أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة

لم تكتف روسيا باثارة الصراع في نقاط عديدة من العالم بواسطة مرتزقتها وتأزيم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فحسب، بل تعاظمت تحركاتها في دعم وتزويد التنظيمات الإرهابية  و المليشيات  بالأسلحة.

ومن الواضح، كما أشارت إلى ذلك بعض الدلائل إلى أن سياسة روسيا الحالية تتعمد تغذية الصراعات من خلال خلق “بازار” لترويج أسلحتها وتقوية مواردها من تجارة الأسلحة حتى ولو تعارض ذلك مع القوانين الدولية.

وفي 2015، قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع القيام بشكل مباشر و غير مباشر بالتوريد أو البيع أو النقل إلى أو لفائدة “علي عبدالله صالح” و “عبدالله  يحيى الحاكم” و “عبد الخالق الحوثي” وكل من يتصرف بتوجيه منهم أو بالنيابة عنهم في اليمن.

ومنع القرار أيضا تلك النشاطات انطلاقا من أراضي اليمن أو عبرها أو بواسطة مواطنيها أو  باستخدام سفن أو طائرات تحمل علمها لجميع أنواع الأسلحة والمركبات والمعدات العسكرية وكذلك المساعدة  التقنية أو التدريب أو المساعدة المالية.

حينها، امتنعت روسيا عن التصويت على القرار، ما يؤشر على أن قرار مجلس الأمن لا يتناغم مع سياستها ولا يخدم المصالح التي تنتعش فقط في مستنقعات الصراعات الدولية والإقليمية.

في شباط من العام  2020 اماط  الحوثيون  اللثام عن ثلاثة صواريخ من  طراز ثاقب وآخر يدعى  فاطر معلنين ان هذه المنظومات الدفاعية ستغير مسار المعركة و ستكون  مقدمة لمنظومات دفاعية  أكثر تطورا.

الباحث العسكري فابيان هينز بمركز جيمس مارتن  اثبت بالصور ان الصواريخ  الحوثية ما هي الا صواريخ  روسية. و اكد هينز ان  صاروخ ثاقب 1 هو صاروخ  روسي الصنع تم تعديله ليحل محل صواريخ سام

 

وأضاف هينز أن صاروخ “ثاقب 2” هو صاروخ روسي الصنع من طراز كشف عنه الحوثيون سابقا في 2018

وأوضح المحلل العسكري أن هذه القطع تعود للفترة التي سبقت الحرب الأهلية اليمنية، حيث كان يستخدم الجيش اليمني صواريخ SA-6 الروسية وصواريخ الدفع الجوي الروسية أرض-جو ضمن أسطول المقاتلات اليمنية من طراز “ميغ-29”.

 

كل ذلك  في وقت  لم يخف الحوثيون  سعيهم لشراء أسلحة من ايران او  روسيا و بشكل علني في وقت كانت عمليات  نقل السلاح  جارية على قدم و ساق.  فالمعلومات  ذكرت مرارا عن  شحنات  أسلحة  متكررة  تم تفريغها في في ميناء الحديدة غرب العاصمة  صنعاء  ولعل ابرزها ما  تم نقله عن ان مجموعات مسلحة و مكثفة من الحوثيين صعدت على متن سفينة  تحمل العلم  الاوكراني  و منعت عمال  الميناء من الصعود الى متن السفينة او المشاركة في عملية  التفريغ مع العلم  ان  خبراء عسكريين روس قاموا  بزيارة  غير معلنة الى  صعدة في بداية  العام  2015 ما  سلط الضوء اكثر على  طبيعة  الدعم و المساندة من روسيا  للحوثيين.

في تتبع  بسيط  للمعلومات  الواردة موقع  itrace  الذي يتابع  حركة  نقل الذخائر و السلاح هناك  12 سجلا  لليمن.

بالدليل.. كيف تجاهلت روسيا قرار مجلس الأمن الخاص باليمن ودعمت الحوثيين بالسلاح؟

نوع  السلاح الذي حصل عليها  اليمن  في أغلبها الغام مصدرها  روسي و تاريخ  تسليمها  بعد  العام  2015 اي بعد  قرار مجلس الأمن  بحظر السلاح.

و بالنظر الى  نوعية  السلاح  فانها  جميعها  تندرج  تحت  نوعية  الألغام و قد يكون  دليلا  على الجهة  التي استحصلت على  هذا  السلاح.

