أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

في غضون ساعات، انتشر مقال للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية يلقي باللوم على الولايات المتحدة لإصابة ووهان بفيروس كورونا, 160 مليون مرة ولكن من أين أتت القصة؟

هذا التساؤل تجيب عنه مجلة “بوليتيكو” في تقرير مطول بالعودة إلى فترات معينة منذ بداية الوباء، رغم أن تاريخ انتشار الفيروس معروف ،حتى إن لم يكن واضحًا في تفاصيله.

الفيروس اكتشف للمرة الأولى في مكان ما في ووهان ، في مقاطعة هوباي ، ثم يبدو أنه دخل سوق “هوانان” للمأكولات البحرية بالجملة ، حيث أصاب العديد من الأشخاص.

صحيفة تربط انخفاض عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في الصين بالوفيات بفيروس كورونا

بعدها، وفي شهر ديسمبر تحديدا، لاحظ الأطباء في ووهان للمرة الأولى الفيروس المستجد وبدأوا في تبادل التحذيرات العاجلة.

شرعت السلطات الحكومية المحلية في اسكاتهم ؛ وعلى خلفية ذلك تم اعتقال بعضهم وأجبروا على التوقيع على وثائق تعترف بارتكاب مخالفات.

وقتها، أقيم مهرجان السنة القمرية الجديدة حضره حوالي 40 ألف عائلة، لكن سرعان ما مات المئات منهم في ووهان، بما في ذلك طبيب العيون “لي ون ليانغ”، ممن عوقبوا لمحاولتهم رفع الإنذار.

وذكرت المجلة أن الحزب الشيوعي الصيني أدرك حينها أنه في خط النار ليس فقط لإدارة الدولة التي أطلقت العنان للفيروس القاتل في العالم , ولكن أيضًا لتجاهل انتشاره والتستر عليه وإنكاره .

في أعقاب ذلك، انتقل الحزب الشيوعي الصيني إلى وضع التحكم في الضرر وشمل ذلك الإيحاء بأن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الفيروس.

سكان ووهان يفندون الرواية الرسمية الصينية ويرجحون أن عدد الوفيات بسبب كورونا أكثر بكثير

وأشارت “بوليتيكو” إلى أنه في 24 يناير ، نُشر مقال مشترك بالاشتراك مع 29 طبيبا وعالما صينيا في مجلة “لانسيت” ، إحدى المجلات الطبية الرائدة في العالم.

بعد مدة، شارك الباحثون نتائجهم من دراسة أجريت على مرضى يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا وتم إدخالهم إلى مستشفى ووهان.

وأفاد التقرير بأنه في حلول 2 يناير / كانون الثاني ، كان 41 منهم قد تم تأكيدهم مختبريًا على أنهم مصابون بالفيروس وأن ثلثي المصابين زاروا سوق “هوانان”.

ويبدو أن النتائج تدعم الأدلة المتداولة وقتذاك على أن مصدر الفيروس هو السوق ، الذي أغلقه مسؤولو المدينة في 1 يناير.

لكن في 19 فبراير ، أشارت دراسة أخرى، نُشرت على موقع متخصص في البحث العلمي “تشاينا كزيف” ، إلى أن السوق لم يكن على الأرجح نقطة الصفر للفيروس ، بل إنه جاء من الخارج.

وكشفت المجلة أن هذه الدراسة أعدها فريق من العلماء من مؤسسات صينية حكومية عدة وتمت مراجعته في 21 فبراير، ولم تقترح أي نسخة من الدراسة أن فيروس كورونا نشأ خارج الصين.

صينيون يغوصون في الأرشيف التلفزيوني الصيني ويكتشفون ان الحزب الشيوعي الصيني مارس الكذب على أصعدة عدة

وفي 23 فبراير ، أوضحت المجلة أن موقع ” People’s daily” باللغة الإنجليزية أعاد طباعة مقالة “غلوبال تايمز” التي تتحدث عن أن الأمريكيين جلبوا الفيروس في الألعاب العسكرية العالمية في ووهان في شهر أكتوبر.

ورغم أنه في الأيام الأولى من تفشي فيروس كورونا، أشارت غالبية الأدلة ، بما في ذلك مقالة “لانسيت” التي كتبها 29 طبيبًا صينيًا ، إلى أن سوق ووهان كان مصدر الفيروس , غير أن وسائل الدعاية الرسمية الصينية بدأت تروج لمقالات تدحض ذلك، واستندت مرة أخرى على آخر صادر من “جلوبل ريسيرش”

وجاء في المقال أن فيروس كورونا نشأ في مكان آخر ، من مواقع متعددة ، لكنه بدأ ينتشر على نطاق واسع فقط بعد إدخاله إلى السوق.

ويبدو أن المعارك الإعلامية والافتراضية الصينية لن تتوقف إلا بعد تزييف تاريخ فيروس كورونا عملا بأوامر الحزب الشيوعي , لتغطية فشله في إدارة الأزمة ونقل العدوى للعالم.

 

إقرأ أيضا:

الانتخابات والعلاقات مع الصين وراء تأخر تعامل إيران مع فيروس كورونا