدت التنظيمات الارهابية على الدعاية الرقمية وكانت البداية في منتصف التسعينات، ثم استغلت القاعدة الانترنت في سبيل الترويج لاستمارات البيعة والتعهد بالولاء لأسامة بن لادن.

وبحسب كتاب “الدعاية الإرهابية الرقمية.. التطرف والتجنيد”، لصاحبه “جون فاكا”، أنه لولا وجود الانترنت لما أقيم تنظيم داعش وانتشرت روايته حول العالم.

وجاء في مضمون الكتاب، نشر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ملخصا منه، أن تنظيم داعش اعتمد بشكل أساسي على الإنترنت كوسيلة للتجنيد، لدرجة أن التنظيم أطلق عليها اسم الخلافة الرقمية.

ومن خطط داعش أنها، حسب محتوى الكتاب، أنها تحدد موقع عنصر محتمل للتجنيد، ثم تحيط به عدد من أنصارها مع مداخلات هاتفية و إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشجعه على قطع علاقاته مع أهله وأصدقائه.

نساء داعش من مخيم الهول يقعن ضحية عملية نصب

وبعد ذلك يقوم أنصار داعش بتحويل اتصالاتهم إلى منصات خاصة لاستكشاف الهدف والعثور على ثغرة أو فرصة تمكنهم من تجنيده أو أمره على تنفيذ عملية محددة.

وفقا لتقرير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات أن “فيسبوك” يساعد داعش في التجنيد و “تويتر” لنشر أخبار ترويجية ومتطرفة أما “تليغرام” لنشر أدبياته وقنوات “يوتيوب” لتمكين مشاركيه من الفيديوهات.

وحسب المركز أن منصات مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” و”تيليجرام”، أصبحت تستقبل عددًا قليلا من نشطاء داعش، لذلك أعاد داعش التركيز على تطبيقات المراسلة الخاصة وألعاب الإنترنت المباشرة.

وفي إطار الجهود الدولية يعمل التحالف الدولي ضد داعش لتعطيل قدرة داعش على العمل عبر الإنترنت من خلال تفنيد ما يرد في الحيز المعلوماتي الذي ينشط فيها تنظيم داعش.

ولمنصات الدينية الافتراضية دور في مجابهة داعش، فمعالجة فكرة متطرفة عبر منصات التواصل الاجتماعي سيعمل على تضييق عروق الفكر المتطرف واجتثاثه، حسب الباحث في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يونس حديبي.

وقال حديبي في لـ “أخبار الآن” إن المنصات ترد على الشبهات المطروحة التي يروج لها متطرفو الفكر التي تعتمد أساسا على اجتزاءات للنصوص الدينية وتنزيلها في غير محلها.

كما تعمل على تفكيك الأفكار المتطرفة وتقويم المصطلحات واعادة تأثيث المنظومة الدينية بما يراعي للمكان والزمان خصوصيته فالتطرف يفرخ حيث يكون الجهل باللآليات الصحيحة للاستنباط والارتباط، على حد قوله.

حملة الكترونية بالعراق لمواجهة داعش على مواقع التواصل الاجتماعي

 

وخلال الأشهر الماضية، تزايدت المنشورات والإصدارات والفيديوهات والتسجيلات الصوتية المتطرفة، بحسب حسام فلاح، وهو ضمن فريق مختص بالإعلام الرقمي في العراق يحارب داعش على الشبكات التواصل .

وقال حسام لـ”أخبار الآن” إن فريق الاعلام الرقمي يقود حملة تعمل على مراقبة المحتوى المتطرف على شبكة التواصل الاجتماعي وترصد الحسابات أنصار داعش ومن يتفاعلون معها وتتبع تفرعات شبكتها.

ومن مساع حسام وزملائه ، إطلاق حملة لتطويق هذه الحسابات والتبليغ عنها من أجل حذفها واستهداف المتعاطفين والمؤيدين لهذه الحسابات

كما يسعون أيضا إلى استهداف الشباب المحرومين من حقوقهم في البلاد حتى لا يصيروا فريسة لتنظيم داعش لتجنيدهم في صفوفه مستغلا حاجتهم الاقتصادية.

وتعترض حسام ورفاقه مشكلة غياب التنسيق ما بين الحكومة ومواقع التواصل الاجتماعي إذ لا توجد أقسام أو مصالح داخل الاجهزة الأمنية تقوم برصد هذه حسابات المتطرفة وتقوم بمخاطبة التويتر والفيسبوك مباشرة لحذفها.

وكانت حملة هؤلاء الشباب تعتمد بشكل أساسي على المتطوعين للتبليغ عن الحسابات المتطرفة وهو ما يدفع شركة تويتر والفيسبوك للاستجابة بحظر المحتوى وحذف هذه الحسابات .

ومن الواضح أن التصدي لأفكار داعش ومثيلاتها بات لا يقتصر على الجوانب العسكرية بل تعداها الى محاربة افكارها بشتى الوسائل المتاحة وأبرزها الفضاء الإلكتروني الذي أمسى أحد أهم ركائز مواجهة الفكر المتطرف.

 

إقرأ إيضا:

ما الذي يمكن توقعه من تنظيم داعش في رمضان 2020 ؟