 

و في هذه  الصور اسلحة روسية و شحنات  ايرانية  تم ضبطها في بحر العرب من قبل البحرية  الأمريكية

 

و في هذه  اللقطات  تأكيد على حصول الحوثيين  المستمر على  الاسلحة و  الذخائر بطريقة  غير شرعية.

وفي مراجعة  لأنواع  الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون فان صاروخ قاهر ظهر لأول مرة في العام  2015  اي بعد  قرار مجلس الامن  وكان نسخة معدلة من صاروخ أرض-جو S-75. وشهد مارس 2017 الاستخدام التشغيلي لصاروخ قاهر -2 ، مع قدرات أكبر وحمولة أكبر من الأول من نوعه. تتطلب إعادة استخدام S-75 لرأس حربي  و هو  أمر يجزم  بان  الحوثيين  استمروا في الحصول على الدعم  بالسلاح و الذخيرة من الخارج.

اما  عن كيفية وصول هذه  الأسلحة للحوثيين  يقول فايز النشوان رئيس مركز الرؤية  للإستشارات السياسية و الإستراتيجية انها كانت تنقل عبر شحنات  غذائية:

 

بالدليل.. كيف تجاهلت روسيا قرار مجلس الأمن الخاص باليمن ودعمت الحوثيين بالسلاح؟

وقال المحلل فايز النشوان في مداخلة مع “أخبار الآن” إنه في واقع الأمر أن توريد روسيا السلاح للحوثيين ليس بجديد فهذا الأمر أقدمت عليه روسيا منذ نهاية 2014 وبداية 2015.

وفي نظره أن روسيا تحاول أن تكون طرفا متواجدا في العمق اليمني وتحاول تزويد الأسلحة للحوثيين ضمن مخططها الرامي إلى ضمان موطئ قدم في البحر الأحمر .

بعد إظهار الحوثيين لأول مرة صواريخ تسمى “بركان1″ و”بركان2” في أوائل عام 2018، وهي نسخة طبق الأصل تقريبًا في المدى والشكل مثل صاروخ (Qiam-1) الإيراني.

ويرى فايز النشوان أن الهدف الرئيسي والأساسي أن يكون لروسيا وجود في بحر الأحمر وأيضا في باب المندب .

وعلى هذا الاساس، يعتقد النشوان أن التحالف بين روسيا والحوثيين يحقق وجودها في باب المندب وقد أشاروا الى نيتهم في بناء قاعدة باليمن تخدم مصالحها سنة 2009 .

وقال إن روسيا اختارت جزيرة سقطرى لبناء قاعدة روسية وهو ما يخدم استراتيجيتها بالمنطقة ليكون لها يد نافذة في باب المندب لموقعه الاستراتيجي باعتباره ممر ل 42 في المائة للتجارة الدولية.

ووفق نظرة الباحث، فإن الصواريخ التي وصلت الى الحوثيين من قبل روسيا هي أسلحة نوعية بمعنى أنها أسلحة حرارية تستطيع استهداف الطائرات كما تستطيع حمل رؤوس نووية أو بيولوجية وليست مختلفة عن الأسلحة الموجودة في ايران .

ما سبق ذكره، كلها دلائل تشير إلى تورط روسي في مد الحوثيين بالدعم في خطوات تتناقض وسعي السعودية لإنهاء سطوة الحوثيين وتمردهم في اليمن .

و في خطوة تؤكد من دون أدنى شك السعي الروسي للعب على الحبال اليمنية من خلال سوق السلاح النشط أصلا في اليمن ولتشجيع جميع الأطراف على الخوض في “بازار” السلاح الروسي.

الأهم من كل ذلك هو كيفية وصول هذا السلاح الى الحوثيين وعن طريق من؟ وكيف؟ وكم من “فيكتور بوت” ضالع في عملية التهريب تلك؟

بلا شك أن تاجر الموت الضابط العسكري السوفياتي السابق الذي أدين ببيع أسلحة ثقيلة للمتمردين الكولومبيين أثبت أنه كان يعمل تحت كنف رجالات الدولة و المخابرات العسكرية التي بلا شك  تجند مهربين آخرين للقيام بعمليات مماثلة في أمكنة أخرى.

إقرأ أيضا:

وثائق: الحوثيون عرقلوا تدفق نصف المساعدات لليمن